1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

فزاعة خائفة

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏21 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    علي السومري

    سكون وهمي ينتابك ما أن تطبع أولى نظراتك على اللوحة هذه، سكون لا تقطعه أجنحة لنوارس تصفق وهي محلقة في الفضاء، فضاء اللوحة، أو رفرفة علم بعيد يعتلي صهوة الفنار ويلامس أقدام السماء، او حتى أصوات بروق مفترضة، تنبأت بها أمواج غيم يتلاطم في الأفق ليضيف عمقاً درامياً لها،


    لم يستطع وهج الأبيض في الملابس الملقاة على حبل سرة الوجود في اللوحة اضفاء شيء، سوى تكثيف الاحساس بالوحدة والاغتراب، المبثوثين الى المتلقي والمنقولين بسرية خجولة من اولئك المتسمرين أسفل فنار جسد الأنثى، المهيمن على جسديهما الذكوريين.
    كيف يمكن لهذا الفنار أن يكشف للآخرين ما لايُكشف؟ فنار أنثى، فزاعة بلا أطراف، عاجزة حتى عن طرد طيور تغمز في عينيها الزجاجيتين، أي رحلة كشف في هذه للوحة؟ حيث الكادر يقودك لكادر آخر، فمن إطارها الأسود الذي يوحي لك بأنك ترقب الموجودات من زاوية معتمة، الى باب مغلق باحكام لئلا تتسرب منه تأوهات الجسد، تتعلق نظراتك بحبل خفي الى النوافذ المغلقة ايضاً والمنتجة عتمةً داخلية في جسد الفنار، حركة الثياب التي تستر عري حبل الغسيل تثير لذة أنقضت حتى قبل ان تتوهج ، رائحة البحر وفوضى الريح العابث باللوحة وفداحة وجود الفنار - الفزاعة - وأسرار شخوصها وصياح نوارسها الصامت ونسمات البرد في تلك اللحظة جميعها وغيرها مالم يمكن كشفه من قبل الفنان ولا المتلقي، تسربت مخترقةً سطح اللوحة وألوانها وحبالها، مخترقةً منطقة مجهولة في لاوعينا المهمل، منطقة جل عملها افراز حزن عتيق، معتق، منذ سومر وخرابها الأول وانحسار شمسها، حزن يطل من نافذة الروح، العين، كادرها الأسود الذي يؤطر لوحتنا، لوحة يبدو ان وجودها محض افتراض وماهي - اللوحة - إلا صورة أرواحنا الحزينة، صورة مكثفة باحاسيس الوحدة والاغتراب.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة