1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

مقالت مفيدة في الكاراتيه

هذا النقاش في 'فن الكاراتيه Karate' بدأه محمد1996، ‏21 يناير 2011.

  1. محمد1996

    محمد1996 عضو جديد

    بقول الـ د/ تحت عنوان (( العملية الابداعية عند الشاعر ))

    "" الشاعر لايكتب شعره من فراغ .. واعني بذلك الشاعر الحق الذي يشعر بقصيدته تركض في اعماق قلبه قبل ان تتقيد بقيود الكلمة عل الورق .. هذ الشاعر بنيت الابداع الشعري في نفسه ويُسقى بدمه قبل ان يظهر للناس على هيئة قصيدة لها الفاظها وصورها الشعرية .
    العملية الابداعية عند الشاعر معقدة وميسورة في آن واحد .. أما تعقيدها فانه ينشا من كثرة الاحاسيس التي يمتلئ بها قلب الشاعر تجاه موقف من المواقف التي يتعرض لها ..حيث تتضارب في داخله عوامل الانفعال ، ويظل ماخوذا بهذا التضارب فترة من الزمن يمكن ان يطلق عليها " فترة الارهاص بالقصيدة " حيث تتكون بطريقة عجيبة يكون فيها الشاعر قلقا ضيق الصدر .. خائفا من الاقدام على تجميع تلك الانفعالات وصبها في بوتقة الشعر .
    وهذا الخوف عامل مهم - في نظري- من عوامل نجاح " عملية الابداع الشعري " كيف ذلك ؟؟
    الشاعر عندما يصل الى مرحلة الخوف هذه يكون قد اصبح -فعلا - تحت وطأة الانفعال القوية التي يشعر بحاجة عندها الى تفريغ مايعتمل داخل نفسه وهنا ينشأ الخوف..حيث يظل الشاعر مظطرب النفس يقدم رجلا ويؤخر اخرى .. وهذا مايعبر عنه النقاد بصعوبة المطلع في القصيدة او صعوبة الافتتاح ف يالكتابة .
    ولا اريد ان اقول هنا إنَّ العملية الابداعية عملية "لاشعورية" تتهيأ في لحظة "اللاوعي" عند الانسان .. حتى لاندخل في متاهات تيار "اللا وعي" في الفن ، ولكنني - من خلال التجربة - ارى ان الصورة الابداعية تتسرب في لحظة من لحظات الانفعال التي يخف فيها وعي الانسان الشاعر بما حوله حتى ان الشاعر - والحديث هنا عن الشاعر - يعجب لبعض الصور كيف جاءت في قصيدته .. ولا يستطيع في احيان كثيرة ان يحدد موقفه فيها .. وهل فكر فيها (( بشكل مكثف)) حتى واتته ام لا؟
    ولكنَّ الشاعر لا يلبث ان يعيش بوعي كامل ٍ ظروف قصيدته .. ويعاود النظر في تجربته الشعرية والفنية .. مما يدفعه الى الحذف والتغيير والتقديم والتأخير وهذه المرحلة "الترميمية" من اصعب مراحل ولادة القصيدة وليست اصعبها ، ذلك أن القصيدة التي تنتج عن تجربة شعورية ضخمة لاتأتي هكذا دفعة واحدة .. ولكنها تجيء مفرقة ممزقة الاعضاء موزعة الصور .. ثم بعد ذلك وبعد ان يحس الشاعر بان ماكتبه في استنفذ ماكان في نفسه .. تبدأ عملية الترتيب .. ولم شتات القصيدة .
    ان العملية الابداعية في الشعر .. لاتختص بشكل معين للقصيدة . ولا بالانسياق وراء تيار أدبي معين ..ولا برصف الكلمات رصفا منهكا على اية طريق من طرق كتابة الشعر .
    إن العملية الابداعية تتمثل في ذلك الاحساس الصادق .. الذي ينتج عنه الانفعال الشعوري العميق .. الذي يكون -بدوره- سببا مهما من اسباب ابداع الشاعر فيما يكتب .
    ثم ان هذه العملية الابداعية يحتاج الى ثقافة متينة والى احساس رهيف والى صدقٍ في هذا الاحساس .. وهي بهذا تُخرج من دائرة الشعر كلَّ من لايملك القدرة على هذه العملية مهما طبل له المطبلون ولمَّعه الملمعون . إن جهل كثير من نقاد اليوم بعمق الابداع في الشعر ه الذي جعلنا نرى بريقا خادعا لكثيرٍ من "المحسوبين" على الشعر.
    وبهذا نخلص الى نتيجة مهمة وهي : أنَّ الفنَّ القويَّ ليس سهلا والعملية الابداعية لاتأتي بالادعاء ولا بالخداع .
    إن المتلقي الواعي يعرف مايأخذ وما يدع .. والعمل الابداعي لايخطيء مكانه من قلوب الناس ابدا .
    غن الشعر عضو رئيس نن أعضاء أسر الفن .. والفن اسرة لها عراقتها ولها اعضاؤها وطرائق حياتها .. كما ان للفن لغته التي تخاطب مشاعر الانسان وتشبع حاسته الجمالية في اي زمن وعلى اي ارض ، ان الفن هو اللغة العالمية التي تستطيع البشرية ان تتفاهم بها ..فأنت اذا رأيت لوحة رائعة لفنان تشعر بأنك تتحدث الى صاحبها من خلالها دون ان تكون بينك وبينه رابطة من لغة او فكر او عقيدة .
    والفن في ظل الاسلام يتخذ مسلكا مميزا ..فهو وسيلة مهمة من وسائل اثراء الحس الجمالي عند الانسان ...ولكنه -بفضل منهج الاسلام السليم - لايكون غايةً في ذاته ...بل هو وسيلة الى غايات سامية ... ومن هنا راينا الفن الاسلامي بكل اصنافه متميزا بهذه النظرة الغئية الواعية ..فن العمارة ..فن التحف معدنية كانت ام زجاجية ام خشبية ..فن تزيين النخطوطات وتهذيبها ..فن الشعر ..الى غير ذلك من اصناف الفنون ..نجد لها في ظل الاسلام تميزها ونقاؤها .
    واذا كان الاسلام قد فتح للفن ابوابا سامية ..فانه في الجانب الاخر أغلق أمامه تلك الابواب السيئة التي كانت تبيح للانسان استخدام الفن في الطقوس الدينية ..مما جعل الدين في ذهن الانسان صورا فنية تؤدَّى بطريقة مختلفة .. الاسلام رفض هذا المنهج المنحرف للفن وربط الانسان ربطا مباشرا بالله تعالى ..ثم أشبع حاسة الجمال عنده بما أباحه له من طرق الفن المتعددة ..
    هذا تصوري للفن عموما ..وللعملية الابداعية في الشعر على وجه الخصوص . "" ا.هـ
     

شارك هذه الصفحة