مثيرات الصورة في الأغاني الجديدة

تحسين جمعة الزيدي

تعقيبا على الملف المهم الذي افتتحه ملحق فنون في جريدة الصباح حول موجة الاغاني الجديدة ، فان محاولتي في هذه القراءة ستتركز على نقد الغناء الذي يلتحم مع الصورة ليشكل نسقا خطيرا يستهدف وعي الشباب بالمحصلة الاخيرة


لتحقيق اهدافها في اشاعة ثقافتها المتحللة، واكثر خطر لمؤثرات الصورة تلك التي ترافق الاغنيات الهابطة والرخيصة التي تحمل بدواخلها دلالات جنسية تتواشج مع صور العري التي تمتد حتى نهاية الوصلة الغنائية، وبذلك فان الكلام والصورة يتعاضدان في انتاج دلالة تعمل بمقصدية واضحة لايصال اغراضها الاباحية، وتتجلى هذه المقصدية من خلال استهداف المتلقي الساذج ومن هو في طور المراهقة، وقد ساعدت ثورة الميدياء، الالية العولمية في انتاج انساقها القبحية الممهدة لانتشار الفضائيات المتخصصة بهذه النوعية من الاتجار الرخيص، حيث تبث وعلى مدى (24) ساعة ( فيديوهات كليب) فاضحة . ربما يظن البعض اننا نقف بالضد من انتشار الفضائيات وبالتالي فان نظرتنا هي نظرة دوغمائية تناضل بطريقة سلفية لمعاداة ( الستلايت) الذي تبث من خلاله هذه الفضائيات ، والحقيقة ان نظرتنا تقف بالضد من هذه النوعية من الفضائيات الرخيصة ، كما انها تكن احتراما كبيرا لفضائيات تعكس ثقافة ملتزمة وتشكل الضد للنسق القبحي الذي تنتجه الفضائيات المعنية بقراءتنا النقدية هذه ، وذلك انطلاقا من الهاجس الوظيفي للمواطن العربي بخصوصية هويته من جهة ومن جهة اخرى انطلاقا من الوظيفة الثقافية الجادة الملتزمة بقيم اصلاحية تنشد مسارات قويمة للمجتمع الذي تنتمي اليه .
من هنا فان الاشكالية تتحدد بمسؤولية المثقف لانتقاد الانتاجية القبحية لاشكال الغناء الفاضح، حتى وان كانت منطلقات هذا المثقف غير دينية، أي ان منطلقاته ثقافية محضة، لان المسار الثقافي الهادف يتشكل وصفه مسارا ثقافيا ينشد الالتحاق بركب التمدن والرقي العلمي الذي يخلو من الثقافة الهجينة التي تعترض مساراتها، وان اشكال الثقافة الهجينة والرخيصة يتجلى في نوعية (الفيديو كليبات) التي تركز خطابها ومثيراتها الصورية نحو الكامن الغريزي في الانسان وتحاكي رغائبه المكبوحة بفعل موروثات القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية بوصفها قيما تنمو فطريا مع الانسان، لان الطبيعة الفطرية الاخلاقية لا تقتصر على مجتمع ما وان كانت متفاوتة تبعا لثقافة المجتمعات والمؤثرات البيئية لهذه المجتمعات، لكنها تتفق في المحصلة الاخيرة على استهجان المجون والتميع والتفسخ الاخلاقي .
ان بعض البلدان التي كانت مهدا لانطلاقة حركة الالحاد وحسب بعض التقارير الاحصائية كانت نسبة انتشار قيم المحافظة فيها حوالي 80% ويعزو بعض المفكرين ان هذه النسبة كانت العامل المساهم في الانهيار الذي لحق بها . اذا كانت هذه البلدان وهي الاقرب الى التحلل تحارب ضد التفسخ استجابة لطبيعتها الفطرية فمن الحري بنا ان نجابه بقوة اشد في محاربة هذا الانحلال الذي تقدمه الفضائيات العربية حفاظا على أبنائنا من الانسياق وراء المثيرات البذيئة للكلمة والصورة المتلازمتين فيما يقدم من غناء سمج ومقزز.

 

:clap::clap::clap:

 

شكرا استاذ هيثم سعدون

 

شكرا

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

مشكور مرورك الجميل استاذة اليمان