1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

ماذا يريد المسلمون؟

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏29 أكتوبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    ستيفن شورتز

    تمتاز داليا مجاهد بعدة مهارات. فقد ولدت في مصر، وانتقلت الى أميركا في طفولتها ووجدت طريقها في السلم المهني الطبيعي. وحصلت على شهادة الماجستير في التجارة من جامعة بتسبورغ وتابعت نجاحها في مشوار حياتها.


    غير انها أصبحت المسلمة الأكثر شهرة بعد عملها على نشر دراسة مثيرة للجدل بالتعاون مع البرفسور جون إسبوسيتو في جامعة جورج تاون، وهو شخصية مدافعة عن الإسلام الأصولي بلا كلل. وكان اسم الدراسة "من يدافع عن الإسلام؟ وماذا يفكر مليار مسلم؟" وانتشرت الدراسة من خلال ارتباطها بإستفتاء أجرته مؤسسة غالوب التي تعمل داليا كمديرة تنفيذية وباحثة مختصة في مركز غالوب للدراسات الإسلامية.
    وكانت كل هذه الأمور عادية في ثقافة واشنطن الخاصة بفكرة الدفاع عن المسلمين، الى أن ضمها الرئيس أوباما الى مجلس "الإيمان القائم على الحوار والشراكة". وتعد داليا مجاهد الآن من الشخصيات التابعة المهمة للرئيس أوباما، وقد كان لها حضور بارز في مأدبة الإفطار التي أقامها البنتاغون بمشاركة المعهد العربي الأميركي.
    وفي بداية هذا الشهر استضافت "قناة الإسلام" البريطانية التلفزيونية الأصولية ضمن برنامج حضرته على الهواء نازرين نواز، ممثلة حزب التحرير الإسلامي، ذي التوجهات المتشددة أصوليا، حيث يدعو الى خلافة اسلامية عالمية وفق أحكام الشريعة الإسلامية، اضافة الى الدعوة لتدمير الغرب. وقد نشرت المقابلة على موقع الحزب في الإنترنت ضمن حقله الخاص ببريطانيا. وبينما كانت المقابلة والنقاش بين الشخصيتين المتناقضتين بشكل حاد محل تعليقات واسعة من قبل المتصفحين للموقع، إلا أن داليا، وفي إطار ردها على أفكار التطرف المطروحة من جانب السيدة نواز، لم تبذل جهدا لرسم مسافة بين النظرتين المتباعدتين.
    بل إن داليا تابعت دفاعها عن أحكام الشريعة، وخصوصا التطبيقات الخاصة بالنساء. وقالت ان مفهوم الشريعة وطريقة طرحها قد تمت معاملتهما بتبسيط شديد حتى من قبل المسلمين. كا دعت الى النظر الى الشريعة نظرة كلية واحدة، وهو تعبير انشائي يشبه الكليشة التي لا تعني شيئا. وحسب وصف داليا فإن غالبية النساء في العالم تربط الشريعة بالعدالة مع الجنس البشري بغض النظر عن الذكورة والأنوثة. وربما تكون عبارتها "غالبية النساء في العالم" سبق لسان، والمقصود هو النساء المسلمات. بيد أنه لا شك لديها أن الشريعة كقانون عام يضمن للمرأة المسلمة الكرامة المفقودة عن المرأة في الغرب.
    وتعلن داليا أن المراة المسلمة تدعم قيم العدالة والمساواة في العالم ولكنها ترفض القيم الغربية التي عادة ما ترتبط بالمساواة بين الجنسين وعدم احترام الرجل للمرأة. وحسب تصور داليا أن نظرة المسلمين إما أن تكون تطرفية أو مرتبكة، وان موقفهم من الشريعة الإسلامية منقسم فقط بين من يريدونها مصدرا وحيدا للحكم وبين من يرونها مصدرا من مصادر التشريع المكونة للقانون، ولكن رأي داليا أن حتى هذا الإختلاف هو أقل أهمية من إدعاء رضا المرأة المسلمة وقبولها بالشريعة الإسلامية.
    وتقول داليا ان امرأة واحدة في ماليزيا قالت في استفتاء أنها تشعر بالأسف على النساء الغربيات لأنها شعرت بأنهن يشعرن دائما بالحاجة الى رضا الرجال عنهن. وكما لو إن اختيار أصوات فردية من مليار صوت مفترض ليس مقنعا بشكل كاف، تلجأ داليا الى مثال فردي آخر عندما تطرح رأي نساء مسلمات في الخارج يشتكين من أن المرأة الغربية تفتقد للمكانة الاجتماعية.
    أما نازرين نواز ممثلة حزب التحرير الإسلامي، فقد أيدت آراء داليا، غير انها شنت هجوما كاسحا على الديمقراطية وعلى القوانين الوضعية التي وصفتها بأنها تفتقد للسمو الذي تمتاز به قوانين الشريعة الإسلامية. ويمتاز هذا الحزب بأنه يعادي اليهود دعائيا، وهو حزب محظور في بعض البلدان كألمانيا وتركيا، ولكنه يعمل بشكل رسمي في بلدان أخرى بدءا من الولايات المتحدة وبريطانيا مرورا بأندونيسيا، وقد نجا من حملات القمع والتصفية لكونه يخطب بلغة العنف ولا يطبق هذه الخطب.
    وتقول داليا عن دورها في إدارة أوباما بأنها توصل المجلس الاستشاري والى الرئيس وبقية المسؤولين ما يريده المسلمون. وقدمت داليا مجاهد نفسها بأنها باحثة قادرة على عرض آراء المسلمين بدقة وبشكل مقنع لدورها التمثيلي. ولكنها تحدثت بطريقة معتدلة عن أشخاص غير محددين وبضمنهم غير مسلمين من الذين يفضلون أن تكون الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما دولا منفتحة على فكرة التداخل بين الشريعة والقانون في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، مؤكدة أن من الطبيعي أن يكون للشريعة في المجتعات المسلمة حصة كبيرة في حياتهم وقوانينهم.
    ولكن الواقع هو أن معظم المجتمعات الإسلامية لا تنظر للشريعة الإسلامية كجزء من القانون العام بل كتشريع منفصل قابل للتطبيق فقط في الشؤون الدينية حصرا، وأن البلدان التي تسيطر فيها أحكام الشريعة كالسعودية وايران والسودان تمثل استثناء وليس القاعدة.
    كان دفاع داليا مثيرا للاحتجاج من عدة نواح. فقد كان دفاعها عن قانون الشريعة وخاصة في مجال الأحكام النسائية سيئا بشكل جلي، إذ أنها قدمت الإختلافات بين المجتمعات الغربية والمجتمعات المسلمة بطريقة قلبت واقع المعرفة العالمية رأسا على عقب. لأن الشريعة غالبا ما تطبق بطريقة تظلم المرأة وليس تحريرها من التملق للغرب الآثم. لإن طريقة داليا تخفض النظرة الإسلامية العامة والحديثة عن الشريعة بكونها أحكاماً ينبغي أن تطبق على أحكام قياسية خاصة كشكل الصلاة وبقية الأحكام الإختيارية الشخصية المختلفة الأخرى، وهي بذلك تكون حالها كحال الأحكام الشرعية الدينية الأخرى. ويرى الرئيس أوباما الإسلام بأنه ظاهرة واحدة غير متميزة بحيث تكون العقيدية الراديكالية فيها شيئا ثانويا إن لم تكن طارئةخاصة عند مقارنتها بمآسي الفلسطينيين. ويرى أن الإسلام دين يمتاز بأهمية كبيرة أكثر من كونه ميدانا للصراع بين التطرف والإعتدال. ويقول ان ايران دولة ذات أهمية كبيرة كنظير دبلوماسي أكبر من كونها مسرحا لأحمدي نجاد وأن أفغانستان أكثر أهمية من كونها ملجأ للقاعدة وممرا لرموز الطالبانية الى باكستان.
    ترى داليا مجاهد أن الدفاع عن الشريعة ليس بالأمر الجديد، بل إن الروايات الأدبية قد أطرته، ويشير مؤلف كتاب "القرن المسيحي" براين ميكلارين العام الماضي الى أنها تتساءل لماذا قال الأشخاص الذين وضعوا "إعلان الإستقلال أن الخالق هو مصدر حقوقنا غير القابلة للتصرف. ويقول بأنه رد عليها بان واضعي وثيقة الإستقلال ربما لجأوا الى ذلك لشرعنة ثورتهم عبر استخدام نفس المصطلحات الملكية لشرعنة الصلاحيات والسلطات الملكية القائلة بأن حقوق الأفراد تأتي من الله الذي يمنح الملوك حق امتلاك رقاب الناس وعروش بلدانهم.
    ويضيف بأن داليا تقول ان مكانة الشريعة كمكانة اعلان الاستقلال بالنسبة للمسلمين، وتؤكد أن الله يريد تحقيق العدالة لجميع الناس وأن عدالة الله أكبر من طغاة العصر الحديث. ومع هذا فإن الشريعة يمكن أن تظهر للغربيين كخطوة كبيرة للعديد من المسلمين الذين يعانون أنظمة فاسدة ودكتاتوريات بغيضة سواء في العاصمة أو في مكاتب الشرطة.
    إن ما تراه هذه السيدة عبارة عن صور وردية، لأن ما يريده الإسلاميون في تركيا ومصر والباكستان ودول أخرى مهددة من قبل طغاة المتطرفين، يكشف عن انهم يريدون حكم الدين كبديل وحيد للديكتاتورية العلمانية. إن الديمقراطية الأصيلة النابعة من الغرب وليس الديمقراطية العالمية الحديثة ليست خيرا، ولم يتم رفضها لكونها تمثل الأنظمة الفاسدة في الغرب من خلال ممارسة الفاسدين للإباحية والجنس بلا حدود أو سيادة وتفوق الرجل. بل إن حكومات مسلمة تطبق الشريعة وتعاني من هذه الأنواع من الفساد وتقع فيها المرأة ضحية لهذه السياسات وتعسف الرجل. كما في السعودية التي تعاني فيها النساء من الزواج الإجباري والطلاق الإجباري وختان البنات فيما تسير البلاد بحكم الشريعة. ولكن خطأ السيدة داليا مجاهد أنها تقارن بين اقرار الشريعة وبين اقرار إعلان الاستقلال.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة