تغييرات تهدد وجودنا

شهاب احمد الفضلي

اصبح مؤكداً لدى الجميع ان ظاهرة الاحتباس الحراري تشكل خطرا كبيرا على الحياة وبالاخص الانسان وقد بدأ العلماء بالتحذير منها قبل وقت طويل عبر قاعات الدرس والمؤتمرات غير ان تحذيراتهم لم تلق اذانا صاغية


الا بعد ان اصبحت واقعا معيشا يخيف الجميع ولكي لا تزداد الصورة قتامة سارعت اكثر من 160 دولة الى مؤتمر (كيوتو) الذي عقد في اليابان في العام 1997 للتوقيع على تلك الوثيقة التي من شأنها تجنيب الارض كارثة محتملة وذلك بوضع آليات تؤدي الى تقليص انبعاث غازات الدفيئة لاسيما غاز ثاني اوكسيد الكاربون الذي يشكل مانسبتة 60 بالمئة من الغازات المنبعثة والناتجة عن النشاط البشري تقوم بموجبها الدول الموقعة بالعمل وفق الاليات التي تضمنها البروتوكول بتخفيض انبعاث الغازات خلال الفترة من العام 2008 ـ 2012 وقسمت الدول الى مجموعتين بناء على نسبة اسهام كل دولة وما تنتجه من الغاز ثاني اوكسيد الكاربون، والزم الاتفاق تلك الدول بالعمل على تخفيض النسب المنتجة لديها ومن المفارقات الكبرى ان الولايات المتحدة الاميركية اكبر منتجي غازات الدفيئة في العالم كانت اخر الموقعين وهو ما قد يمثل بداية لتوافق دولي نحو تطبيق البروتوكول.
مما لاشك فيه وجود وسائل عدة يمكن بها خفض نسبة غازات الدفيئة منها استخدام المصادر البديلة للطاقة التي لاتلوث البيئة كالطاقة الشمسية والرياح والحد من وسائط النقل الخاص بالحث على استخدام النقل العام وايجاد بدائل صديقة للبيئة كالكهرباء لتسيير السيارات وغيرها لمواجهة المشكلة وايقاف تداعياتها.
ولكن من الجدير بالذكر ان تغيرات مناخية سلبية عدة عرفتها الارض والانسانية عبر تاريخها فسرها العلماء باسباب طبيعية منها الثورات البركانية والتقلبات الشمسية وغيرها الكثير وهذا الاحتباس الحراري او الاحترار العالمي او كما يحلو للبعض تسميته بغازات الصوبة الخضراء ليس الا ظاهرة سلبية كغيرها من الظواهر ولكن باختلاف جوهري كبير عما سبق. فبعد ان كانت الطبيعة هي من يحدث التغيير تبدلت الحال واصبح الانسان اداة التغيير وهو ما يحدث لاول مرة كما ان خطورة الظاهرة ادت الى التساؤل والخوف مما سيحدث في قادم الايام والحديث لم يعد في دائرة المتحدات العلمية التي تعنى بالظاهرة فقط اذ انتقل الى السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلوم الاخرى ثم اصبح اخيرا حديثا للعامة من الناس فالقضية لم تعد تفسيرا عابراً انها قضية وجود تعني الجميع واصبح امر تخفيض تلك الانبعاثات وابطاء تأثيرها قضية عالمية فالظاهرة كما اصبح معروفا ماهي الا قنبلة موقوتة لا احد يستطيع التنبؤ متى ستنفجر فبعض اثارها السلبية بدأت بالظهور واصبحت تؤثر في حياة الانسان الامر الذي يؤكد ان الارض التي نعيش عليها بدأت بالاعلان عن نفاد صبرها كرد طبيعي على معاملتنا السيئة لها.

 

ماشاء الله كوتش هيثم

 

بارك الله فيك كوتش هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله