1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

استلهام العِبر من وقوعات التأريخ

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏20 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    عماد علي

    التاريخ مليء بالقادة الذين تتحمل سيرة حياتهم الخاصة والعامة وسلوكهم وصفاتهم وتعاملهم مع الاحداث وقراراتهم العديد من البحوث والدراسات والتحليلات المتعددة الجوانب وفي كثير من المجالات السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية،


    ويمكن الاعتبار منهم والاستفادة من ايجابياتهم، ولنكن اكثر واقعية ونتكلم بصراحة، لا توجد شخصية تاريخية مهما كانت مقدسة ومعتبرة خالية من الصفات السلبية ومطلقة الايجابية في كل المجالات والمراحل التي مرت بها في حياتها، وانما هناك نسب متفاوتة من الخصائص التي تتسم بها كل شخصية وتختلف عن الاخرى.
    من لم يهتم بحياة ماركس ولينين وسقراط وارسطو وتولستوي ونابليون وهتلر وستالين من جهة ما اعتمدوا من فلسفتهم في الحياة وما بدر منهم سياسيا وفكريا وعسكريا وما كانت سيرة حياتهم العامة وتاثيراتهم لمدة اكثر من قرنين ولاتزال على العالم، وهناك مانديلا ودلاي لاما وغاندي ومارتن لوثر كنج وهم من الاساطير اذ تحملوا وصبروا ونجحوا ووصلوا الى مبتغاهم و كل ما بذلوه من اجل شعوبهم و من خلال نضالهم السلمي و منهم يعتبر حتى اليوم رمزا حيا للحركة التحررية العالمية في العصر الحديث. ان لم نذهب بعيدا و نتكلم عن جيفارا و نضاله المسلح و انسانيته و اهتماماته و عقيدته و الماماته و ايمانه بتحرير الطبقة الكادحة و اعتماده الكلي عليها في تحرر الشعوب ، ستتوضح لدينا العديد من الامور.
    اما الجوانب التي يمكن لاي باحث ان يتعمق فيها، هو مدى تعامل اي قائد مع الدائرة القريبة منه او يمكن ان نسميه ديموقراطيته في العمل او استناده على الحيل السياسية وابعاد المناوئين و المعارضين بالسبل المختلفة المتاحة امامه . هناك امثلة عديدة و لكل منهم خصوصياته الذاتية و ما فرضته عليه الظروف الموضوعية المحيطة به ، و لكن هناك من العقليات التي يتعجب الدارس عندما يدخل في كيفية عمل القائد بها و في تفصيلات حياة حامليها ، و في الحقيقة يتعجب اي باحث في كيفية حمل القائد لتلك العقلية في ظل الظروف الموضوعية والواقع والارضية التي لا تزكيها لتصل الى هذا الرقي، وهناك في المقابل نرى من وصل واعتلى وجرف من امامه بكل السبل دون رحمة او ذرة من العاطفة والفكر الانساني التقدمي، وكم قائد حنث بوعوده وضرب اقرب المقربين اليه بما يمتلكه من الحيل والوسيلة العسكرية و خان العهد، وكم منهم خطط و تآمر على من يقف امامه حجر عثرة في تحقيق امانيه الشخصية و طموحاته الذاتية، وكم منهم سفك الدماء الغزيرة في مراحل نضاله السياسي والعسكري. وهناك في المقابل، كم منهم تنازل عن ابسط حقوقه في سبيل ضمان الصالح العام و عدم تشويه الامور وضحى بكثير مما كان يجب ان يكون له و من نصيبه ، كم منهم تعامل مع الاحداث استنادا على المصالح الذاتية قبل اي شيء اخر ، و كم اخر بقي نزيها و زاهدا متقشفا في صرفياته و حياته الخاصة على الرغم من توفر الامكانيات العامة امامه و تحت تصرفه و خوله القانون في ذلك ايضا ، و في المقابل كم منهم كانت اموال الشعب تحت تصرفه و ليس لوحده فقط و انما لعائلته و اقربائه و حتى عشيرته و قبيلته و معارفه كيفما تصرفو بها. و لكن للتاريخ لسانا وهو يتكلم و ينطق بافصح اللغات و باعلى الاصوات و باجمل رنات على من كان حقا قدوة المتميزين و الحياة البشرية مدينة له في العديد من الجوانب ، و في حياته عبر و دروس للاجيال يجب ان يُستفاد منها ، و في جانب اخر هناك على العكس، التاريخ يعلن عن من لا يمكن ان يوصف بقائد بمعنى الكلمة و لكن الدروس تؤخذ من السلبيات ايضا ، للاعتبار و عدم التكرار و منع حدوث الافرازات المضرة مرة اخرى. و تاريخنا الحديث فيه من الامثلة المتنوعة التي يمكن تصنيف القادة فيه الى اشكال و انواع، وهم يتصفون بجواهر مختلفة ، و الاهم نتاجاتهم على ارض الواقع. و لم يكن القائد ذو المميزات السلبية الا عالة على شعبه و علة في المسيرة التقدمية للحياة العامة التي يقود فيه الشعب في اية مرحلة تاريخية كانت . هل ينتج الدكتاتور غير المآسي و الويلات، و في المقابل هل تثمر نبتة الديموقراطية غير التقدم و الرفاه و السعادة للشعب ، هل القائد المهتم بفئة معينة ضيقة المساحة او حلقة صغيرة حول نفسه ينتج غير الخراب ،
    و في المقابل هل القائد الشعبي المهتم بالاكثرية الكادحة يصنع غير ما يفيد الطبقات المعدمة و الفقيرة . هكذا اذن ، يعلمنا التاريخ و تجارب القادة البارزين ما يمكن ان نتفادى به العوائق و العراقيل التي تخلقها الظروف الموضوعية و الواقع و الضرورات . اذن يمكننا ان نعتبر من الحالتين و نوجه السياسة العامة لاية بقعة مقصودة باتجاه ايجابي مفيد ، اي العمل على رفض الجانب السلبي و ازالته و التاكيد و الاصرار على الجانب الايجابي و تكثيفه و تطويره بشكل متواصل.

     
  2. اليمان

    اليمان عضو جديد

  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة