1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

رمضان والنشاط الرياضي

هذا النقاش في 'المنتدى الديني والشرعي' بدأه Haitham sadoon، ‏22 أغسطس 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    الصوم عبادة والتدريب أثناء الصيام مفيد

    من المعروف أن النشاط الرياضي له فوائده الصحية والجسمية على الأفراد في هذا العصر الحديث أكثر من العصور السابقة, لأن هذا العصر يتميز بالتكنولوجيات المريحة للجسم البشري. واستخدام وسائل التكنولوجيا في التنقل والصعود والاتصال جعل الإنسان كسولاً قابعاً في مكانه قليل الحركة متقوقعاً في أوضاعه متأثراً في قوامه معانياً من آلامه النفسية والجسدية والاجتماعية, وكون الجسم البشري أمانة عند صاحبه فلا بد من الاعتناء به عن طريق رعاية هذا الجسم تغذوياً ونفسياً واجتماعياً ورياضياً, حيث خص الرسول الكريم "البدن" وجعله من الحقوق التي يجب على المسلم أن يرعاها فقال في ذلك (إن لربك عليك حقاً وإن لبدنك عليك حقاً فأعط كل ذي حق حقه “صحيح البخاري").

    وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على اهتمام الإسلام بتوازن الأعضاء في الإنسان روحياً وجسمياً, والجدير بالذكر أن دراسات آيات القرآن الكريم أظهرت أن 29 آية قرآنية أوردت لفظ القوة وان 10 آيات أوردت لفظ القوى, وهنا لا بد من ذكر قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..) (الأنفال 60) فالآية تأمر المسلمين بالتسلح بسلاح القوة على اختلاف ألوانها وأسبابها, عضلية ونفسية ومادية. وحتى يتسنى الإعداد البدني للقوة فلا بد من التدريب الرياضي المقنن الذي يتطور من خلاله الجسم فينشط ويقوي. كما أن للإسلام مفهوماً متطوراً بالنسبة للنشاط البدني فلم يكن مقصوراً على استخدام القوة لمجابهة الأعداء للحرب بل تعدى ذلك إلى الاهتمام بالقوام الجميل وتطوير القدرات الذاتية وبناء الجسم السليم يقول سبحانه وتعالى في سورة الانفطار: "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك, في أي صورة ما شاء ركبك".

    كما أوضح سبحانه وتعالى انه اختار رجلاً للملك من أولئك الرهط الذين توافرت فيهم قوة الجسم وسعة العلم فقال جل جلاله "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً, قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال, قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم" (البقرة الآية 47). كما تدل التحاليل والمراجع أن سيدنا محمداً رسول صلى الله عليه وسلم قد وجه نظر المسلمين إلى اكتساب القوة والمحافظة عليها في ستة أحاديث منها "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.." وقال: "اغتنم خمساً قبل خمس, صحتك قبل مرضك وشبابك قبل هرمك..".

    ومن المعروف أن الصحة والشباب يصانان بالرياضة والتمارين الرياضية التي تقوي الجسم وتكسبه المناعة اللازمة لإطالة فترة الشباب التي يكون بها المؤمن أقوى من أي فترة أخرى..

    وهناك حديث يؤكد ضرورة المحافظة على ما اكتسبه الإنسان من قوة ومن مهارة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلم الرمي ثم تركه فهو آثم".

    لقد اجتهد العلماء والباحثون فوصفوا علاقة بعض الأركان الإسلامية كالصلاة والحج والصوم بالرياضة, كما دلت التشريعات الإسلامية الخاصة بالصحة العامة على اهتمام الإسلام بالجسم والوقاية من العلل وحفظه من الأمراض. كما ظهرت الأنشطة الرياضية التي شجع النبي صلى الله عليه وسلم على ممارستها, ونذكر منها السباقات على اختلاف أنواعها والفروسية والرمي والمصارعة والسباحة والصيد والمبارزة, وجميع هذه الأنشطة لا تبتعد بجوهرها أو بأشكالها عن كثير من الأنشطة الرياضية والبدنية التي تمارس حالياً, ولم يذكر في حادثة أو موقف أن كان هناك موقف عن الأنشطة البدنية حتى في شهر رمضان الكريم.

    أهمية رمضان والصوم والقوة"

    الصوم يقصد به الإمساك أو الامتناع عن الطعام والجنس وصوم رمضان يعني حبس النفس عن الشهوات وتعديل قوتها الشهوانية عن طريق ترك المفطرات الظاهرة كالطعام والماء والتدخين والنكاح من الفجر إلى لحظة مغيب الشمس, وقد فرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة بنزول القرآن الكريم وبقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة).

    إذن فهو شهر العبادة, والأنشطة الرياضية لم تكن يوماً ما من المفطرات التي تخل بالعبادة, بل إن الصوم يعني القيام بالعمل في أثناء الصوم وليس النوم والتقاعس عن العمل والصلاة عماد الصوم, فالصائم يعمل ويتعبد ويصلي التراويح ويقوم الليل ويقرأ القرآن وعليه أن يهتم بجسمه ليكون قوياً ولن يكون قوياً إلا عن طريق التدريب والحركة فيقوي صبره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير, احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.." (رواه مسلم).

    فالصوم رياضة وعبادة نفسية وسلوك عملي لكبح الشهوات وتدريب وتعويد في تقنين التلذذ بتناول الطعام أثناء الليل والتدريب الرياضي يهيئ للفرد القوة والمنعة لأداء صيامه وصلاته وقيامه الليل بقوة وجلد فالعبادة تكون متكاملة متمثلين بقوله تعالى: {وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون}.

    فرمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس}. وفي ليلة القدر وهي خير من ألف شهر حيث لا بد أن ينشط المسلمون في هذه الليلة المباركة أكثر من غيرها لالتماسها ورغبة لمصادفتها, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان والاعتكاف بحد ذاته يحتاج إلى القوتين معاً, البدنية والروحية, وكلاهما مطلوب لأداء الفرائض الدينية على أكمل وجه. ولا ننسى أن هذا الشهر هو شهر النصر والظفر عند المسلمين حيث وقعت فيه غزوة بدر الكبرى التي سميت بالفرقان, وكان فتح مكة ذلك اليوم الأغر حيث دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة دخولاً لا مثيل له, حيث دخل المسجد الحرام وحطم ما كان يعلوه ويحيط به من أوثان وأصنام وأخذ يطعنها بقضيب في يده فتخر على وجهها وهو يتلو قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً} (الإسراء آية 81).

    الفوائد الصحية والبدنية في الصيام:

    لا يختلف اثنان على أن الصوم من الوصفات الطبية التي يعالج من خلاله كثيراً من الأمراض, فالصوم له فوائد عديدة خصوصاً إذا كان سبب تلك الأمراض الإفراط في الطعام, لأن الإفراط يفسد المعدة ويضعف الجسد وخصوصاً إذا كان الإنسان غير رياضي أو غير نشيط فالوارد من الطعام يكون أكبر من الصادر منه مما يعطي الجسم حيويته ويخزن الطعام الزائد عن حاجة الجسم كدهن وشحوم لا يحتاجها الجسم في كثير من الحالات, بل تكون سبباً في تصلب الشرايين والتعرض للأمراض القلبية. والصوم الحقيقي لا يعني الإسراف في تناول الطعام عند الإفطار أو في السحور, فقد قال تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين}. وقال صلى الله عليه وسلم "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع".

    إن للصيام أثره الفعال على الناحية النفسية للإنسان فهو يبعث على الاطمئنان والصبر والهدوء, وهذا بحد ذاته وقاية وعلاج من القلق والاضطرابات النفسية.

    كما يؤكد الطب الحديث بأن نقص المواد الدهنية إلى حد مقبول يخفض من نسبة الكوليسترول في الدم, وهذا يكون واضحاً على الصائمين أكثر من غيرهم, والصوم ضد التدخين فانه الأداة الأولى لمجابهة هذه العادات السلوكية وغير الصحية وذلك عن طريق الصيام وممارسة الأنشطة الرياضية. والحقيقة العلمية التي تغيب عن كثير من الناس أن الصوم يرفع من مستوى الإنتاج العلمي اليومي عكس ما يشاع في الغرب عن تردي الإنتاجية في أثناء الصوم, وإذا أردنا أن نحلل ذلك علمياً فالصائم يأخذ حاجته البنائية والطاقوية في الإفطار والسحور, وعند اتباع الصائم لبعض الإرشادات العلمية والبدنية والصحية فإنه يشعر بالكفاءة والحيوية في أثناء الصيام بعكس ما يشعر به عند امتلاء المعدة من الخمول والتقاعس, فالدم يتوزع على العضلات العاملة عند النشاط الحركي بنسبة 85% من حجمه, ولكن سرعان ما تختلف هذه النسبة وتتأثر عند امتلاء المعدة بالطعام مما يقلل من كفاءة العمل العضلي ويشعر الإنسان بالنعاس والخمول.

    فنحن نتغذى بعقلنا وجسمنا في أثناء الحركة والنشاط في دمنا بنسبة توزيع دموي أكبر بكثير من جلوسنا وخمولنا, فعلى سبيل المثال يحتاج الدماغ في أثناء الراحة حوالي 9,0 ليتر من الدم في حين يحتاج إلى 2,1 ليتر من الدم المدفوع أثناء الحركة, أما العضلات فتحتاج إلى 4 ليتر من الدم أثناء الراحة في حين تحتاج إلى 5,25 ليتر أثناء النشاط الحركي.

    والصوم لا يقلل من نسبة التوزيع الدموي والتروية والدموية للإنسان بل إن الكبد والعضلات يعملان على التكيف لتوسع مخازين الطاقة أثناء الصوم, فيقوم الجسم بتعبئة تلك المخازين وتوسيعها وذلك من "الجليكوجين" السكر المحفوظ في العضلات والكبد لاستخدامه أثناء الصيام لتزويد العضلات بالطاقة اللازمة لإنتاج الحركة.

    ولن يتأثر الدماغ أيضاً من انخفاض نسبة السكر التي تصل الدماغ والتي تكون ثابتة سواء في الإفطار أو في الصيام أو حتى في أثناء المجامعة فالجسم قادر على إنتاج سكر من المخازين النشوية في الكبد وتحويل بعض مصادر الدهن والبروتين إلى سكر في الكبد لتزويد الدماغ بالجلوكوز ولن تنقصه الطاقة فالجسم قادر على المحافظة على نفس النسبة. والنشاط الرياضي يزيد من إنتاجية الجسم لتلك العمليات الأيضية المساعدة لرفع كفاءة الجسم وحيويته في أثناء الصوم.

    كيف تمارس الرياضة في أثناء الصوم?

    إن ممارسة الرياضة في الصباح لها فوائدها خصوصاً إذا كان التدريب قوياً وشديداً, لأن إنتاج الطاقة في هذه الحالة يأتي من المواد المخزونة في العضلة مثل ادينوسين ثلاثي الفوسفات وكريتينات الفوسفات, والتمارين التي ننصح بها تكون تكراراتها قليلة وشدتها عالية وفترة راحتها بسيطة مقدارها من دقيقتين إلى ثلاث دقائق بين كل مجموعة من التمارين وبذلك يكون الجسم قد استفاد من المخزون الفوسفاجيني لإنتاج الطاقة والذي يتم تعويضه في أثناء الراحة ولن يكون مستوى الجلوكوز أو النشا قد تأثر كاحتياطي لبقية النهار.

    أما إذا تأخر التدريب إلى فترة الظهيرة فإننا ننصح أن يعتمد اللاعب "المتدرب" على تدريب أطول قليلاً وذلك دون حاجة إلى وجود الأوكسجين كيميائياً, وبذلك يكون الهدم غير كامل فيترسب حامض اللاكتيك الذي يؤدي إلى حدوث التعب, ويمنح الرياضي فترة راحة كافية يمكن أن يمارس خلالها بعض تمارين الإطالة لاستعادة الشفاء وتحويل حامض اللاكتيك إلى جلوكوز يمكن الاستفادة منه للمحافظة على مستوى سكر الدم, وبذلك يشعر الرياضي بالنشاط والحيوية بعد التمرين.

    وإذا تأخر التدريب إلى ما قبل موعد الإفطار فننصح أن يتم التدريب بمستوى متوسط الشدة لإتاحة المجال لاستخدام الطاقة من الدهون التي هي متوفرة بكثرة في الجسم داخل الأنسجة الشحمة, مما تؤهل الرياضي لممارسة تمرين طويل وبمستوى شدة متوسطة, وهنا يكون الرياضي قد صرف ماءً يستطيع أن يعوضه لحظة الإفطار, وهذا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على ماء فإنه طهور".

    كما أن تناول التمر أو الماء يعد تنبيهاً للمعدة كي تستعد لاستقبال وجبة الإفطار, ولذلك فإن الرياضي أو الإنسان الذي يصوم يمكن أن يشعر بالحيوية وعند اقتراب موعد الإفطار يمكن أن يشعر بالعطش الشديد وهنا لا بد من الصبر عليه لأننا كما ذكرنا الصبر بحد ذاته تدريب نفسي جسدي سرعان ما يعود الجسم على التوازن عند لحظة الإفطار, ومن هنا لا بد من الإشارة لأهمية الغذاء والوجبات وعلاقة ذلك بالنشاط الرياضي والصلاة وخصوصاً صلاة التراويح.

    الغذاء المناسب في الصيام:

    التمر فيه أكثر من أربعين فائدة للجسم, وهو غذاء كامل, واللبن وهو اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم وحين أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فقدم له جبريل كأساً من الخمر وكأساً من اللبن, فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم اللبن, فقال له جبريل لقد اخترت الفطرة, فالتمر واللبن يريحان الأعصاب ويقويان النفس البشرية ويضيفان السكينة والوداعة على النفوس القلقة يضاف إليهما العسل ونبتعد عن الموالح والمخللات. أما بالنسبة لوجبة الإفطار فلا بد أن تكون متوازنة من البروتينات والدهون والنشويات وبنسب توزيع 10 - 15% بروتين و55-66% نشويات و20-30% دهون. وان ممارسة صلاة التراويح بها من الفائدة الجسدية والفسيولوجية الهامة, إضافة لكونها عبادة خاصة في شهر رمضان. فتشير التقارير الطبية إلى أن الصلاة بشكل عام تقلل من أمراض التهاب المفاصل (الروماتيزم) مع تقدم السن حيث تشير بعض التقارير الخاصة بذلك إلى تدني نسبة حدوث الروماتيزم عند المصلين عن غيرهم, كما أن العضلات العاملة في الجسم تنقبض في كل صلاة كعضلات الجذع والفخذين والظهر وتكرار ذلك ينشط الجسم ويقومه.

    وأخيراً فإن الصيام والنشاط لا يتعارضان بل يخدم بعضهما بعضاً, ونود أن نذكر بأن الصوم عبادة والرياضة تخدم عباد الله في أداء فرائضه بقوة جسدية تتوازى مع القوة الروحية, وقال تعالى: (وأن تصوموا خير لكم) وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "صوموا تصحوا".
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزاك الله خيرا كوتش هيثم موضوع مهم جدا
     
  3. سارية الجزائري

    سارية الجزائري عضو جديد

    شكرا الك كوتش هيثم على الموضوع الرائع
     
  4. اليمان

    اليمان عضو جديد

    جزاك الله خيرا
     
  5. عاشق الجودو

    عاشق الجودو عضو شرف

    رائع جدا
    :clap:
     
  6. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكورين على المرور الطيب
     

شارك هذه الصفحة