1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

دع جسدك يتحدث

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏22 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    نور القيسي

    كثيراً ما نرى انفسنا بمواقف يومية نعجز فيها عن التعبير بالصوت او كلمات لتجرد المعنى المراد ايصالهُ للآخر، ليتجلى لنا دورالايماءات الجسدية التي طالما تكون اصدق وانقى من الكلام نفسه، والمراد بها ايصال ما نريد مستخدمين الايادي أو تعبيرات الوجه لايصال معلومة او فكرة او اشارة دون تحريك اللسان. ولعل من اهم اللغات الايمائية التي تؤثر في يومياتنا هي لغة العيون،


    بوصفها لغة ايمائية مرتبطة بالكثير من االامثولات الادراكية التي اتخذت منها الاسطورة الكثير من وقوعاتها وارتباطها بالسحر والحسد والفراسة الخ.
    يقوم العلماء اليوم على دراسة الإشارات وتعابير الجسد بشكل مفصل ليعرفوا المكتسب او الفطري منها، فتبين لهم ان المعاني الفطرية التي يبثها الجسد لا تخلو من ستة انفعالات عالمية، وهي البهجة والحزن والاشمئزاز والخوف والغضب والدهشة. ولا ريب في أن أطروحات علم اللغة الحديث أفادت كثيرا في الخوض بدلالات لغة الجسد. وبما ان لحركات الجسد لغة كما هو شأن حركات اللسان فلا بد من أن يكون لهذه اللغة نحوها وصرفها ومعجمها وبلاغتها، فالإنسان في سبيل توصيل فكرة ما، لا يكتفي بجانب لغوي للفكرة الواحدة، بل يفضل تلوينه احياناً بألوان الايماءات الجسدية .ومن هنا يتوجب علينا التطرق لموضوع "الترادف الحركي" وهو التعبير بالجسد عن فكرة ما، كالتعبير عن الرفض إما بهزّ الرأس وإما بالإشارة باليد على سبيل المثال.وللغة الجسد محظورات ايضا، مثل لغة اللسان تحديدا لأسباب دينية او جنسية او بسبب ما تثيره بعض الايماءات فيعمد مستعمل الايماءات الى تلطيفها عبر الكناية او الاشارة الناقصة كمن يحاول أن يقصّ من مخالب مفعول حركته الخشنة او المثيرة للغرائز مثلا.

    يقول الغزالي في احد توصيفاته لاهمية ايماءات الجسد الداعمة: "إنّ كلّ من طلب المعاني من اللفظ ضاع وهلك". وما يوضح بعضاً من عبارة الغزالي قول آخر لابن جنّي يقول: "أنا لا أحسن أن أكلّم إنساناً في الظلمة" لأنّ الظلمة تمحو لغة الجسد ومعالم البيان". والأقوال العربيّة المأثورة التي منها "ربّ إشارة أبلغ من عبارة"، أو"ربّ لحْظ أبلغ من لفْظ"، أو "إنّ الحوار لمأخوذ من الحَوَر" ليست إلا من قبيل التأكيد على أن بيان الإنسان ليس وقْفاً على اللسان. وهنا أهم الاعضاء التي تتكلم بصراحة ووضوح نيابة عن الكثير من مشاعرنا ومداركنا حسب ما يؤكده المختصون في هذا المجال من بينها مثلا العين التي تمنحك واحدا من أكبر مفاتيح الشخصية حيث تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في افكار المتحدث معك، فإذا اتسع بؤبؤ عينه وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه سمع منك توا شيئا أسعده ، أما إذا ضاق بؤبؤ العين فالعكس هو ما حدث ، وإذا ضاقت عيناه أكثر أو فركهما ربما يدل على أنك حدثته عن شيء لا يصدقه، أو إذا حاول ان يتجنب النظر في عيون الناس ومن حوله فهذا يدل على انه فاقد الثقة بنفسه امامك، ومثل ذلك تفعل حركات الحواجب التي تعبر بشكل واضح عن اغلب انفعالاتنا فمثلا اذا رفع المرء حاجبا واحدا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئا إما أنه لا يصدقه أو يراه مستحيلا ، أما اذا رفع كلا حاجبيه فإن ذلك يدل على المفاجأة او الدهشة من امر غريب.
    الاذنان ايضا لهما دور مهم في التعبير الجسدي فمثلا فإذا مرر يديه على أذنيه ساحبا إياهما بينما يقول لك إنه يفهم ما تريده فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل انه لا يعلم مطلقا ما تريد منه أن يفعله أو انه يشك بصحة ما تقوله

    للجبين دور مهم في قراءة انفعالاته ايضاً فإذا قطب جبينه ونظر للأرض في عبوس فإن ذلك يعني أنه متحير أو مرتبك أو انه لا يحب سماع ما قلته، أما إذا قطب جبينه ورفعه إلى أعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك ,وتتضمن لغة الجسد الأنف ايضاً وهذا الامر ينطبق على المتحدث البالغ اليك فحين يلمس أنفه وهو يتحدث فهو دليل على أنه يكذب في في الموضوع الذي يتحدث عنهُ, أما الأكتاف فعندما يقوم بهزها فيعني انه لا يدري أو لايعلم ما تتحدث عنه,وتشترك حركات اصابع اليد بالتعبير عن نفسية المقابل فحين ينقر الشخص بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب يشير إلى العصبية أو نفاذ الصبر,وتتوسع لغة الجسد لتشمل وضعية المتكلم او المتلقي، فمثلاً يشير اتجاه الاقدام إلى موضوع التفكير، فمثلا الطالب الذي يتعرض للتوبيخ امام اقرانه من معلمه فعادة ما تشير قدماه إلى مكان جلوسه أو في الاحوال الأكثر سوءا إلى خارج الصف. أو الضيف غير الراغب في الدخول فيشير بوقفته واتجاه قدميه لرغبته في الانصراف, ومن الوسائل المهمة الأخرى توظيف جغرافية المكان لنعرف من خلالها شخصية الفرد، فالمدير المسيطر الواثق عادةً ما يكون مكتبه في واجهة المدخل، والطارق الذي يتكئ على الجدار غالبا ما يتهكم أو يزدري المكان. ثم هنالك حركات يقوم بها المتحدث والتي تدل بشكل واضح عن نيته ,فعندما يربت بذراعيه على صدره فهذا يعني أن انه يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على أنه خائف. وحينما يفرك يديه ببعضهما فهذا يدل على الإنتظار.
    وإذا وضع يديه على خده فذلك إشارة إلى التمعن والتأمل,اما اذاجلس وقدماه فوق بعضهما بتحريكهما بشكل مستمر فهذا يدل على الملل, واذا كان بنيته انهاء الحديث فالتثاؤب يعطي خير دليل على ذلك. وحكه لرأسه أثناء الحديث يعني انه يفكر في شيء ما أو يحاول ان يتذكره، وعندما يقبض إحدى يديه بالأخرى خلف ظهره فهذه دلالة على عصبية مبطنة وخوف من الانفلات.
    وباخفائه فمه براحته فهذا دليل قاطـع باعتقـاده انـه يسمـع اكاذيـب أو نـدم عـن موضوع تحدث بـه سهواً ,وبجلوسـه ضامـاً قدميـه وركبتيه فهذا دليل على التوتر,امـا الدليل على الارتباك القوي فيتوضح حين يقوم بحركة تجفيف العرق حتى وان لم يكن يتعرق، ربما خير ما ينتهي به هذا الموضوع ما قالتـه العرب (وما خفـي كـان اعظـم وادهـى).
     
  2. اليمان

    اليمان عضو جديد

    جزاك الله خيرا
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شكررررررررررررررررا
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة