1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

طقوس الموت في الحضارة السومرية

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏12 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    بهاء سلمان

    يقول علماء الاثار ان فحصا جديدا لجماجم مستخرجة من المقبرة الملكية الاثرية في مدينة اور التاريخية، المكتشفة في العراق منذ قرن مضى تقريبا، يدعم كما يبدو تفسيرا اكثر فظاعة لأمر كان معروفا سابقا يتعلق بالأضاحي البشرية التي كانت تصاحب دفن أشخاص من النخب الحاكمة في بلاد ما بين النهرين.


    ذلك أن الخدم والمرافقين الملكيين، الذين يشكلون جزءاً من طقوس الدفن الملكية، لم يكونوا يسقون جرعة من السم ليواجهوا ميتة وقورة هادئة، بل أنهم بدلا من ذلك كانوا يتعرضون لإدخال اداة حادة، قد تكون مسماراً طويلاً، في رؤوسهم.توصل علماء الاثار في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الى ذلك الاستنتاج بعد متابعة دقيقة لفحوصات اجريت بجهاز المفراس على جمجمتين مستخرجتين من تلك المقبرة البالغ عمرها 4500 عام. وكانت تلك المقبرة قد تم اكتشافها في عشرينيات القرن الماضي حيث احتوت على 16 قبرا مهيبة البناء ومليئة بالحلي الذهبية والمجوهرات. كان اكتشاف المقبرة في حينها حدثاً مثيراً إذ كشف عن روعة حضارة بلاد ما بين النهرين عندما كانت في أوج تألقها.وقد شهدت الرفات المستخرجة من حوالي الفي قبر على وجود ممارسة التضحية بالبشر على مدى واسع. فعند وفاة ملك او ملكة ما، أو حتى قبل الوفاة، كان الافراد العاملون في البلاط من الجواري والمحاربين وغيرهم يتهيؤون لمواجهة الموت، وعادة ما كان يتم وضع اجسادهم بصورة منظمة وترتدي النساء غطاءً مزيناً ومزخرفاً للرأس بينما يضع المحاربون سلاحهم في جوانبهم.
    كان عالم الاثار الانكليزي ليونارد وولي، الذي ادار اعمال الحفر التي تمت من خلال تعاون ثنائي بين متحف (بين) والمتحف البريطاني، قد توصل في نهاية المطاف الى ان خدم البلاط كانوا يسيرون نزولا الى حجرات الدفن حيث يشربون السم ويضطجعون استعدادا للموت، وأصبحت هذه هي القصة التقليدية المتفق عليها.من بين البقايا البشرية العديدة تلك لم تتمكن سوى قلة من الجماجم من البقاء وهذه تهشمت الى اجزاء صغيرة. هذا التهشم لم يكن سببه الموت، بل السحق من جراء الثقل الكبير المتراكم للتربة الذي سلط ضغطاً شديداً عبر القرون على السطح المحتوي على الجماجم حتى أحالها إلى حطام ملتحم ببعضه وبالتربة، وهذا ادى الى اعاقة الجهود الاولى لاعادة تركيب تلك الجماجم.وخلال التخطيط لمعرض جديد حول نتاجات حضارة اور، وهو المعرض الذي افتتح في يوم 25 تشرين الاول الماضي في متحف (بين) لعلم الاثار وعلم تطوّر الانسان، كشف ريتشارد زيتلر المتخصص بعلم آثار بلاد ما بين النهرين ان الباحثين أجروا فحوصاً دقيقة بجهاز المفراس لعظام جمجمتين إحداهما لامرأة والأخرى لرجل، ومن خلال تلك الفحوص استطاعوا الحصول على صور ثلاثية الابعاد لكل قطعة صغيرة وبعدها تمكنوا من تحديد المواقع الملائمة للقطع بحيث تتكامل مع بعضها البعض.بعدئذ طبق فريق الباحثين، الذي قادته الدكتورة جانيت مونج المتخصصة بعلم التطوّر الجسدي للانسان في متحف (بين)، وسائل ومهارات الادلة الجنائية للتوصل الى السبب المحتمل للموت في كلتا الحالتين. وقد وجد أن هنالك فتحتين دائريتين في جمجمة المحارب وفتحة واحدة في جمجمة المرأة، وكل فتحة من هذه الفتحات يقارب قطرها 2.5 سنتيمتر. تقول الدكتورة جانيت، في مقابلة اجريت معها، ان الدليل الاكثر اقناعا قد تمثل في التشققات المتشعبة من تلك الفتحات إلى الخارج، لأن هذه التشققات لا تحدث إلا إذا أحدثت تلك الفتحات في رأس انسان حي، حيث ينتج هذا النوع من التكسرات الظاهرة على طول خطوط الضغط. وتمضي موضحة بأن عظام الشخص المتوفي منذ مدة طويلة تكون أكثر هشاشة فتتفتت مثل الزجاج دون ظهور تشققات.تعتقد الدكتورة جانيت ان الفتحات المذكورة قد استخدمت لإحداثها أداة حادة، وان الوفاة جراء استخدام هذه الوسيلة كانت فورية تقريبا. ويقول علماء الاثار ان طقوس القتل المصاحبة لموت النخب الملكية كانت تمارس من قبل حضارات قديمة اخرى، وهو امر يثير السؤال التالي: لماذا يختار اي شخص ان يكون من افراد البلاط الملكي على الرغم من معرفته بمصيره المحتوم؟
    تقول الدكتورة مونج: "ان الامر يكاد يشبه القتل الجماعي، ومن الصعب علينا تفهم هذه المسألة. ولكن في تلك الحضارات كان افراد البلاط يحظون بمقامات رفيعة، ويتمرغون في حياة النعيم في البلاط، لذا فإن الامر يستحق تلك التضحية. أضف إلى ذلك أن الانتقال الى عالم ما بعد الموت لم يكن بالضرورة يمثل مثار خوف لدى هؤلاء الناس.أما الدكتور زيتلر فيقول ان البحث الجديد أبرز دليلاً على ان بعض اجساد الضحايا كان يجري تسخينها وتلويحها بالنار من دون احراقها، ومن ثم معاملتها بمركبات الزئبق. وتلك كانت عملية تحنيط بدائية، لا تبلغ مستوى التطور الذي بلغته الوسائل التي استخدمها المصريون الذين عاصروا تلك الحضارة.يضيف زيتلر:" هذه الطريقة كانت تستخدم لحفظ الاجساد من التحلل فقط خلال مراسيم الدفن المطوّلة.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    تحياتى لشخصك الكريم
     
  3. مشكور استاذ هيثم سعدون
     
  4. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    وتحياتي لك استاذ محمد عبد الوهاب ومشكور على المرور الجميل
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     

شارك هذه الصفحة