صناعة المجتمع المدني

هبة جواد القماش
لا ريب أن رقي مجتمع ما دلالة على رقي المرأة فيه ووعيها الفكري , والملاحظ أن المرأة العربية قد أصبحت بين نارين, نار العادات والتقاليد البالية التي تحد من نشاطها الفكري والسياسي


فتكون مقيدة بهذه الأعراف والتقاليد وبين نار التيارات التي شوهت المرأة واستغلتها ونعتتها بابشع الألفاظ وأعطتها شتى الصور غير اللائقة, وبذلك حرمت المرأة من ضروريات حياتها الإنسانية وبالتالي يحرم المجتمع من نتاجات وعصارة فكر المرأة فضلا عن طاقاتها وإمكانياتها المتاحة وتأثيرها الفعلي في صناعة الحياة العصرية وبالتالي انبثاق المجتمع المدني , إن تحييد المرأة الفعلي في المجتمع هو عدم خلق مجتمع مدني فيه وعلى الساسة أن يشركوا المرأة فعليا في اتخاذ القرارات لأن ذلك وجه من أوجه الحضارة والديمقراطية والمجتمعات المدنية فالمرأة سادن مهم من سدنة المجتمع المدني هذا إذا قلنا أنها المادة الأولية في صناعة هذا المجتمع , بل أن مقولة (المرأة نصف المجتمع) فيها وجهة نظر لأن المرأة وفق هذه المقولة عبارة عن مجموعة من العمال والموظفين نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء, فالمرأة ليست نصف المجتمع فحسب بل هي الدافع المحرك له ككل , لأن المرأة هي من تسهم في خلق المجتمع الإنساني وبالنتيجة فهي تصنع الحياة , ولذلك يجب أن تمكن من ممارسة دورها الريادي على جميع الأصعدة ما يحقق الهدف المنشود للتلاحم من خلال تحقيق أسرة مترابطة متحابة مع بعضها البعض ومع البعض الآخر وإيجاد أرضية رصينة لهذه اللبنة التي ستساهم في صياغة وصناعة الإنسان المدني الجديد الذي ستجعله أهلا لأداء دوره الرسالي في المجتمع للوصول إلى الغاية المرتجاة وبالتالي إنتاج دولة تسير بالإتجاه الصحيح وعليه يجب إعادة النظر في ترتيب شبكة العلاقات السياسية والإجتماعية لتحفظ للمرأة دورها في المساهمة الفعالة في صناعة المجتمع المدني وتمكين المرأة من أداء دورها الحقيقي والفاعل في صناعة الحياة وهذه الصناعة بحاجة إلى أم متمكنة من إدارة أسرتها وبناء أبنائها بناء فكريا ونفسيا سليما وهذا يستلزم توظيف الطاقات لدى الدولة لاستحداث دائرة سياسية اجتماعية خاصة بشؤون المرأة العراقية بإدارة نسائية صرفة من دون الحاجة إلى وصاية الرجال وهذه الدائرة من مهماتها إيجاد أو صناعة أمهات متعلمات واعيات متمكنات من رسم سياسة الأسرة التي هي نواة المجتمع ومن الجدير بالذكر ان صناعة الأسرة هي صناعة حياة وعليه فهي ليست من الصناعات السهلة فضبط الأسرة هو ضبط للمجتمع والدولة فالمرأة الواعية الصالحة عندما تدير أسرتها بشكل واع وعقلي يخرج أفراد الأسرة كلهم صالحين مصلحين فتلك هي حقيقة دور المرأة في المجتمعات المتحضرة الواعية فإذا صلحت الأسرة التي هي الخلية الأولى في المجتمع صلح المجتمع وانسجم النسيج الاجتماعي مع النسيج السياسي وصلحت الدولة وصلحت الدنيا , وهذا يتأتى أيضا بتوفير فرص عمل للنساء الكثيرات لمن اضطرتها الظروف الصعبة التي مر بها العراق من الاعتماد على ما تقدمه بعض المؤسسات الخيرية , وأقول ان المشاركة السياسية للمرأة ليست هي الكفيل الوحيد في صناعة الحياة ما لم تستثمر دورها السياسي في إيجاد السبل الممكنة لبناء بيئة اجتماعية تعيد للمجتمع أنفاسه كي يستقر على مجموعة من الأفق الفكرية والحياتية الفسيحة بعيدا عن الفوضى الفكرية وفق منهج صحيح ووفق قوانين مدروسة حتى تعود للدنيا الحياة.

 

بارك الله فيك كوتش هيثم سعدون

 

مشكور المرور والمتابعة الجميلة منك كوتش محمد عبد لله

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 

مشكور المرور والمتابعة الجميلة منك كوتش محمد عبد الوهاب

 

شكرا

 

مشكور مرورك الجميل اختنا اليمان