1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

الأعمى الذي أنــار الطريق للمكفوفين

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏18 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    لويس برايل

    منذ عهد قريب كان الناس يعتقدون أن القراءة والكتابة بالنسبة للكفيف أمر مستحيل، ولكن هذا الامر اصبح ممكنا باكتشاف لويس برايل طريقة للكتابة و القراءة الخاصة بالمكفوفين الذين أصبحوا كغيرهم من الأشخاص العاديين وإن اختلفت الطريقة وبعد مئة عام من توصل برايل إلى هذه الطريقة, احتفلت فرنسا بذكراه,


    وحين ازيح الستار عن التمثال الذي اقيم له، رفع المئات من المكفوفين ايديهم حتى يتمكنوا من لمس وجه الشخص الذي انار لهم الطريق، واليوم يوجد اكثر من عشرين مليون كفيف حول العالم يدينون بالشكر لهذا الرجل الذي ساعدهم على القراءة والكتابة والوصول إلى الدرجات التي يبتغونها.‏
    ولد لويس برايل عام 1809 في قرية كوبفراي التي تبعد حوالي اربعمئة ميل عن باريس , وقد عرف في طفولته بعينيه الجميلتين كما عرف بحدة ذكائه, وكان احياناً يساعد والديه في عمله بتصنيع سروج الخيل واللجام، وذات مرة بينما كان والده منهمكاً في عمله قرر لويس أن يتعلم حياكة الجلود، فأخذ ابرة كبيرة ومطرقة وقطعة من الجلد، ووضع قطعة الجلد على الارض وثبت عليها الابرة, واخذ يطرق عليها محاولاً ادخالها في القطعة، إلى أن افلتت هذه الابرة من يده وصدمت عينه وجرحتها جرحاً عميقاً, وتسبب الجرح بسرعة في التهاب العصب البصري , ففقد البصر في عينه اليسرى، وحين بلغ الثالثة عشر من عمره امتد الالتهاب إلى عينه الاخرى، وبذلك اصبح كفيفاً تماماً، لكن هذا الامر كان من شأنه أن يحفزه على التقدم في طريق العلوم والاكتشاف اكثر واكثر، اذ انه بعد أن تلقى دراسته في المعهد القومي للمكفوفين في باريس اصبح نابغة في الموسيقى والرياضيات والعلوم والجغرافية، وكانت طريقة القراءة المتبعة في المعهد تقوم على لمس حروف كبيرة من المعدن، ولما وجد أن هذه الطريقة ليست عملية بسبب طول الحروف وثقلها اندفع إلى قضاء وقت طويل مع نفسه مفكراً في كيفية التوصل إلى طريقة اكثر يسراً وبساطة، وحين بلغ العشرين تم تعيينه مدرساً في المعهد الذي تعلم فيه، وفي احد الايام شاءت المصادفة أن سمع شخصاً يقول: ان واحداً من ضباط الجيش الفرنسي اكتشف طريقة للاتصال الصامت بالجنود التابعين لوحدته وذلك من خلال استعماله رموزاً اتفق عليها وعندئذ قفز لويس برايل من الفرحة وقال:‏ وجدتها ـ وجدتها وخلال اسبوع قام بمقابلة هذا الضابط وسأله عن الطريقة المذكورة, فأخبره الضابط انه يمكن صنع علامات معينة باستخدام الضغط على قطعة من الورق، فمثلاً نقطة واحدة تعني تقدم, ونقطتان تعنيان تراجع.. وهكذا بدأ برايل بالعمل، وكان مصراً على أن يصل إلى هدفه، وان يستخدم في ذلك اقل عدد ممكن من النقاط بغية تسهيل تعلمها، وفي عام 1829 نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط فقط , واخذ يجربها ويعلمها في المعهد، وفي عام 1839 نشر طريقته حتى يطلع العالم عليها.

    إصرار وتواصل
    وعلى الرغم من مقاومة الكثيرين واعتراضهم على هذا الاختراع، الا انه لم يستسلم وظل مداوماً على تعليم هذه الطريقة لتلاميذه، وفي احد الايام كانت احدى تلميذاته تقوم بالعزف على البيانو في اكبر مسارح باريس وعندما انتهت من العزف صفق لها الحاضرون بإعحاب شديد ونهض الجميع وقوفاً معبرين عن تقديرهم لاداء هذه التلميذة، فاقتربت من الجمهور وقالت: لست انا التي استحق كل هذا التقدير، بل الرجل الذي علمني عن طريقة اكتشافه الخارق، وهو الان يرقد في فراش المرض وحيداً منزوياً بعيداً عن الجميع , وهكذا بدأت الجرائد والمجلات تساند لويس برايل وتؤيده وتدعم طريقته، وكان من نتيجة هذه الدعاية المكثفة أن اعترفت الحكومة الفرنسية باكتشافه، وعندما سمع برايل هذه الاخبار الجميلة، قال والدموع تملأ عينيه: لقد بكيت ثلاث مرات في حياتي، الاولى عندما فقدت بصري، والثانية عندما اكتشفت طريقتي، وهذه هي المرة الثالثة، وهذا يعني أن حياتي لم تذهب هباء.

    طريقة برايل
    طريقة برايل تتكون من عدد من الخلايا، وتحتوي كل خلية على عمودين، يتكون كل عمود من ثلاث نقاط بارزة، يستطيع الكفيف أن يقرأها من خلال تلمسها بأطراف أنامله أرقام النقاط في العمود الأول من الخلية هي 1ـ2ـ3 من أعلى إلى أسفل، وأرقام النقاط في العمود الثاني من الخلية 4ـ5ـ6 من أعلى إلى أسفل أيضا، ويتكون كل حرف أو كلمة أو عدد أو علامة ترقيم أو علامة إعراب أو حرف موسيقي من تكوين خاص لهذه الحروف البارزة ويمكن الكتابة بطريقة برايل عن طريق آلة برايل وهي آلة تشبه آلة الطباعة العادية أو من خلال الحاسوب الذي يقوم بتحويل الكتابة العادية إلى طريقة برايل أو ما يسمى ببرنامج قارئ الشاشة فيجو ، كما يمكن استخدام قلم ذي سن معدني مدبب يقوم بكتابة الحروف من خلال ثقوب في الورقة بواسطة لوحة معدنية أو خشبية محفور بها عدد من خلايا برايل، ويقوم بقراءة الكتابة بعد قلب الورقة من الخلف.
    صعوبات عديدة
    وكان أول شيء نشر عن طريقة بريل عام 1837 أما عن طريقته بأكملها فلم تنشر إلا في سنة 1839 ومع نجاح هذه الطريقة، إلا أنها قوبلت بعدة صعوبات من القائمين بالأمر في المدارس ـ فالمدرس أو التلميذ الذي أراد تعلمها كان عليه أن يفعل ذلك خارج ساعات الدراسة الرسمية وحتى المدرسة التي بدأت فيها طريقة(برايل) لم تستخدم رسميا إلا بعد مرور ما يقرب من أربع عشرة سنة وذلك بعد وفاة(برايل)في العام 1852 بسنتين بمرض خبيث.
     
  2. بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون
     
  3. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزاك الله خيرا
     
  4. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     

شارك هذه الصفحة