1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

رحلاتٌ كومضات الشياطين

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏22 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    باسم الانصار

    برفقة النجوم دخلتُ الحكايات ، ومع الدنيا تحدّثتُ عن الأسرار . تلك الأسرار التي أغرقتني في بحيرةٍ إسمها الصمت . قيل ، بأنني لن أمشي على الماء نحو الموت ، وبأنني لن أُحبسَ في التراث . ذلك ما قالته العرّافة لأمي ، حينما رأتني أتأملُ أسراب النمل المتحركة فوق حياتي .


    لم يكن هذا هو الكلام الأخير عن أناشيدي القادمة . فحينما كبُرت شجرتي قليلاً ، تنبّأت عرّافةٌ أخرى ، بأنني سأرفعُ عصاي في وجوه الجدران ، وبأنني سأكتبُ عليها الذكريات . ذكرياتُ ذلك الغريب الذي رآى بأنّ الشمس ستنزل الى الأرض لتلعب معنا لعبتها الأخيرة قبل أن تختفي في القبر الموجود خلف المدينة.
    سمعتُ صوتاً يقول لي : اصرخ ، ففعلت . دفنتُ الصرخة تحت التأريخ ، وجعلتُ الأفاعي تسير في دروبه الطويلة . جمع التأريخ ، مقتنياته الثمينة ، وخبأها تحت جبّة سوداء ، كان يرتديها رجلٌ مجهول لم نعرف عنه أي شيء، سوى إنه قادمٌ من أرضٍ تسكنها السعالي والجن . زرعتُ في رأسي أشجاراً محملةً بالأسئلة ، وزرعتُ في دفاتري القديمة، زهور الفطرة . حلمتُ برسم الدروب للضائعين ، وبحثتُ عن مفاتيح التأريخ المخفية تحت بوابة المدينة . ليس من عاداتي العيش في الظلال ، وليس من صفاتي السير مع الحشود نحو المقدسات . حينما نظرتُ الى الشمس ، تجرحّت تماثيل المدينة ، وحينما صافحتُ اللّعنة ، تفجرّت البراكين في عقل العائلة .
    أحدهم طلب مني أكل فاكهة الزقاق ، ففعلت ، حينذاك تكسّرت أسنان أيامي . فما كان مني ، سوى أن أدفن ما تبقّى من الفاكهة في حفرة كنتُ قد حفرتها في غرفتي ، وأن أدفن معها قصة جدي الذي أخذ ذات يوم فكرةً متربة ، وسارَ بها خلف وحشٍ ضخم ، الى أن اختفى في عمق الصحراء .
    قيل لي ، بأنّ رحلاتي القديمة ستتلاشى في الضباب ، إن قمتُ بغرز زمني في الأجساد . وقيل لي ، بأنّني سأطفئ الطوفانَ القادم من الأمس ، إن قمتُ بوضع الشموس في رأسي ، وبأنني سأُغرق الآخرين بظلال السنابل ، إن جعلت الأمطار تهطل من الكلمات .
    وفي سنوات القلق الكبيرة ، دخلتُ منازلَ ملطخةً بالدماء ، بحثاً عن الله ! شاهدتُ سيوفاً تنغرز في البطون ، وخناجرَ تخترق الخدود ، ورصاصاً لا يقتل الحياة ! امتلأت عيوني بالنجوم ، وصار قلبي قبراً ، كان قد حفره قنفذٌ صغير تسلل إليّ ذات مرة من قصة قديمة كنتُ أقرأها في كتابٍ وجدته في مقبرة المدينة . وحينما توجهتُ الى النهر صامتاً ، إمتلأت روحي بالزلازل والخوف، وحلّقت النيران من عيوني صوب الغليان والشكوك .
    حينذاك ، انتظرتُ قدوم الغريب ، لكي يأخذني من يدي الى أقرب عمودٍ الى النور عسى أن أغرف منه حفنةً من الضوء ، وعسى أن أمسك الأبدية وأنا على قيد الحياة . ولكنني علمتُ بأنّ الغريب ، قد هرب الى مكانٍ مجهول ، بعد أن أكلت الغربةُ قدميه . وفي أحد الأيام ، وضعتُ الموت والوجود بين يدي ، أمام شمعةٍ في مقهى قديمة ، ثم رحتُ أفكرُ في صورة المدينة . في تلك اللحظة ، دخلت إمرأةٌ عجوز الى المقهى ، وقبّلتني من جبيني قبلةً دافئةً ، ثم خرجَت مع رجلٍ عجوز ، كان قد نزل اليها من صورةٍ قديمةٍ ، كانت معلقةً على جدار المقهى ، ثم إختفت معه عن الأنظار . بعد ذاك ، إشتريتُ من رحّالةٍ محترف ، طاووساً هارباً من سفينة نوح ، ثم وضعته فوق سطح المنزل . فراحَ الطاووس يغتصب كل يوم ، دجاجتي الوحيدة التي كانت تبيض لي بيوضاً من النار .
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
     
  3. اليمان

    اليمان عضو جديد

  4. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان
     

شارك هذه الصفحة