أنا ام أنا؟

ماجد موجد
على الرغم من ان عبارة "الانسان كائن غير مكتشف" قيلت بعديد أساليب لكني وجدت في فحواها الجواب الأجدى لهذا الغليان المتوحش الذي يقلبني على جوانبي ضارباً الزمان والمكان في عرض أية فكرة غير ذلك، من أنا؟ من هي ذاتي الخالصة؟ أية ذات من الذوات التي كلّ واحدة تنفرد بي حدَّ العذاب،


حدَّ الجنون ثم تتركني لأخرى لتفعل الفعل عينه وكلَّ واحدةٍ تخبرني بسرٍّ عجيب؟، أنها هي من تمثلني، هي الصوت الذي يعبر عني ويحمل للناس صورة الشخص الذي هو أنا، هي الذات التي ينبغي ان أصغي إليها وكلها تعبر عني فمن أنا؟ أأنا الجاهل أم الواعي، الكريم أم البخيل؟ العاشق أم النافر من لفظة أنثى، المحب الطيب أم الممسوس بالكراهية، العمادي أم العصامي، السعيد أم الموشك على الانهيار عجزاً من نيل لهفة فرح؟ المطمئن أم المروّع من شرخ صوت مفاجئ، المتأمل أم اليائس، المتألم أم المعافى، المنتصر أم المنهزم، السيد أم العبد؟ من أنا من كل تلك الأنوات؟ من كل تلك الذوات التي تغلي في مرجل جسدي كل يوم.؟
أنا، غير أنا أمس، بل أنا الآن هو غير أنا قبل أن أتذكر وجه صديقٍ نسيته الحياة وهو في الطريق إلى أهله. أتذكره وأبكي لكن قرصة من عين امرأة فطنة تعبئه في النسيان.
كلما نظرت إلى صورتي قبل عشرين عاما قالت اين ذات هذا الذي في الصورة ثم تسألني، أنا الذي لا اعرف من أنا، أين هذا الشخص؟ أين أناه وذاته؟ أين حياته؟ هل نسيته في مكانه؟ أم انك التهمت حياتَه لكي تديم حياتك؟ أمام هذا السؤال تخرج حشود من الأصوات لتجيب وكل صوت يحمل معنى مختلفا كلها لست أنا فمن أنا؟
أيتها الغريبة. هكذا صرت أخاطب أناي التي لا اعرف من هي ولا اعرف من هذا الذي يسأل عن أناه، أي ذات تلك التي ضيعت ذاتها بين الذوات الكثيرة؟ من أنا ومن هي ذاتي؟
صارت تاء المتكلم ترعبني حين أقول بحثت أو أحببت أو كرهت أو نسيت أو كتبت، لا اعرف لمن تعود هذه التاء؟ ومن تلك الذات التي تتحدث حين أقول لا اعرف؟ من هي الذات الضجرة والحائرة لكثرة الذوات أي منهما يشغلها ويعذبها، أنني حائر في سؤالي بين الذوات الكثيرة ومن أنا الذي يسأل هذا السؤال من أنا الحائر؟
أقول الكلام بيقين ثم أجدني منهمكا لأرمم ما قلت لكثرة الشك، أقول لامرأة لا أحبها أنت حياتي الوحيدة واندم، ثم أجدني مرهونا لسحر وجودها لأنها حياتي الوحيدة، وغير ذلك وغير ذلك وبين ذلك وذلك ثمة الكثير من الأحكام كلها غير صالحة لان استعملها وكلها صالحة لان تكون منهج حياتي فحياة أية أنا وأية ذات عندما أقول حياتي؟
هكذا ايتها الغريبة اشعر أنني لست أنا وأنت يا أناي لست أنت لأني إنسان والإنسان كائن لم يكتشف بعد.

 

بارك الله فيك كوتش هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل كوتش محمد عبد الله

 

... لك مني أجمل تحية .

 

وتحياتي لك كوتش محمد عبد الوهاب