1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

تمثال الروح المفقود

هذا النقاش في 'الواحة' بدأه Haitham sadoon، ‏20 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    كان هناك عدة تماثيل منحوتة على الحجر موضوعة على مسافات متساوية على طول سياج الكاتدرائية القديمة , بعض التماثيل تمثل صور ملائكة , ملوك وقسيسين , كل تلك التماثيل تقريبا ذات ايحاء يدل على التقى و الورع.


    لكن احد التماثيل ,على الجهة الشمالية الباردة من المبنى, لم يكن على رأسه تاج او هالة نور و وجهه متجهم و مكتئب , لا بد ان يكون شيطانا هذا ما رددته الحمامات الجاثمة على حافة السياج ,لكن غراب برج الكنيسة قالها انه روح مفقودة.
    في احد ايام الخريف ,كان هناك طير جميل الصوت يرفرف على سطح الكاتدرائية قادما من الحقول الجرداء باحثا عن مكان يحط فيه في الشتاء.حاول الطير ان يريح قدميه على تمثال الملاك المجنح , لكن الحمامات طردته اينما حل,كما ان ضوضاء العصافير ابعدته عن حافة السياج.التجأ الطير الى تمثال الروح المفقودة الذي لا تلجأ اليه الحمامات لانه منحنى كثيرا عن العمود.كما انه موجود في الظل.لم تكن يدا التمثال معقودتين بشكل يدل على الورع كما في التماثيل الاخرى ,لكنهما كانتا مفتولتين كناية عن التحدي.في كل مساء يلجأ الطير الى زاويته المقابلة لصدر التمثال ,وعيناه المظلمتان تحرسان مجثم الطير.اخذ الطير الوحيد يحب حاميه الوحيد ,ومن وقت لاخر يحط الطائر على دعامة اخرى مطلقاً العنان لصوته الشجي و كأنه يعبر عن شكره لهذا المأوى.قد تكون الريح او الطقس هي التي اعطت وجه التمثال تلك التقاطيع .وبدأ يفقد تدريجيا شيئا من حدتها و بؤسها. في كل يوم و خلال ساعات النهار الطويلة المملة , يغني الطائر لحارسه الوحيد , و في المساء عندما يقرع الناقوس , تخرج الخفافيش الرمادية الكبيرة من مخابئها , و يعود الطائر الصغير مغردا ببضع تغريدات ويأوي الى الذراعين.كانت تلك اياما سعيدة للتمثال المظلم.وناقوس الكنيسة يقرع ناقلا رسالته " ما بعد الفرح ... حزن”
    لاحظ الاهالي طائرا رماديا يحوم حول فناء الكاتدرائية , اعجبهم تغريده. قالوا "ياللاسف ", " كل هذا الصوت و الغناء الجميل سيضيع على الحاجز".انهم بؤساء و يفهمون مبادىء الاقتصاد السياسي.لهذا امسكوا بالطائر و وضعوه في قفص صغير عند الباب.افتقد في ذلك المساء الطائر المغرد من مكانه المعهود , و يعرف التمثال المظلم مرارة الوحدة.ربما يكون صديقه الصغير قد قتله قط متربص ,او بالحجارة . ربما .... ربما طار الى مكان آخر.عند حلول الصباح, تردد الى مسامعه , في ظل ضوضاء الكاتدرائية , رسالة صديقه في القفص.اندهشت الحمامات للصمت المفاجىء عند الظهيرة , كانت العصافير تغسل نفسها عند نوافير المياه في الشارع , صعدت اغنية الطائر الى الاعلى ..... اغنية تدل على الجوع,و الحنين و اليأس , كانت صرخة لم يستجب لها.لاحظت الحمامات ان التمثال مال الى الامام اكثر من قبل و خرج عن العمود. في احد الايام لم تسمع اغنية الطائر ,كان يوما من ابرد ايام الشتاء,الحمامات والعصافير تترقب من على سطح الكاتدرائية الى فتات الطعام التي تقتات عليها في الاوقات العصيبة.
    قالت احدى الحمامات ”هل رمى الناس اية فتات” ؟
    أجابتهاأخرى ”طائر صغير ميت فقط”

    كانت هناك جلبة في المساء على سطح الكاتدرائية , وصوت سقوط مبنى. قال غراب الناقوس ان الصقيع اثر على البناء.تبين في الصباح ان تمثال الروح المفقود سقط من على مكانه وتحول الى اشلاء.
    هدلت حمامة و قالت"هذا ما توقعناه تماما" و تطلعت الحمامات لوهلة على الركام “سيكون لدينا ملاك جميل هناك”
    دق جرس الكنيسة معلنا ”ما بعد الفرحة ..... حزن”.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  4. اليمان

    اليمان عضو جديد

  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان
     
  6. chankari

    chankari عضو جديد

    مشكوووووووووووووووور
     
  7. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل اخي العزيز
     

شارك هذه الصفحة