ليل التفاحة

قصة قصيرة
اطياف ابراهيم سنيدح
1- الليل الطويل
قوافل الليل تنوء من حولي استيقظ فجأة على نسائمها يتراءى لي شيء يتحرك بينما البرد يتسلل الى جسدي الذي دفنته بلحاف عرسي. خلت خرائب قلبي من متاعب امواج الهيام وفصوله تحت فصل الكتمان.


الالتحام يهبط فأجد التفاهات تقهقه نيابة عني احاول ان لا اكشف تفاحتي اخفيها مع تحرش النجوم واطلق صافرتي لذروتي التي تستجيب لنداء الليل الطويل.
اتمرغ في وحل مأخوذة به اهرب الى ركن يتحاشى الالتصاق بي. عشقي المجنون لم افلح ان احاربه وتهويمات البصر تصل الى حافة انهيار روحي يطوقني الليل الطويل وهو يعرف ماذا اقول عنه: ماذا تفعل وانت تغرس ذرات قطراتك النارية في عوالم تفاحتي التي تشرق فيها نهاريات شمسي الغائبة خلف غيمة كانت تغط بالنوم بدلاً عني.؟
اشعر بتبادل المواقع اصابعي لها دور ايجابي لمحاولاتي الاغرائية في جعل تفاحتي تلون مع مرور اللحظات السريعة بالوان تناسب هبوط نفسي في ذلك الدرب المظلم الا من تموج الصوت الذي يعترف بمراكزنا الحقيقية نلمس عطاء الرب نلمس عطاءنا لهذا العالم نزرع ذريات تتماشى مع الوقت وهو يسافر تارة مع الخير وتارة اخرى يبقى حبيس الشر.؟
معاهدة ازلية وقعت بين ادم وحواء جعلت حواء تبحث في الرجل عن ذكوريته ان وجدتها وهذا غالباً تلف حوله لتتأكد ان ذكوريته فيها رجولة عادلة وهذه قلة نادرة ادم لايفعل هذا لايبحث عن شيئيين في شيء واحد مثل الليل الطويل وهو يداعبني دون غريماتي بوشاح يستر عورة ممتلكاتي والتي هي رهن اشارته عرفت منه البطولة في ازاحة جحيم الذلة عن حياتي لانناقش على طاولة الخجل مسميات تطلق من هتافات البشر لنا. تفاحتي تبدو حمراء الان قطرة الدمع تسقط مع قطراتها المسكونة بورق المناديل المعبأة في كراتين تتوزع بيني وبين الليل الطويل استسلم له اعطيه دفعة حنان وانا التفت لضوء القمر الذي يراقب هيجان العطاء المتبادل بروح رياضية عالية اقول: لاتذهب دع مراقبتك شاهداً لايخاف ان يحلف امام قضاء الجسد بأن ما رآه هو اثمن من ذلك الاكتفاء اكتفاء اللذة التي تطير مثل طائر مع زغاريد النهار تزوجني الليل الطويل بمهر يساوي دماء العذارى. تزوجني بعد ان سألني ماذا تفعلين وحدك..؟
2-لم احب الليل التفاحة.؟
يطالعها كل ليلة نائمة وحيدة لكن ليس بعزلة عن الاخرين لفت انتباهها الى غاية في منتهى الجمال بالنسبة له ان تعي وجوده امر مرغوب به خاصة وان وجوده معروف من قبل الجميع احس ان الزمن يتعثر في الوصول اليها. تجلس في احد الليالي على سريرها وهي تشبك قدميها لاول مرة يراها عارية من بيجامة النوم المزركشة بورود تشبه بريقها الذي لاينطفئ مع ظلام الدنيا الرخيص ترفع رأسها الى السماء وتنظر من خلال فتحات الستائر الشفافة التي تجعل من لون النافذة لوناً قرمزياً يتلالأ بجو رباني لم تكن تعرف ان الليل الطويل ينظر اليها بوجه فيه كلمات لحب منزو عن الانظار تتضرع كمخلوقة حرمت من الكمال الذي لايتمتع به كل البشر لان الكمال يكمن عند الله وحده. هادئة تفرك خواطرها بطريقة المحبس في الاصبع وجع الرأس يتآمر عليها لقضاء حاجتها يشفق على كل واحد منهما شفقة تلاشت وضياء الظل الذي خرج من اثر الصدمة لان عصا الحب ضربت الظلام بصوت وصل اليها وصول الفهد:احبك؟
خائفة ارتعشت لاتريد ان تلتقي بذلك المخبول المسمى (الجن)
قرأت سورة الفاتحة على الاحياء مثلها وفي خاتمة قراءتها تذكرت الموتى الذين فارقوها فأعادت قراءة السورة وهي تدرك دنو احد ما منها: احبك.؟
تبدلت هيئتها في هذه اللحظة فقد صعدت الى سلمه على امل ان تفارق الوحدة بشيء ملموس وناعم ناعم جداً مع اقتطاف الليل الطويل لتفاحتها التي لم تعترض مفارز وقت الحرام وهي تعلن مع الليل الطويل الحلال الدائم.
3-لم احبت التفاحة الليل.؟
عندما لمسها للمرة الاولى بدافع منها هي من قالت له هيا حواء حواء لاتتغير ان احبت نطقت حتى لو كانت خرساء.؟
تأملت فيه شيئاً يشبه وضوء العبد للنعمة ذلك العبد الذي يتذكر دائما انه عبد ولاينسى لان البعض ينسى ولانهم ينسون فهي لا تنسى لذا بحثت عن الذي لاينسى؟
حمائم الفراش تطيح بفراعنة المجهول تعطي عندها فروجاً لكائنة ابحرت في سفينة العشق لقد كان لجوءاً يغار منها على ذلك المكان مكان اشتد فيه الصياح لاالصراخ مكان عرف الليل الطويل طريقه وهو يدور ويدور حولها لينفذ فيها قرار الوجود.
لم يحدثها عن الكثير ترك بصمات يده تعبث في اعصابها التي ارادت لها ان تبقى مشدودة اليه تهمس كأنها تخشى على معركتها السرية ان تصبح اكبر من حجمها جرعة الماء العذب حلاوة تجعل رضاب فمها يسيل كالعنبر على جسدها. الليل الطويل حدوده تحدد ايقاعاً ينسجم مع ايقاعها المتوتر بسبب ضجة البهجة المسلطة عليها فعل فعلته فعلها كالاسد لكنه لم يفر كالفأر لقد خلقت بداخله فاتورة لاتقرأ بوضوح من قبل الاخريات نضجت تفاحتها نضوج امراة لم تلمس الا من قبل الليل الطويل.

 

جزاك الله خيرا

 

مشكور مرورك الجميل كوتش محمد عبد الوهاب