حقائق علمية لتغذية صحية أفضل

سهيل ياسين

التغذية الصحية والغذاء الجيد نوعا وكما علم خاص ومهم في حياتنا يجب التعرف عليه واتباع ما هو متوفر منه بحسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية


انطلاقا من هذه الحقيقة واهميتها البالغة يبحث الدكتور عبدالحسين بيرم في كتابة (200 حقيقة علمية عن الغذاء والتغذية) الصادر عن دار الشؤون الثقافية ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية 2004 عن جملة من الحقائق العلمية المرتبطة بالغذاء والتغذية اوجزها بصورة مبسطة وشاملة بلغة تخاطب مختلف المستويات والثقافات وتفصيل واضح عن اغلب القضايا المتصلة بالصحة الغذائية وبذلك يقدم لنا المؤلف كتابا علميا، طبيا، ثقافيا وتربويا ينطوي على جوانب عديدة لاتخلو من فوائد صحية، وافكار علمية وارشادات كثيرة من شأنها ان تضيء لنا الكثير من مناطق الجهل في بعض الامور والكشف عن الحقائق ذات العلاقة المباشرة بسياسات الغذاء العنصر الاكثر اهمية في ادامة حياتنا ولعل اهم ما يميز هذا المطبوع الصغير، انه يناقش بشكل غير قابل للشطب والجدل اشياء كثيرة، ثبتت علميا وصحيا واقتصاديا، معززة بخبرة طبية متخصصة يحاول من خلالها تقديم مادة سلسة نظمها على شكل فقرات موجزة للافادة منها في البيت والمدرسة والمجتمع عموما.

الفيتامينات
يلقي الباحث نظرة موجزة على الفيتامينات بوصفها مركبات عضوية تقوم بواجبات متعددة في خلايا الجسم وانتاج الطاقة، وهي مواد تتكون في خارج الجسم وكيفية الحصول عليها من مصادرها، وما يسببه نقصانها من امراض وحالات متعددة ومختلفة، كفيتامين a واهميته في تكوين خلايا البصر والعمى الليلي هي العلامات المبكرة لنقصه مع الاشارة الى مصادره في الحليب، الكبد، الجزر، الزبد، المشمش والطماطة، كما يعطي مقاومة طبيعية للجسم، اما فيتامين b فهو مهم في عمليات الاكسدة ويساعد على صحة الجلد ويحافظ على صحة الشعر والعين ومصادره الغذائية هي اللحوم والاشماك والحبوب الكاملة، والمرض الوحيد الناتج عن فقدانه او نقصه هو مرض البلاجرا، كما يذكر عناصر فيتامين b كنياسين وبانتوثنيك اسيد، بارا اما نوبنزويك اسيد، انو سيتول، كولين، بايو تين، فوليك اسيد، واصفا ضرورتها ومصادرها الغذائية والامراض والاعراض التي تتكون نتيجة نقصها، موضحا فيتامين c من حيث الاهمية والوظيفة في الجسم وخلاياه، ومقاومته للبكتريا وسمومها، واثره في علاج امراض البرد وروماتيزم المفاضل وجميع الامراض الرئوية وغيرها.
واما فيما يخص فيتامين d فله اهمية خاصة ومتعددة كدوره في نمو الاطفال، وامتصاص الفسفور من جدار الامعاء الى الدم، ويسبب نقصه تشوهات تبقى طوال الحياة مع الاشارة الى مصادره في زيت الاسماك وزيت كبد الحوت وبيض السمك.
وعن فيتامين e يقول عنه انه مهم جدا في عملية النضوج التناسلي ويذوب في الدهون وهو موجود في اجنة الحنطة التي من الممكن فصله عنها، كما يوجد في بذور القطن وزيت السمسم وكذلك الجت والشعير والدخن والماش. وفيما يخص تخثر الدم يوضح انه ضروري جدا للتخثر حيث بوجوده يتحول البروتومبين الموجود في الدم الى انزيم ترومبين الضروري جدا في عملية التخثر عند حدوث نزيف او جرح، مع الاشارة الى الفيتامينات الاخرى مثل فيتامين p كما يتعرض الى الكالسيوم ووظائفه واهميته الطبية وعلى الاخص في غذاء الطفل وطوال مرحلة نموه، ومصادره في الحليب والجبن وعن علاقته بفيتامين d والفسفور اذ يؤكد ان الثلاثة يعتمد احدهما على الاخر ولايمكن ان يعمل احدها بدون توفير الاخرين وخاصة عند الاطفال.

الماء وفعالياتنا الحيوية
ثلاثة ارباع وزن جسم الانسان هو ماء وان حاجة الجسم الى الماء تاتي مباشرة بعد حاجته الى الاوكسجين واعظم من اي احتياج اخر والماء هو الواسطة او جهاز النقل، اذ ينقل جميع الاغذية والمواد المهمة والاساسية الاخرى الى خلايا الجسم ومنها يأخذ الفضلات وازالتها خارجا.
وفيما يخص فعالياتنا الحيوية فجميعها تحدث في الماء، اذ يكون الماء 92بالمائة من الدم و98بالمائة من اللعاب والمرارة والعصارات المعدية، والعصارات المعوية والبنكرياسية، والماء هو الوسط الذي يسيطر على درجة حرارة الجسم ويجعلها ثابتة.
كما تحتوي جميع السوائل على اكثر من 90 بالمائة من الماء مثل الحليب، الشوربة، الفاكهة، الخضراوات، عصير الفواكه، وفي اكثر الاحيان تحتوي الخضراوات على ماء اكثر مما يحتوي الحليب، وكثرة تناول الماء تسبب ذوبان الفيتامينات والمواد اللاعضوية الضرورية للجسم وهو ما يجعله يطرح هذه المواد الى الخارج، لذا فالعطش هو العلامة الصحية لتناول الماء.
ولجعل الصحة في حالة ممتازة يتعين علينا ان نتناول عصير الفواكه والخضراوات او الحليب بدلا من الماء،لأن هذه المواد الغذائية تحتوي على نحو ثلتيها ماء، وفي حالة تعذر ذلك اقتصاديا،فانه من الافضل تناول شوربة الخضراوات لانها تحتوي على فيتامين g فضلا عن الماء فهو مفيد للجسم.

حضور اليود في الغذاء
هناك شخص ياكل كثيرا ولايزيد وزنه كيلوغراما واحدا واخر لايأكل الا قليلا ويزداد وزنه بسهولة، وبعض الاشخاص نلاحظهم نشيطين واذكياء في الحياة وبعضهم كسالى مع خمول التفكير والحركة، وهناك من لايهتمون للبرد ولا يشعرون به واخرون يعانون من برودة اليدين والقدمين وعدم الراحة في درجة حرارة الغرفة الاعتيادية وبعضهم لايعاني من ذلك، وهناك من الافراد يعاني تكسر الاظافر وسقوط الشعر بسرعة الى درجة حدوث الصلع وبعضهم جذاب باظافره وشعره الجميل.
هذه جملة من الاسئلة والاستفسارات يضعها الكاتب ويثيرها ليجيب عنها او يكشف السبب الذي يعود الى كمية اليود أو قلته الموجودة في اجسام هؤلاء الذي يعانون من الحالات غير الطبيعية فاليود ضروري الى جسم الانسان، وعلى الاخص الى الغدة الدرقية، واي نقص فيه يسبب تضخم الغدة التي تشكل اهميتها للانسان كالمحرك بالنسبة للسيارة، اذ كلما كان افرازها لهرمون الثايروكسين كثيرا فان جميع فعاليات الجسم تكون سريعة والعكس بالعكس،ومن اعراض قلة افرازها هي جفاف الجلد، برودة القدمين، صداع مستمر، حدوث فقر الدم، ومعنى ذلك اجمالا هو قلة اليود في الطعام، والذي من الممكن الحصول عليه من مصادره في الطبيعة، في الاسماك، واضافة اليود الى ملح الطعام واستعمال هذا الملح خلال مدة الحياة لغرض تجهيز الجسم بما يحتاجه من اليود وهذا الملح المؤيد باضافة جزء واحد من يوديد الصوديوم او البوتاسيوم الى الف جزء من الملح، هو مقرر من جميع الهيئات الصحية الدولية في العالم.

حقائق عديدة
ويورد الكاتب طائفة من المعلومات المتعلقة بمكونات الطعام الذي يحتاجه الكائن الحي وكيفية انتاجه واستعماله والتعامل معه، والتعرف على اسس التغذية السليمة وعلاقتها بالصحة العامة. في سلسلة من الوحدات او الفقرات المتجاورة والمتصلة ببعضها البعض من حيث الموضوع ومستويات تبوبية اخرى تبعا لطبيعة المادة وعرضها، ونظرا لكثرة الحقائق الموجزة والمتعددة والسريعة التي يحثها الكتاب واظهر فيها اجادة وافية واختزالا مجزءا، يمكن ان تعطي صورة واضحة وتغذية صحية افضل، نعرض منها ما هو جدير بالذكر لااهمية الاستثنائية التي لاتقل قيمة بسواها من المواضيع والقضايا العديدة التي حفل بها هذا المطبوع العلمي، بل نكتفي بالابرز من هذه المعلومات والحقائق الاخرى التي ضمتها صفحات الكتاب وهي.
* الطعام غير المهضوم في الامعاء يساعد على نمو ملايين من البكتيريا والشخص الذي يعاني من قلة افراز الصفراء يشكو دائما وكثيرا من سوء الهضم والغازات.
* تتقلص المعدة الفارغة اسرع بكثير من المعدة المليئة بالطعام، والجوع معناه ان هذه التقلصات في جدار المعدة شديدة جدا، بحيث تسبب ألما هو ألم الجوع، يبقى الطعام في المعدة من نصف ساعة الى ساعتين من وقت تناول الطعام وتعتمد هذه المدة على كمية الطعام ونوعيته.
* يستعمل الجسم المواد الدهنية والمواد الكاربوهيدراتية التي يتناولها لانتاج الطاقة والحرارة، والنباتات هي المصانع الطبيعية للسكر الذي يوجد في الورقة والساق والجذر والثمرة وبذور النباتات ايضا.
* المواد الدهنية والسكرية الموجودة في الطعام هي التي تعطي صفة الشبع والذي يعيش على طعام خال من المواد الدهنية يجوع اسرع من الذي يتناول المواد الدهنية الموجود جميعها في الاغذية.
* من الناحية الصحية والغذائية فان من الضروري تجزئة وجبات الغذاء وجبة الافطار صباحا هي الوجبة الغذائية الرئيسة وان وجبة العشاء هي الوجبة الخفيفة، اما وجبة الغذاء فيجب ان تكون ايضا الوجبة الغذائية الرئيسة وهذه الحالة هي التي يجب ان تسود الرجال الذين يعملون في الدوائر والمصانع. ولابد ان تبدل عادة وجبة العشاء كوجبة رئيسة.
* اذا اردت ان تخفض وزنك فتجنب المواد الدهنية وتناول غذاء يحتوي على كميات واطئة من المواد السكرية، في كل وجبة غذائية، تتناول بين الوجبات الحليب، الجزر الطازج، الطماطة او عصيرها.

موضوعات اخرى
كما يتطرق الى موضوعات اخرى مختلفة لكنها وثيقة الصلة بالغذاء والتغذية الصحية، منها تغذية الطفل ومراحل نموه وما تتطلبه من جوانب غذائية وصحية وكذلك موضوعة غذاء الام والطرائق السليمة في التغذية لمجمل افراد الاسرة فضلا عن فقر الدم وحالاته ومنع حدوثه في الاطفال، الى جانب شؤون اخرى متصلة باهمية الغذاء اليومي للانسان، وما لها من جوانب متعددة في منح حياتنا الديمومة ومصادر منيعة من الامراض.

ثقافة التغذية الصحية
يختتم المؤلف صفحات كتابه المائة والعشرين صفحة من القطع الصغيرة بجملة من الامور المهمة المتعلقة بالغذاء كعنصر اساسي لادامة الانسان في حياته، منها ضرورة الالمام بثقافة ومعرفة التغذية الجيدة ولاتخص به فئة من دون اخرى، بل هي شاملة وتعني جميع الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية، ويؤكد حقيقة مفادها ان صحة الغذاء لايعني الغنى ولا الفقر، بل يتساوى الاثنان عندما يغيب الوعي الصحي، فليس الثراء او الغنى في اغلب الاحوال معناه غذاء جيدا وان كان الفقر معناه غذاء غير ملائم، لكن الملاحظ ان امراض سوء التغذية بين الفقراء والاغنياء الجهلاء موجودة بين الاثنين.
كما يشير الى اهمية توافر الشروط الصحيحة والصحية، والغذاء السليم حتى وان كان هذا الاخير بسيطا، كما ينصح بتجنب الشراهة في الطعام التي ثبتت علميا وصحيا من انها تسبب في امور خطيرة من اضطرابات كثيرة في المعدة والامعاء والكبد والكليتين. وينتهي الامر بالسمنة وزيادة الوزن الذي هو دون شك حالة ليست طبيعية.
ويخلص الى ثابتة علمية الا وهي امكانية اي فرد ان يتمتع بصحة جيدة فيما لو اتبع مفردات هذه الحقائق العلمية عن الغذاء والتغذية كسلوك وتطبيق وممارسة فعلية، بغض النظر عن الحالة الاقتصادية او المادية.

 

شكرا

 

مشكووووووووووووووووووووووور

 

مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

شكرررررررررررررررررررررررررررررا

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز

 

بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله