الـصر على الأسنان أثناء النوم

لسنوات عديدة كنت أصر على أسناني عند النوم، وكان هذا هو سري الذي أخجل منه. ولكني الآن أشعر بالراحة عندما علمت أن ما معدله 8 الى 10 بالمئة من الناس البالغين يشاركونني مرضي. هذا ما جاء على لسان كاثرين أدورد(28)عاما في إحدى المقابلات التي أجريت مع مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من هذه العادة في النوم.يطلق على هذا النوع من النوم أسم (بروكسيم).


وتشير هذه الحالة الى قيام النائم بطحن أو تثبيت الأسنان على بعضها البعض بطريقة مطبقة وتتسبب بحدوث آلام كثيرة قد تفضي الى الصداع والآم الفك. ويعود قدم هذه الحالة الى فترة الأنجيل الذي يصف فيه مكان جهنم على أنها الدرجة التي يصل فيها الأنسان الى"صريرالأسنان" وهو تشبيه لحالة الخوف والقلق الذي تصيب الأنسان حين يسمع لهيب النهار وهي تقضم كل ما حولها حتى يكاد صريرها يسمع من كل صوب.
يقول مدير مركز طب الأسنان بجامعة توفتس الطبية الدكتور نوشير ميهتا "يشبه هذا النوع من النوم وجود عدة لاعبي كرة قدم يقفون على الأسنان يحاول كل فريق سحق الآخر". ولايعتبرهذا النوع من النوم مرضا، بل أن إضطرابات النوم هي التي تعتبر من الحالات المرضية السائدة إضافة الى عادة التحدث أثناء النوم والشخير خاصة لدى الأطفال والناشئين.
ويعتقد بعض العلماء أن الضغط النفسي قد يكون أحد أسباب هذه الحالة، بيد أن علماء آخرين فندوا هذا السبب لأن الكثير من الناس يعانون من ضغوطات نفسية عديدة ولكنهم لايعانون من هذه الحالة. ولكن البحوث الجديدة أثبتت وجود صلة أحيانا بين الضغوطات النفسية والجسدية وعادة التدخين وشرب الكحول والمواد التي تحوي الكافيين وعوامل سيئة أخرى قد تكون سببا في زيادة سوء الحالة.
إذن ماذا يفعل الضرس؟ لقد نصحني طبيب أسناني بأستخدام "حارس الفم" وهي أداة بلاستيكية صغيرة تغطي بعض أو جميع أسناني لوقايتها من التدمير بيد أنها لاتوقف عادة الطحن أوالصرير ولكنها أفضل من لاشيء. ويقول الدكتور شارلس ماكنيل رئيس جمعية طب الأسنان بجامعة كاليفورنيا " يمكن لهذه الأداة أن تحمي الأسنان، ولكنها أيضا تعمل على زيادة الحث على المضغ وإفراز اللعاب مما يزيد في حدوث الصرير ليلا، كما أنها قد تسبب ضررا دائما أثناء قضم الطعام ،أوعدم إنتظام ترتيب الأسنان ولذا يجب أن تستعمل بشكل مؤقت".
ويجب أن تصنع هذه الأداة من قبل طبيب الأسنان ليتمكن من تصميمها بشكل يوزع عمل الطحن والقضم للتخلص من آلام الفك.
ويقول الدكتور لايفنج أستاذ أمراض الأسنان بجامعة مونتريال ورئيس مؤسسة رعاية أمراض النوم الكندية "أن الأشخاص الذين يستيقظون جراء الصداع أو بسبب آلام الفكين هم من الذين يقومون بعادة الصرير أو قضم الأسنان، لذا يتوجب عليهم إستشارة أخصائي الأسنان ليضع حدا لمعاناتهم فقد ينصحهم بإستخدام وسائل تقنية أوالألتزام بأرشادات معينة ليتخلصوا من هذه الحالة المزعجة والمؤلمة. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة مثلى حتى الآن للتخلص من هذه العادة إلا أن السبل المتاحة أفضل من لاشيء وتعتبر أداة "حارس الفم" من أفضلها". وللتخلص من هذا النوع من النوم يلجأ البعض الى ممارسة رياضة اليوغا وتناول بعض العقاقير المهدئة تحت إشراف مباشر من الطبيب والأبتعاد عن الضغوط النفسية والأجهاد القوي وعدم اللجوء الى تكسير قشور الحبوب الصلبة كالمكسرات إلا بعد جاهزيتها وخلوها من القشور الخارجية.
وفي دراسة قام بها الدكتور لايفنج في الستينيات ونشرت حينها في المجلات الطبية، مفادها أن هذا النوع من النوم الذي يطلق عليه "نوم بروكسيم" كان الأعتقاد السائد أنه بمثابة إستجابة الجسم للمشاكل التي تمر بالشخص أثناء اليوم والشد النفسي والعصبي، إضافة الى عدم توافق ترتيب الأسنان في الطبقة العليا أو السفلى مما يجعل عدم إنتظامها مدعاة للقضم والصرير.
ولكن هذه الدراسة لم يتم التصديق عليها بسبب نقص الأدلة المقدمة وعدم توافق الكثير مما جاء فيها حيث أوعز العلماء وأخصائيو الأسنان الى جملة عوامل تتسبب بهذه الحالة منها معاناة البعض من ضغوط نفسية دون اللجوء الى هذه العادة، الأمر الذي أهملت فيه هذه الدراسة ولم يعتد بها.
ويكاد يجمع أخصائيو الأسنان على جملة أمور لتجنب مرضاهم من هذا الحالة حيث يحضونهم على ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بشكل منتظم والأبتعاد عن الأجهاد الزائد قدر الأمكان والأسترخاء بعد عناء يوم طويل من التعب وتناول السوائل والحساء الغني بالفيتامينات والحديد وشرب الحليب والأكثار من الفواكه الغنية بالكالسيوم وعدم الأفراط بتكسيرفتاحات القناني بالأسنان وتجنب قضم الأغذية الصلبة وتناول عقاقير معينة تحت إشراف الطبيب المختص فقط.

 

بارك الله فيك على الموضوع الرائع والمميز

 

مشكور مرورك الرائع استاذ محمد عبد الوهاب