1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

مازلنا هَـمَجاً كما تَرى

هذا النقاش في 'الواحة' بدأه Haitham sadoon، ‏18 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    كريم عبد


    أتـُراكَ نَسيت ؟!
    نحن ما زلنا بانتظارك
    فأنتَ وحدك تعرف : تلك الرنّـةَ الخفيّةَ في قماشتك العذراء
    حيث تخفق أجنحة الطيور
    كلما تبلّلتْ بندى الرب
    ذلك هو ندى المصادفات العالية



    وحتى لو كنتَ على شواطئ بحرٍ ما
    لن تجد أصداف الحكمة هناك ..
    أيةُ حكمةٍ خارجَ ظلالنا ؟!
    تعال إلينا : نحن الذين في لا مكان
    تعال إلى هنا؛ ظلالُ أشجارِنا جديرةٌ بك
    برنّـة قماشتك العذراء فأنت الوحيد القادر على رفعنا إلى هذا المستوى العالي من النسيان

    ففي لحظة ودٍّ بيضاء
    تسكبُ وجوهَنا على قماشتك الأولى
    كما لو كنت تُضيف قليلاً من السُكّر
    إلى فنجان قهوتِكَ الصباحية
    أنت ... أيها الساهي المجيد
    أيها الحزين الأول
    ستشرب من كؤوس خمرتنا جميعها
    ونحن نرفعها عالياً
    عالياً : بصحتك أيها القادم أبداً


    وحتى لا تبقى مقيداً بحرير تأملك العنيد
    سيكون بوسع القمر الحزين والأشجار المجروحة
    أن تُخبرك بوضوح : إن الدنيا ليست فسيحةً إلى هذا الحد
    إنـها أضيق بكثير من المسافة بيننا وبينك!!


    أمهاتنا لا ينـتظرن عودة السنونو أو مطر الخريف المبكر
    ينـتظرن وجوهنا العالية، الحزينةَ عالياً
    المطـلّـةَ من قماشتك الوهجاء!!


    تصوّر لو أنك ظللت توسّعَ صمتَكَ هذا إلى مديات بعيدة
    إننا نسألك بوضوح : أيـّة جدوىً لسعة هذا الموت ؟!


    موتٌ كثيرٌ تحملُهُ العصافيرُ وتطير
    موتٌ كثيرٌ تحملهُ العصافير ..
    تحملنا وتطير بنا إلى قماشتك العذراء
    إننا ما زلنا بانتظارك
    ننتظر خربشاتَكَ على ألواح الروح
    لتكن سيداً على ندمنا الفسيح
    على مقالع صخورنا الحارة
    ومنارات خسارتـنا الأبدية


    رائحة ألواننا وخطوط وجوهنا
    وتلك الزنابق المكترثة بالغياب أيضاً
    تلك الزنابق التي سنلوّح لك بـها
    في الشوارع وعلى السطوح
    عندما تُقبل علينا .. تتخطى في شوارعنا كأنك مَلك ٌ
    ملكٌ بحاشيةٍ من صفصافٍ ورياحين ..
    ملك ٌ من برقٍ وصهيلٍ ونساء


    ولكن دعني أتأمل قليلاً ما أقول ..
    فأنا أهذي أحياناً من فرط الصمت
    ويخالني أنك تسمع صمتي بيديك البهيتين
    أقصد وددّتُ أن أقول: أن البعدين القديمين لم يعودا قادرين على تَحمّـل وزرَ وحشتنا
    إننا نصفق الباب بشدّةٍ عندما ندخل البيوت
    ولا نتوانى عن فتح أرواحنا كل يوم
    كي تـهرب منها الفراشات
    وهنا تكمن المرارة
    فراشاتنا تـهرب في الغالب
    تاركةً قَشَّ الندم في شقوق أرواحنا
    ذلك قَشُُّ تراكم منذ قرون
    تراكم بين الشفتين والكلام
    تأمل : تأمل كثيراً
    كيف وهـبَنا الله حصيرةَ المجد الفسيحة منذ ( يسوع ) و( محمد)

    ومن هو أجدر منك بالتمطي عليها
    تعال إذن
    أيها المتفردُ بأشواقنا
    غيابك يهدد الصمتَ والظلال
    وعندنا الكثير مما يُحكى
    لكنَّ غيابَكَ وضعَ القفل بين أصابعنا !!
    أتعلم بأن ما أنت فيه جعلَ الخوخَ يـجفُّ وتأكل أيامَهُ الأشجار!!


    سنلحُّ عليك كثيراً
    نحن لا نملك غير هذا
    أصبحنا نُصاب بوجع الأصابع وتشنج الخطوط
    نعرف تماماً : إنك تتوجسُ من هذه المدن
    ونحن ارتضيناها قمصاناً لأيامنا المهترئة
    نعرف كم تُغيظك هذه العصي، التي نتوكأ عليها
    ونضرب بـها بعضنا أحياناً
    فما زلنا همجاً كما ترى، همجاً ومضطربين كثيراً
    نتوق إلى تلك الرنـّةِ الخفيـّةِ في قماشتك العذراء
    إلى ذلك المستوى العالي من النسيان
    تعال إلينا
    نحن الذين في لا مكان
    تعال إلى هنا : ظلال أشجارنا جديرةٌُ بك.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    مشكوووووووووور استاذى هيثم
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة