1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

صيد اليعاسيب

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏13 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    ياسين طه حافظ
    ليس كلاماً عابراً يُستهان به قول من ينصحون ابناءهم او محبيهم بالعدول عن الشعر والكتابة الى العمل والكسب، أي من هامش العزلة الى الانضمام الى الحشد والدنيا.


    فأولاء اولا بعيدون عن عالم الشعر والفن، وهم ثانياً ادركوا ضرورات العيش وصعوبة مطالب الحياة. ولانهم ناسُ عضلاتٍ وعمل يفكرون بالكسب وبالجدوى، فهم، وان ادركوا لطف الشعر، لايريدون لمن يحبونهم الحاجة والعوز، ولايريدونهم ان يتركوا الكسب والمال لسواهم.
    هذا الموضوع ليس دائماً صحيحاً كما يطرحونه. فالقول: ادركته حرفة "الادب" قول فيه من الحقيقة الكثير. لكن فيه من الخطأ، إذ عُمّمَ، الكثير أيضا.
    فالادب يُطعم خبزاً والادب يغني ويُثري والادب صنع تجارَ نشر واصحاب مال.. وحتى في بلادنا، بلاد العرب، هناك من اغتنى واثرى. لكن أولاء ليسوا العُزّل المعتزلين والبعيدين عن السوق والضوضاء، بل هم ناس جعلوا من الادب والكتاب حرفة. اما ترجمة وراءها مؤسسات وتمويل او كتابات سياسية او اعلامية وراءها مؤسسات. افراد قلائل صارت حساباتهم من كتبهم الاحسن مبيعا وانتشارا ومن توالي طبعاتها. لكننا، الذين يقرفون من الرياء الادبي والكتابة في غير الادب بأجر والذين لا يحسنون المداهنة والترضيات من جانب، والذين يترفعون عن الكتابة في هذا الموضوع أو ذاك ويريدون الناس تأتي اليهم لا يذهبون هم الى الناس، فأولاء لايسعفهم الادب عند الحاجة الا بقدر وعنت، ولا ترتضيهم مؤسسة لا يُرضونها.
    هذا الموضوع يكاد جميع الادباء قد ادركوه تجربة او رأوه عياناً. ونحن، ربما جميعنا، قد حدثنا انفسنا بالتنازل، وقد يتكشّف الميل للرضا به، ويحول الحياء عن المجاهرة به. حتى تكلّ المجابهة، فنرتضي بالاقل وقد رفضنا من قبل الافضل منه.
    مما يكشفه هذا الحال، اننا، في عالم منشغل بمكاسبه ومصالحه، نبدوا غرباء قليلاً، او متبطلين. والا فهل يأنف عاقل عن مكسب؟ ذلك سؤال من يروننا بعيدين عن الزحام والتجارة، او المتاجرة. يمكن ان نوسع الفحوى الى السياسة او كتابات الاثارة او مسابقات الاحزاب و الجمعيات والروابط الكذب والاندساس فيها او الكتابة الاعلامية عنها، لتكون الحال اكثر وضوحاً واشمل.
    ظاهرة الادباء المتبطلين الذين لايؤدون عملا، ظاهرة محدودة جدا في اوروبا واميركا وبلاد الروس. يوجد صعاليك، نعم. لكنهم قلة، افراد. الاديب يعمل استاذا محررا عاملا او كاتبا في شركة، في مرفأ، في مؤسسة رسمية او غير رسمية. اليوت، على عظمة شأنه، كان مديرا لشركة فيبر آند فيبر وهو "يعمل بدوام" وبقيافة رسمية وبالتزام وحرص. والادباء الكبار، اصحاب المبيعات من الكتب، يدخلُ واحدهم استوديو عمله "ويؤدي" عمله الابداعي او الكتابي ساعات طويلة ليخرج من بعد الى الدنيا. اما ان يظل بلا عمل هنا ولا عمل هناك ويريد رفاها وشرابا، فذلك لا تسمح به حياتنا اليوم حتى اذا حبذنا ذلك مزاجا او راحة او أَنَفَة.. لا نريد امثلة على الكسل والبطالة باسم الشعر او باسم الفن ولكننا سنكتفي بخبر عبد الرحمن بن حسان الذي كان يقول الشعر ويعيش في كنف ابيه.. الله يعلم اني كنتُ منتبذاً في دار حسان اصطادُ اليعاسيبا.
     
  2. اليمان

    اليمان عضو جديد

  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل اختنا اليمان
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزيت خيرا
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة