1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

العيش لا عنف

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه محمد عبد الله العنزي، ‏17 سبتمبر 2009.

  1. العيش بلا عنف

    (العيش بلا عنف)


    الشخص الذي يشير إلى قائد الناس في استخدمات الحياة
    سوف يحذره من استخدام القوة للغزو.
    الأسلحة عادة ما تنقلب على مستخدمها.

    عندمل تستقر الجيوش (بعد الحرب)،
    الطبيعة تقدم لا شيء سوى الأثل والشوك.
    بعد الانتهاء من معركة عظيمة،
    الأرض مسحوقة، والمحاصيل تفشل،
    والأرض تبقى مجردة من أصلها.

    بعدما تكون انتهيت من مقصودك،
    يجب ألا تحتفل بالنصر،
    يجب ألا تباهي بقدراتك،
    يجب ألا تشعر بالفخر،
    يجب بالمقابل أن تشعر بالحزن بأنك لم
    تستطع أن تمتع الحرب.

    يجب ألا تفكر في غزو الآخرين بالقوة،
    ما بأتي من خلال القوة
    قريبا يضمحل.
    هو ليس مناسباً للطريقة،
    هو ليس من الطريقة،
    نهايته تأتي قريبة جداً.

    العنف سلاح الضعفاء:
    إن الجبان لا ينسحب، إنه لا يطيق مقاومة مشاعر الهزيمة والفشل. هو يقاتل حتى يموت ويتخلص من مشاعره السلبية. لا يتراجع الضعيف. هو يصر على ما هو عليه حتى لا يواجه مشاعر الخوف من النقد والتقليل (عقدة النقص). لا يسالم المهزوز؛ فهو في صراع مع الآخرين؛ لأنه أصلاُ في صراع مع نفسه.
    القوي بالمقابل لا يحتاج أن يثبت شيئاً، ولا أن يواجه أمراً، هو مستقر في داخل نفسه، واثق من أن الله سبحانه هو الذي يدبر الأمر ويدير الشأن.
    دخل عبداله ين مسعود - رضي الله عنه - وهو ضعيف البنية، رقيق القلب، العراق، وهي بلد اضطراب آنذاك، فتعمرت بالعلم والثقافة وبنيت فيها الكوفة والبصرة ومهدت لبغدان أو بغداد فيما بعد. حكم العراق رجل ضخم، كثير الوعيد، كثير الصراخ، كثير الكلام، حارب كل جيرانه، فهدم الكوفة وبغداد والبصرة والأنبار والموصل والفاو وتكريت وخمسين مدينة أخرى. ولم يرق قلبه حتى وهو يقدم على المشنقة!
    إن الذي أغضب المأمون من الإمام أحمد بن حنبل ليس في العمق تمسكه في الرأي الذي يقوله من أن القرآن الكريم كلام الله وليس بمخلوق، بل هذه الجمهرة المحبة له من حوله، لو أمرهم بالخروج على الخليفة لفعلوا! أحبوه وعشقوه وما حمل سلاحأً قط.
    ضرب بنو أمية وبنو عثمان وآخرون أوربا 900 سنة، فخرجنا نبحث عن بقايانا، ومات ملايين البشر من المسلمين والمسيحين وغيرهم، ورجعت أوربا مسيحية أكثر من قبل. ودخل رهط قليل جداً من التجار الحضارمة إلى آسيا الوسطي (أندونسيا وبروناي وماليزيا)، ولم يكن يقصدون لا دعوة ولا جهاداً، فأسسوا أكبر جمهرة إسلامية حاشدة على وجه الأرض تتعدى نصف عدد المسلمين في العالم!! لم يرفع واحد منهم السلاح يوماً.
    ما تبنيه على الباطل (السلاح والقوة والسيف) فهو باطل، لا يدوم ولا يؤثر ولا يأتي بخير وفشله إن عاجلاً أو آجلاً، حتى فتح أوربا المبشربه مستقبلاً لن تفلح ما لم يكن فتحاً دون سلاح، كما ورد في صحيح مسلم من كونهم يفتحونها بصيحات "الله أكبر" أي دون حرب، كما في شروحات المحدثين.
    لا تأثير بالقوة! لا يمكن، فالتأثير مسألة عقلانية، فكيف يعتقد برأيك من تغتصبه أو تعذبه أو تقتله؟! قل لي قاتلاً أو منقلباً أو عنيفاً في التاريخ وأنا أذكر لك سوء منقلبه أو مقتله أو خسارته!
    من أجمل ما روت لنا السيدة العالمة الكبيرة عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه". الرفق زين، ومؤثر، العنف شين، ومخسر.
    إن الولايات المتحدة الأمريكية صرفت 5,5 تريليون (5,500,000,000,000) دولار على التسلح النووي (فقط) منذ الحرب العالمية الثانية! هذاالمبلغ بإمكانه أن يقضي على المجاعة في العالم منذ ذلك الوقت إلى اليوم. تصرف أمريكا 10 مليار دولار شهرياً في العراق! تصرف الدول العربية أكثر من 8% من الناتج القومي السنوي في التسلح! دولة مثل سلطنة عمان أو الكويت أوالامارات ما حاجتها إلى كل هذا التسلح؟! جميع هذه الدول المذكورة تصرف نسب اقل على التعليم والصحة!

    المستشار الصادق هو الذي يشير على القائد أن لا فائدة من استخدام القوة. واحد من أعلى وأعمق وأجمل قادة العصر هو السيد علي عزت بيغوفيتش، صاحب الكتب الكثيرة، والمفكر الإسلامي الأوربي، قبع في السجن أكثر من ربع قرن ثم خرج إلى رئاسة الجمهوية (البوسنة والهرسك) ثم اضطر يدخل في مفاوضات ومساجلات حتى أوقف الحرب وقد ضحى بربع أو ثلث أرضه. فقيل له: ضيعت الأرض. قال: حفظت الشعب! ما قيمة أرض بلا شعب أو شعب مدمر؟! هل سمعت ما يردده البعض: "نموت، نموت، ويحي الوطن"!! ماذا نريد بالوطن إذا مات الشعب؟! الوطن بدون شعب قطعة تراب وطين لا قيمة له. إن الإنسان هو القيمة. إن الشعب هو المهم.

    الحرب لا نصر فيها حتى او كان فيها انتصار:
    ادرس الحروب وأعطني الفوائد. لا شيء. لا فائدة من الحرب، بل الحرب تدخلها إذا كنت مضطراً فقط، وعند دخولك الحرب اعلم بأن لا منتصر حقيقي فيها. الكل خسران. قد تنتصر لكن لا نصر.
    أدرك عمر بن عبدالعزيز، هذا الخليفة المثالي، أن مسلماً مات في الثغور من شدة البرد، فأوقف الجهاد والغزو. وأعذر المجاهدين من الاستمرار. عمر يدرك مدى قيمة إنسان واحد. هناك بشر من الناس يؤمنون بما يسمونه "التترس"، وهو رأي شيطاني مجحف فاسد يبيح للمقاتل قتل الناس الأبرياء بحجة أنهم متترسين بالأعداء. إن قيام دولة عادلة في الدنيا لا تساوى موت عامل بسيط في مبنى التجارة العالمية! فضلاً عن موت بعض المسلمين وغيرالمسلمين من الأبرياء.
    إن النبي صلى الله عليه وسلم يرفض أن يقتل رجلاً يحيك المؤامرات في مدينته، ويحبط المسلمين، ويثبط العزائم، ويقول عن القائد (ليخرجن الأعز منها الأذل) أي أنه الأعز وأن النبي صلى الله عليه وسلم الأذل، حاشاه، ويعلي بذلك صوته، ومع ذلك يسمح له بالعيش متنعماً في المدينة.
    إن مجموعة من الناس زعموا أنهم أكثر إسلاماً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم واتخذوا لهم مسجداً، سماه الله سبحانه "ضراراً وكفراً"، مع ذلك لم يفعل لهم شيئاً، وتركهم.
    إن العنف يجلب العنف. إن سياسة إدارة بوش جلبت المضرة الكثيرة على أمريكا وغير أمريكا. وأمريكا بلد عظيمة، فيها العلماء، والعلم، وهي اليوم حضارة الدنيا، وقبلة العلم، وقائدة التطور الكوني والبشري، اليوم، أضعف قواها تصرفات طائشة. ولاشك أن مضرة أمريكا مضرة على كل البشرية، فكان أثر هذا العنف تجاه الإرهاب وغيره أن يدخل الاقتصاد الأمريكي في الانهيار المخيف، وقد قلنا هذاالكلام من 2002م. والله نسأل أن يغير عليهم الحال فتأتي إدارة أفضل.
    لا تفكر في الحرب، والانتقام، والتدمير .. تحت حجة مقاومة، "كرامة"، عزة .. وما إلى ذلك من التبريرات.
    إن السلم يدوم، والعنف ينمحي .. إذا أردت أن ترى الديمومة لشيء فاعمل بالسلام والمحبة والتنمية .. إذا أردت أن لا ترى الديمومة في شيء ادخل في حرب أو عنف أو أشهر سلاحك ..
    أنا شخصياً طوال فترة الغزو في الكويت لم أشعر بضيق أو حزن أو خوف - بفضل الله - سوى في اليومين الأوائل .. غير أني شعرت بضيق كبير يوم انسحاب القوات العراقية (26/2) وهذا المنظر المهيب في مقتلهم على الشوارع بهذه القاصفات والصواريخ .. كنت أتمنى لو كان الانسحاب سلمياً .. وكفى الله المؤمنين القتال!
    إن السلام خيار ذاتي واستراتيجي، والسلام خيار اللحظة .. في مؤتمر استشراقي مرة قدمت ورقة وشرحت فيها اشتقاق كلمة "الإسلام" من السلام أو التسليم على اعتبار أن جذر الكلمة "سلم"، فسألني أحد الحضور: "إذن فلما نرى الحروب والمشاكل في بلاد المسلمين أكثر؟"، فما كان لي رد لهذا السؤال سوى أني "أستسلمت" للسؤال!
    إن "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، و"المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" والناس هنا أي كل الناس. ‏
    إن ثقافة السلام والمحبة هي عمق أعماق ما ينقص الأمة العربية والإسلامية اليوم. إن هذه الثقافة التي علمنا أياها محمد صلى الله عليم وسلم غائبة عن الأمة، فهل من قرائنا وأحبائنا من يرفع لهذه المهمة راية، ويشمر عن ساعديه. أنا أعتقد أنه قد آن الأوان. السؤال هو: إذا لم يكن الآن، فمتى؟ إذا لم يكن نحن، فمن؟ ..


    توجيهات عامة في هذا المفهوم:
    أبحث عن شيء تحاربه في حياتك وتقاومه. استسلم. أعلن الاستسلام. لا تقاومه. جرب كل يوم على الأقل تسالم مرة أمر لك فيه حق، وأنت مستطيع أن تنفذه. اجعل ظلم الناس لك مادة (لرفع مستوى النضج عندك).

    منقول
     
    آخر تعديل: ‏17 سبتمبر 2009
  2. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور كوتش محمد عبد الله على الموضوع جزيت خيرا
     
  3. العفو كوتش هيثم على تنويرك موضوعي
     
  4. نينجا

    نينجا عضو جديد

    موضوع قمه في الجمال
     
  5. اليمان

    اليمان عضو جديد

    جزاك الله خيرا
     
  6. الجميل تواجدك معانا اخي ركان
     
  7. وجزاك الله خير اختي اليمان
     
  8. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  9. نورة الموضوع كوتش محمد عبدالوهاب
     

شارك هذه الصفحة