1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

العربات الفارغة

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏18 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    ياسين طه حافظ

    كم يبهجك الانسان المنتج، ذلك الذي يعمل بصمت فلا ترى الا ثمار عمله ونتاج جهده، فهو غير معنيّ بهذا ولا ذاك منصرفا الى ما يطور عمله ويغني ثقافته، يسعى لان يقول خيرا وينفع.


    ولا يؤذيك منه صخب ولا غبار. مثل هكذا طبع يريح الناس "الاخيار" والموضوعيين ويهيج صخب او "خبث" المتنطعين كثيري الكلام.ونحن في الوسط الادبي، كما في الاوساط الاخرى من حرفيين الى أكاديميين، نعرف اولئك المنتجين العاملين بشرف وبصمت. ونعرف ايضا بعض الادباء ممن منحهم الله جعجعة صوت وقدرة على اللغو الفارغ من الصباح الى المساء، فلا يسلم منهم أحد، اللهم إلا من يتسترون به ومنه أو من يتملقونه.
    فمن الاكاديميين من يعيب هذا على عمله وذاك على ابحاثه وذلك على ما نشره او ما أكمل تأليفه مثلما هو ينتقص من هذا الرأي وتلك النظرية وهذا الشاعر وذاك الكاتب. فهو النقّادة والاسلوبي والملم بحركة الثقافة والمتتبع "لانظمة" القصيدة، لا يخجله ان يقول، هناك نظام انجليزي وهناك امريكي وهناك ربما برازيلي وماليزي وقد يعرف تفاصيل عن اشعار التبت...الخ هذه الثرثرة وهذا الهراء.
    انا لا أعرف تماما ماذا يريد امثال هذا. اعرف ان هناك، في البلدان المتخلفة، مرضا اسمه مرض اللغو، لكن كيف يرتضي "مثقف" لنفسه كل هذه الادعاءات وكل هذه الجعجعة الفارغة حيثما حل وحيثما وجد مستمعا؟ ان العالم لا يمكن ان يظل ساكتا، ان يلزم الصمت، حتى تنضج معجزة مثل هذا الدعيّ الصخّاب. وكيف تنضج وهو يهرج وينظِّر من بدء النهار حتى يخمد في النوم؟ أعرف واحدا منذ اربعين سنة. اربعين سنة وهو ينبح على الناس في المكتب وفي المقهى وفي الصحيفة وفي الشارع وربما في البيت ايضا وهو يكلم الناس في التلفون! فما أبقى بحثا لم ينتقص منه ولا شاعرا ما قلل من شأنه ولا نظرية "يعترف" بها ولا استاذا ما "لم يبد" رأيه في علمه او طريقة تدريسه، ولا مجلة ما "الا وتحفظ" منها...الخ هذا السؤ، والى أخر هذا اللغو الذي لا يكفّ والجعجعة التي ستوصله الى قبره. واذا سألت: ما هي مؤلفات هذا الرجل كثير اللغو والتنظير؟ فلا جواب ولا خجل... تمنيتُ لو انصرفَ لكتابةِ بحثٍ ينفعُ نفسهُ وينفع الناس ولا اريدُ ان اُكلفهُ بكتابٍ يخلفهُ ذكرى وهو ماضٍ يوماً الى مزبلتهِ او قبره.
    مقابل هذا نعرف اناسا بعيدين عن الزحام، يعملون بنظافة وصمت، يحترمون انفسهم ويحترمون الناس ويقدمون ما يتمكنون من تقديمه، ويحاولون قدر استطاعتهم تطوير عملهم واغناء ثقافتهم، فلا ينتقصون احدا ولا يفرطون في الثناء على أحد.
    نعم، قد يمر الانسان في سنوات نشأته بحالة من الهوس كتلك التي اشرنا لها. ولكنه يتجاوزها في النضج ويلتفت الى نفسه ويعمل ما استطاع العمل، او يرتضي السكينة. فان كان لايستطيع ان يبارك عمل غيره، فليكف عن اللغو وذلك خير له واحفظ لكرامته من ان يتحول مهرجا مضحكا، يعرفه الناس من قرقعة صوته التي تهلك الاسماع.
    فاذا سلمنا بان هذه طبيعة بعض الناس، وهي طبيعة مزعجة مؤذية، فأرى من واجب من يحيط به، ان يسأله: ماذا انتجت أنتَ وما قدمت وبماذا نفعت الناس وانت ماشيا قاعدا تهيل النظريات والأحكام؟ هنا يؤدي المستمع دوره التأديبي لعل مثل ذلك المتنطع يرعوي ويعود الى رشده.
    فيا لهذه العربات الفارغة كثيرة الضجيج! هي تؤذي هدوء الشارع ولا تكف عن ازعاج الناس. مخلوقات مريضة مهمتها الانتقاص والإيذاء. فلتكن مهمة المستمعين ان يقولوا لهم: كفى لغواً، نريد عملا طيبا ، نريدُ هدوءاً وعلماً..
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شكرررررررررررررررررررا
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة