1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

بنــاءات من نوع معين

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏5 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    شهاب احمد الفضلي
    اصبح واضحا لدى مؤرخي وفلاسفة العلم، ان النزعتين الاستقرائية والتكذيبية تريان العلم وفق منظار متفجر بشكل مفرط اذ ركزت النزعتان على العلاقة بين النظريات وبين منطوقات الملاحظة، الامر الذي جعلهما تبتعدان عن اظهار التعقيد الذي يطبع النظريات العلمية.


    فلا تركيز النزعة الاستقرائية الساذجة المبنية على اشتقاق النظريات من الملاحظة، ولا التخمينات والتفنيدات المتمثلة بالنزعة التكذيبية قادرتان على اظهار ما يتعلق بالنظريات المعقدة وتطوراتها واصلها التكويني،لذا سيكون مناسبا لنا اعتبارها”بنيات “ وفقا لاطروحة فايرابند المعروفة باسم” عدم امكان المقارنة “ بمعنى ان اي نظريتين علميتين يستحيل مقارنتهما فهما تتصفان بالانفصال المنطقي.
    بعد ان اظهرت الدراسات التاريخية ان تطور العلوم وتقدمها يكشف عن تخطئتها للنزعتين الاستقرائية والتكذيبية. فعلى مدى قرن من الزمان قدم برنامج تطور نظرية كوبرنيك بصموده مثالا على ذلك. غير ان التاريخ ليس هو الحجة الوحيدة في اثبات ان النظريات هي” بنيات “ بل ثمة حجة اخرى فلسفية اكثر عمومية وهي ذات صلة وثيقة بتبعية الملاحظة للنظرية. لذلك فان المنطوقات والمفاهيم المرتبطة بها، سوف تتصف بدقة اكبر وتكون ذات قيمة اخبارية اعظم معادلة للنظرية التي تستخدم المنطوقات لغتها.
    لذا فانني اعتقد بأننا متفقون على المفهوم النيوتوني للكتلة مثلا، اكثر دقة من مفهوم الديمقراطية، بسبب ان المفهوم الاول يؤدي دورا نوعيا داخل نظرية دقيقة بنائيا، وهي الميكانيكا النيوتونية، بعكس النظريات التي يظهر فيها مفهوم الديمقراطية الذي يتصف صراحة،بالابهام والغموض والتنوع. وفي حال تسليمنا بهذا الربط بين دقة دلالة حد من الحدود او منطوق من المنطوقات، وبين الدور الذي يلعبه داخل نظرية من النظريات، عندها تبدو الحاجة ضرورية الى نظرية متماسكة تفرض نفسها بصورة مباشرة. ان تعلق دلالة المفاهيم ببنية النظرية ماهو الا اظهار لدقة هذه النظرية ودرجة تماسكها.
    حتى الان اعتمدنا سببين لاعتبار النظريات بنيات منظمة، الدراسات التاريخية والاخر امتلاك تلك النظريات مفاهيم دلالة دقيقة، هناك سبب ثالث لايقل اهمية عما سبق هو حاجة العلم الضرورية للتقدم . فمن الجلي ان العلم سيتقدم على نحو افضل في حال احتواء بنية النظريات مفاتيح وقواعد واضحة وضوحا كافيا يخص نموها وتوسعها. كما ينبغي لهذه” البنيات “ اقتراح برنامج للبحث وهذا ما منحته ميكانيكا نيوتن لفيزيائيي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،بتفسيرها الوحدة التامة والمتكاملة للعلم عبر الانساق الميكانيكية المركبة من قوى متعددة التي تحكمها قوانين الحركة عند نيوتن . هذا البرنامج المتماسك يمكن مقارنته بعلم الاجتماع الحديث، الذي يهتم قسم كبير منه بالمعطيات الاختبارية، وصولا لاستيفاء معيارية علم تكذيبي او معيارية علم استقرائي جيد، الا انه فشل فشلا ذريعا في محاكاة نجاح الفيزياء، وقد اوضح لاكاتوس الفرق الحاسم بين النظريتين الفيزيائية والسوسيولوجية، القائم في التماسك الخاص بكل منهما. فالنظريات السوسيولوجية الحديثة لم تتوصل الى ارساء برنامج متماسك يتيح توجيه البحث في المستقبل.
     
  2. اليمان

    اليمان عضو جديد

  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك اختنا اليمان
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزاك الله خيرا
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور كوتش محمد عبد الوهاب على المرور الرائع
     

شارك هذه الصفحة