1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

المفكر الشيعي المصري د.أحمد راسم النفيس يكتب: ورطة ولا عاصٍ ابن عاصٍ لها

هذا النقاش في 'الأخبار العامة' بدأه Haitham sadoon، ‏30 ديسمبر 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]

    تذكر كتب التاريخ تلك الكلمة الشهيرة التي طالما رددها البعض: معضلة ولا أبا حسن لها!!.

    فالقوم عندما كانت تدهمهم المعضلات والملمات يلجأون للإمام علي بن أبي طالب باب مدينة علم رسول الله فيفتيهم ويخرجهم من حيرتهم وورطتهم التي وضعوا أنفسهم فيها عندما وسد الأمر لغير أهله.

    أما إذا اقتضى الأمر حياكة الدسائس والمؤامرات فلا بد من إعطاء كل ذي حقه وتوسيد حياكة الشر، لشر أهل الشر وعلى رأسهم عمرو بن العاص وفي رواية ابن النابغة الذي يتولى وضع الخطط وحفر الحفر ونصب المصائد وتغطيتها بالمصاحف والشعارات وقال الله وقال الرسول والمهم أن يحصل ابن العاص على ثمن خططه الكبرى!!.



    يروي المؤرخون: لما نزل الإمام علي عليه السلام إلى الكوفة بعد فراغه من معركة الجمل كتب إلى معاوية كتابا يدعوه إلى البيعة أرسله مع جرير بن عبد الله البجلي فقدم عليه الشام فقرأه فاغتم بما فيه وذهبت أفكاره كل مذهب وطاول جريرا بالجواب حتى كلم قوما من أهل الشام في الطلب بدم عثمان ووثقوا له وأحب الزيادة في الاستظهار فاستشار أخيه عتبة بن أبي سفيان فقال له استعن بعمرو بن العاص فهو من علمت في دهائه ورأيه وقد اعتزل عثمان في حياته وهو لأمرك أشد اعتزالا إلا أن يثمن له دينه فسيبيعك فإنه صاحب دنيا فكتب معاوية إليه أما بعد فإنه كان من أمر علي وطلحة والزبير ما قد بلغك وقد سقط إلينا مروان بن الحكم في نفر من أهل البصرة وقدم علينا جرير بن عبد الله البجلي في بيعة علي وقد حبست نفسي عليك فأقبل أذاكرك أمورا لا تعدم صلاح مغبتها إن شاء الله فلما قدم الكتاب استشار ابنيه عبد الله ومحمد فقال لهما ما تريان فقال عبد الله أرى أن رسول الله (ص) قبض وهو عنك راض والخليفتان من بعده وقتل عثمان وأنت عنه غائب فقر في بيتك فلست مجعولا خليفة ولا تزيد على أن تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة أوشكتما أن تهلكا فتساويا في عقابها وقال محمد أرى أنك شيخ قريش وصاحب أمرها وإن تصرم هذا الأمر وأنت فيه غافل تصاغر أمرك فالحق بجماعة أهل الشام وكن يدا من أيديهما طالبا بدم عثمان فإنه سيقوم بذلك بنو أمية فقال عمرو أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في ديني وأنت يا محمد فأمرتني بما هو خير لي في دنياي وأنا ناظر. ودعا عمرو غلامه وردان وكان داهيا ماردا فقال له ارحل يا وردان ثم قال احطط يا وردان ثم قال ارحل يا وردان احطط يا وردان فقال له وردان خلطت أبا عبد الله أما إنك لو شئت أنبأتك بما في قلبك قال هات ويحك قال اعتركت الدنيا والآخرة على قلبك فقلت علي معه الآخرة في غير دنيا ومعاوية معه الدنيا بغير آخرة وليس في الدنيا عوض من الآخرة وأنت واقف بينهما قال قاتلك الله ما أخطأت ما في قلبي فما ترى يا وردان؟؟ قال أرى أن تقيم في بيتك فإن ظهر أهل الدين عشت في عفوهم وإن ظهر أهل الدنيا لم يستغنوا عنك قال الآن لما شهرت العرب سيري إلى معاوية فارتحل.

    فسار عمرو حتى قدم على معاوية وعرف حاجة معاوية إليه فباعده من نفسه وكايد كل واحد منهما صاحبه فقال له معاوية يوم دخل عليه، أبا عبد الله طرقتنا في ليلتنا ثلاثة أخبار ليس فيها ورد ولا صدر قال وما ذاك؟ قال منها أن محمد بن أبي حذيفة كسر سجن مصر فخرج هو وأصحابه وهو من آفات هذا الدين ومنها أن قيصر زحف بجماعة الروم ليغلب على الشام ومنها أن عليا نزل في الكوفة وتهيأ للمسير إلينا فقال عمرو وليس كل ما ذكرت عظيما أما ابن أبي حذيفة فما يتعاظمك من رجل خرج في أشباهه أن تبعث إليه رجلا يقتله أو يأتيك به وإن قاتل لم يضرك وأما قيصر فأهد له الوصائف وآنية الذهب والفضة وسله الموادعة فإنه سريع إليها و أما علي فو الله يا معاوية ما يسوي العربي بينك وبينه في شيء من الأشياء و إن له في الحرب لحظا ما هو لأحد من قريش وإنه لصاحب ما هو فيه إلا أن تظلمه. وروى نصر بن مزاحم: أن معاوية قال لعمرو يا أبا عبد الله إني أدعوك لقتال هذا الرجل الذي عصى الله وشق عصا المسلمين وقتل الخليفة المظلوم وأظهر الفتنة وفرق الجماعة قال عمرو ومن هو؟ قال علي، قال والله يا معاوية ما أنت وعلي حملي بعير!! ليس لك هجرته ولا سابقته ولا صحبته ولا جهاده ولا فقهه ولا علمه وو الله إن له مع ذلك لحظا في الحرب ليس لأحد غيره ولكني قد تعودت من الله إحسانا و بلاء جميلا فما تجعل لي إن شايعتك على حربه وأنت تعلم ما فيه من الغرر والخطر قال حكمك! فقال مصر طعمة….. فتلكأ عليه معاوية ثم قال له يا أبا عبد الله إنك إنما دخلت في هذا الأمر لغرض الدنيا قال عمرو دعني عنك ( يعني لا تحدثني بمثل هذا الكلام الفارغ) فقال معاوية إني لو شئت أن أمنيك و أخدعك لفعلت قل عمرو لا لعمر الله ما مثلي يخدع لأنا أكيس من ذلك. ثم أنشأ يقول



    :

    معاوى لا أعطيك ديني ولم أنل به منك دنيا فانظرن كيف تصنع

    وما الدين و الدنيا سواء و إنني لآخذ ما تعطي و رأسي مقنع

    ولكنني أغضي الجفون وإنني لأخدع نفسي والمخادع يخدع

    وأعطيك أمرا فيه للملك قوة وألفى به إن ذلت النعل أصرع

    و تمنعني مصرا و ليست برغبة وإني بذا الممنوع قدما لمولع



    فقال له معاوية أما تعلم أن مصرا مثل العراق قال بلى ولكنها إنما تكون لي إذا كانت لك وإنما تكون لك إذا غلبت عليا على العراق وكان أهل مصر قد بعثوا بطاعتهم إلى علي عليه السلام فلما حضر عتبة بن أبي سفيان فقال يا معاوية أما ترضى أن تشتري عمرا بمصر إن هي صفت لك ليتك لا تغلب على الشام.

    استمرت المساومات بين التاجرين الكبيرين حول تقاسم الأسلاب والغنائم التي هي المسلمون وأرضهم وأشار المستشارون الأمويون على معاوية بأن لا مانع من إعطاء مصر لعمرو بن العاص فهو ثمن يهون من أجل بقاء الملك لبني أمية.

    فأرسل معاوية إليه فأعطاه مصرا فقال عمرو ولي عليك الله بذلك شاهد قال نعم لك الله علي بذلك إن فتح الله علينا الكوفة فقال عمرو والله على ما نقول وكيل فخرج عمرو من عنده فقال له ابناه ما صنعت قال أعطانا مصر طعمة قالا وما مصر في ملك العرب قال لا أشبع الله بطنكما إن لم تشبعكما.





    فليسامحنا القارئ الكريم على هذا السرد المطول لقصة الصفقة أو المؤامرة الكبرى التي كانت من بين أهم العوامل التي أوصلتنا إلى قعر البشرية الأسفل ولكن قبل أن ننتقل إلى واقعنا المعاصر لا بأس أن نعرف القارئ بالثمن الذي قبضه ابن العاص مقابل هذه الصفقة اللا أخلاقية حيث كانت حصيلة سلب مصر ونهبها الذي مارسه ابن النابغة (حسب رواية المقريزي في الخطط) أو بمعنى أدق ما بقي في (حصالة) السيد عمرو عند هلاكه عدا الممتلكات 140 أردبا من الدنانير أي ما يقارب 22000 كيلو جراما أي 22 طنا من الذهب فقط لا غير.



    قال المقريزي: وخلف عمرو بن العاص سبعين بهارًا دنانير والبَهار‏:‏ جلد ثور ومبلغه أردبان بالمصري فلما حضرته الوفاة أخرجه وقال‏:‏ من يأخذه بما فيه فأبى ولده أخذه وقالا‏:‏ حتى ترد إلى كل ذي حق حقه فقال‏:‏ والله ما أجمع بين اثنين منهم فبلغ معاوية فقال‏:‏ نحن نأخذه بما فيه.

    انسى يا عمرو!!



    ترى هل كان الأمر متعلقا بعبقرية خارقة للسيد عمرو بن العاص مكنته من خداع الأمة بأسرها أم أن الأمة وقتها كانت قابلة للخداع وماذا لو تكرر نفس هذا الأمر الآن وإن بصورة مختلفة هل يمكن لابن نابغة آخر وما أكثر أبناء النوابغ في هذا العصر أن يكرر نفس الخدعة؟!.

    الجواب هو لا وألف لا!!.

    ولى زمان عمرو ابن العاص وسائر أبناء النوابغ ولم يعد لديهم مثل هذه القدرة على خداع الأمة ولا سوقها نحو الهاوية!!.

    السبب في ذلك هو ظهور ذلك الجيل الرسالي المرتقب الذي لم يجده الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وقتها وكان يتمناه ولا يجده ويشتاق إليه ويصفه وهو ما زال في عالم الغيب (وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولئِكَ؟ أُولئِكَ ـ وَاللَّهِ ـ الاَْقَلُّونَ عَدَداً، وَالاَْعْظَمُونَ قَدْراً، يَحْفَظُ اللهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتِهِ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَان أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْـمَحَلِّ الاَْعْلَى أُولئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ، آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ!).



    عاد ذلك الجيل البدري إلى الظهور وهم من إذا طلب منهم إمامهم أن يخوضوا البحر لخاضوه معه وما تخلف منهم أحد بعد أن نجحت الخطط والدسائس والمؤامرات في تأخير ظهوره دون أن تتمكن من منعه.

    الآن لو ظهر ألف عمرو بن عاص - وقد ظهروا بالفعل ولكنهم فشلوا وهزموا بدل المرة ألف- لما استطاعوا أن يغيروا شيئا من القدر الأسود الذي يسير إليه حلف الشيطان بخطى أكيدة.



    الآن لم يعد هناك عمرو ابن النابغة فردا يمشي على ساقين، يدبر المكائد والخطط أما إذا ادلهمت الأزمة كشف سوأته وأسلم ساقيه للريح!!، بل هناك مؤسسات وهيئات ومخابرات ومجلس للأمن ومحكمة دولية وقصر الإليزيه والبيت الأبيض وبندر بن بوش وأجهزة تابعة، عاملة ناصبة وفقا لتعليمات الشيطان الأمريكي الأكبر، وجيوش الشياطين الحمر و(السماء الزرقا) ورغم ذلك فهم ينتقلون من فشل إلى فشل ومن خيبة إلى أخرى وتلك هي حقيقتهم المرة وهيهات هيهات لما يوعدون.

    في الماضي كان التحكيم والآن جاءوا بالمحكمة!!.



    في الماضي قالوا سنتحاكم لكتاب الله ويومها قال الإمام علي لمن كانوا معه: (أيها الناس، إني أحق من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية، وعمرو بن العاص، وابن أبي معيط، ليسوا أصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منكم، صحبتهم صغارا ورجالا، فكانوا شر صغار، وشر رجال، ويحكم إنها كلمة حق يراد بها باطل! إنهم ما رفعوها أنهم يعرفونها ويعملون بها، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة)، والآن يتنادون بالعدالة بالدولية ولعمري إن كان معاوية وعمرا وابن أبي معيط ليسوا أصحاب ديانة!! فكيف يكون ميليس وبيلمار أصحاب عدالة!!.



    الأسباب الكامنة وراء فشل جحافل النوابغ وأبناء النوابغ ترجع أولا إلى ظهور هذا الجيل الفريد من رجالات الله الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (أَعْلاَمَ هُدىً، وَمَصَابِيحَ دُجىً، قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّماءِ، وَأَعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الْكَرَامَاتِ، فِي مَقْعَد اطَّلَعَ اللهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ، فَرَضِيَ سَعْيَهُمْ وَحَمِدَ مَقَامَهُمْ يَتَنَسَّمُونَ بِدُعَائِهِ رَوْحَ التَّجَاوُزِ، رَهَائِنُ فَاقَة إِلَى فَضْلِهِ، وَأسَارَى ذِلَّة لِعَظَمَتِهِ، جَرَحَ طُولُ الأسَى قُلُوبَهُمْ، وَطُولُ الْبُكَاءِ عُيُونَهُمْ. لِكُلِّ بَابِ رَغْبَة إِلَى اللهِ سُبحانَهُ مِنْهُمْ يَدٌ قَارِعةٌ، يَسْأَلُونَ مَنْ لاَ تَضِيقُ لَدَيْهِ الْمَنَادِحُ، وَلاَ يَخِيبُ عَلَيْهِ الرَّاغِبُونَ).

    إنهم الآن موجودون صامدون في ساحات المواجهة مع الصهاينة والاستكبار العالمي.



    إنهم الآن موجودون في ساحات العلم والبحث والدرس،يطورون علومهم ويبتكرون الأسلحة عملا بقوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) الأنفال 60.

    إنهم الآن في ساحة الفكر والمعرفة يسدون فراغا هائلا تركه غيرهم ممن انشغلوا بالتكرار والاجترار وحملوا الكتب حمل الحمار للأسفار وصاروا كمن سبقهم ممن رفعوا شعار (إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) الزخرف. (22)

    ولئلا يعتقد أحد أننا نتحدث عن شعارات وكلام عمومي ينطبق على أي أحد ننتقل إلى أرض الواقع لنكشف عن حجم الورطة والمعضلة التي يعيشها أبناء النوابغ من أعداء خط الأئمة سلام الله عليهم إلى يوم الدين.

    كانت آخر هذه المكائد التي تفتقت عنها عبقرية النابغة شيراك والنابغة بوش وتلميذه المهووش بندر ابن بوش هو ما بات يعرف بالمحكمة الدولية لقتلة رفيق الحريري.

    كانت الخطة تقوم على تزييف الاتهام ضد حزب الله حيث تقوم خطة ما بعد صدور القرار على احتمالين أحدهما أو كلاهما.



    إما أن تنهض قوى الاستكبار العالمي للقيام بتنفيذ مهمة اجتثاث الحزب استنادا للقرار الأممي المذكور بمساندة بعض القوى المحلية وتحديدا القوى السلفية التي ستمنح صفة (سنية) أي أنها الممثل الشرعي والوحيد لأهل السنة أو أن تقوم هذه القوى بالمهمة بنفسها باعتبار أن هؤلاء هم من حارب وقضى على الاتحاد السوفييتي بدعم الإدارة الأمريكية والمملكة السعودية وبقية الأتباع.

    تبين أخيرا ومن خلال الدخول السعودي على خط الأزمة أن الرهان على هذه القوى أصبح غير ذي جدوى وربما أصبح رهانا بالغ الخطورة والسوء بعد أن تأكد انقسام هذا التيار على نفسه وأن مزاجه النفسي لم يعد جاهزا لخوض كل ما يطلب منه من مغامرات اعتاد هؤلاء خوضها لحساب الغير.



    لم يحدث هذا التحول دفعة واحدة والشيء المؤكد أن إصرار حزب الله على محاورة كل من يقبل بالحوار من هذا التيار قد أسهم في حدوث نوع من التقارب أو تقليص درجة عدائه تجاه الشيعة.

    لا أحد من رجال الله يرى حتمية الصدام مع هذا التيار فهم في النهاية مسلمون يتعين السعي للتآخي معهم طالما كان هذا ممكنا أو تقليص العداء معهم إن لم يكن ممكنا تحقيق التوافق التام معهم.

    الأهم من هذا أن قدرة ابن النابغة على خداع هذا التيار وسوقه إلى الحتوف كما حدث في الماضي القريب لم يعد أمرا سهلا وهو ما تجلى في تمرد الشيخ عمر بكري على الإملاءات والأوامر ورفضه لمحكمة ابن النابغة دانييل بيلمار!!.

    تآكل الرهان على الفتنة الشيعية السنية وإن لم يسقط بصورة نهائية إلا أن الشيء المؤكد أن هذه الورقة لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة حزب الله.

    ومن المعلوم أن إمكانية التدخل المباشر للقوى الإقليمية في مواجهة حزب الله قد سقطت نهائيا بعد أحداث السابع من مايو 2008 وقد أصبح معروفا أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كان قد طالب أصدقاءه الأمريكان بالتدخل العسكري المباشر ولم

    تستجب له القوة الأمريكية التي كانت عظمى ولم تعد كذلك بقوة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

    ما لم يكن ممكنا عام 2008 لم يعد ممكنا من يومها وحتى الآن.



    الذين راهنوا على الفتنة المذهبية ولوحوا بها كسلاح يبتزون به المقاومة وإيران عادوا واكتشفوا أن هذا السلاح لم يعد مجديا لا في لبنان ولا في غير لبنان بل على العكس من ذلك فقد أصبح شوكة في خاصرة من اخترعوه ولهذا السبب هرول الملك السعودي نحو سوريا طالبا منها التدخل للحيلولة دون وصول الأمور نحو الصدام الطائفي الذي لو حدث فسيكون النفوذ السعودي هو أول ضحاياه.

    لم يكن التحدي الأوحد لنظام الفتنة السعودي قاصرا على الساحة اللبنانية فهناك ساحات ومعارك أخرى خاضها هذا النظام وخرج منها خاسئا مدحورا مثل الساحة اليمنية التي هزم فيها الجيش السعودي العرمرم أمام الثوار الحوثيين!!.



    لم يكن بوسع هذا النظام أن يسمح بفتح جبهة صراع عقائدي في لبنان يتولى دعمها والإنفاق عليها لأن هذا كان يعني شيئا واحدا هو فتح عدة جبهات من نفس النوع وهو عبء لم يعد يقدر على تحمله ورما كان هذا هو الدافع وراء دخول الملك السعودي بقوة على خط تسوية الأزمة اللبنانية!!.

    لقد تراجع التحالف الصهيوني مع عرب الاعتدال بعد أن تلقى عدة ضربات بعضها عسكري والبعض الآخر سياسي وبعد أن منيت الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الرسمي لهذا النظم الكسيحة بالهزيمة تلو الهزيمة على عدة جبهات.

    ماذا عساها تصنع عبقرية ابن النابغة أو أبناء النابغة في مواجهة هذه الهزائم والخيبات؟!.

    لم يكن عمرو ابن العاص عبقريا كما يتصور البعض ولكن الظروف والأوضاع السائدة آنئذ خدمت مشروعه السلطوي الرامي لنهب ثروات المسلمين وأكل خيرات مصر طعمة له ولأولاده من بعده.

    ترى ما هي الخدعة التي يتصور أبناء النوابغ أنها ستخرجهم من ورطتهم التي سعوا إليها بأقدامهم؟!.

    ولى زمن التحكيم والمحكمة يا ابن العاص

    !!.

    دكتور أحمد راسم النفيس



    24-12-2010
     

شارك هذه الصفحة