تقنية حديثة لقراءة مخطوطات قديمة

قبل اربعة الاف سنة قام موظف حكومي في بلاد وادي الرافدين بجرد سريع لكشف حساب يخص عمالا من العبيد على رقيم طيني. دون الموظف جرده في رموز على شكل أوتاد كان من الصعب حل شفرتها بالعين المجردة، ولكن الأمر تغير الآن..


فقد تمكن باحثون يعملون في " مشروع أبحاث غرب الحضارة السامية " تابعون لنفس الجامعة من كشف خفايا ذلك النص بمساعدة اساليب الاضاءة والتصوير التي يرجع إليها الفضل في الثورة التي شهدتها دراسة النصوص القديمة.على مدى العقود الثلاثة الماضية أنتج هذا المشروع آلاف الصور الواضحة لنقوش ولقى أخرى تعود للحقبة التوراتية وغيرها من المواقع في الشرق الأدنى، واضعاً تلك الصور أمام الجمهور في ارشيف الكتروني عنوانه على الشبكة InscriptiFact.com من بين المواد التي يعرضها الموقع واحدة من "مخطوطات البحر الميت" " يعود عهدها الى القرن الاول وهي تتحدث عن كنز مدفون في منطقة تقع ضمن مساحة اسرائيل الحالية. (ولكن كان من المستحيل تحديد الموقع بدقة لأن المعالم الدالة التي يشير إليها النص لم تعد موجودة).تبرز قاعدة البيانات ايضا نقشا آرامياً على رقاقة بردي كتبته جماعة من يهود مصر قبل ميلاد المسيح بخمسة قرون. في هذه الرقاقة، البالغة الوضوح إلى حد أن حبيبات البردي نفسها تظهر فيها، يلتمس اليهود من الحكام في بلاد فارس البعيدة إذناً باعادة بناء معبد لهم.يقول بروس زوكرمان، وهو أستاذ علم الاديان في الجامعة ومؤسس المشروع البحثي في مطلع الثمانينيات: " صورة واحدة بألف كلمة. ففي بعض الأحيان تنقلب ملامح التاريخ رأساً على عقب جراء ترجمة خطاب مكتوب."انطلاق زوكرمان في حملته تلك في عالم التصوير الفوتوغرافي والنصوص القديمة مبعثه ما كان يشعر به من إحباط بسبب ضعف نوعية الصور التي تمثل الآثار القديمة. فهو يستعيد في ذاكرته كيف أن مصوري المتحف كانوا كثيراً ما تفوتهم تفاصيل مهمة بسبب عدم امتلاكهم الخبرة العلمية. وبالمقابل فإن الباحثين وعلماء الآثار لم يكونوا يمتلكون الخبرة الكافية في علم التصوير لكي ينتجوا صوراً تخدم الأغراض العلمية. ما فعله زوكرمان هو أنه سد الفجوة ما بين الإثنين. فقد استخدم هذا البروفيسور ومعه شقيقه كين، وهو مصور ومهندس سابق، تقنيات تصوير جديدة. معاً بدأ الأخوان بالتقاط صور للكتابات والنقوش القديمة وتوزيعها. وجد الأخوان عمل كاميرات ذات وسائل وأساليب خزنية عالية ومصادر إضاءة قادرة على كشف تفاصيل دقيقة وخفية للأجسام ما كان في الوسع تبينها لولا ذلك. بعدها قدمت أجهزة الكومبيوتر والكاميرات الرقمية المستخدمة في العملية صوراً شديدة الدقة عرضاها في متاحف في الولايات المتحدة والشرق الاوسط وأوروبا، ليحيلا علما رتيباً بارداً الى مشروع آسر جذاب ـ وهو مشروع سعيا الى فتحه أمام الجمهور رغم اعتراضات القيمين على المتاحف والعلماء الذين خشوا من فقدان السيطرة على أشياء قيمة ونادرة.يشغل هذا المشروع البحثي طابقين من أحد المباني الأكاديمية التابعة للجامعة، وتزخر مكاتبه بأدوات كانت من بنات أفكار الشقيقين وفريقهما البحثي ومهندسين من خارج الحرم الجامعي. أحد المكاتب ضمّ أداة غريبة تسمى " تويستر " وهي مزودة بكاميرا كبيرة الحجم تلتقط صوراً للأختام الأسطوانية القديمة ، وهي أجسام لها حجم وشكل البطاريات الصغيرة. هذه الأختام - التي تظهر عليها رموز وصور كانت تؤدي عمل الهوية أو التوقيع الشخصي - توضع على منضدة دوارة وتحرك دورانياً ببطء بينما الكاميرا تأخذ لقطات سريعة ثم تنتج من كل ذلك صورة موحدة كبيرة. عن ذلك يقول بروس زوكرمان: " هذه الصورة أفضل حتى من أن تمسك بذلك الختم بين يديك."ثمة غرفة أخرى تضم جهاز القبة الضوئية، وهو يشبه خوذة كبيرة مثبت فيها 32 مصباحا وحيز وسطي يوضع فيه الجسم المراد تصويره. وهناك كاميرا تصوب على الجسم وتلتقط له صوراً كل منها من زاوية مختلفة. ثم يقوم جهاز كومبيوتر بإنتاج صورة مؤلفة مستخدماً تلك المعلومات. تقول ماريلين لاندبيرغ، المدير المساعد للمشروع: "هذه الصور تمكن من خلق توليفات من الضوء والظل تظهر التفاصيل المختلفة للأجسام المصورة." في غرفة ثالثة هنالك نسخة من القبة الضوئية أكبر حجماً تشبه عنكبوتاً عملاقاً ثبتت الأضواء في أرجله المفتوحة. هذا الجهاز هو المنظار المتعدد الزوايا، وهو لا يزال قيد التجربة. ولكن الأخوين زوكرمان ومن معهما يقولون ان المسألة مسألة وقت ثم يدمج هذا الجهاز أيضاً ضمن مجموعة الوسائل المستخدمة.يقول أحد المدراء التنفيذيين في المدرسة الأميركية لبحوث الشرق في جامعة بوسطن: إنهما يفتحان أفقاً جديداً، وهما يريدان خلق مورد للمعلومات يتركانه للأجيال التي ستأتي، وهذا شيء مهم تحتاجه المحافل العلمية بكل إلحاح.

 

بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون

 

وبورك المرور الجميل منك اخي استاذ محمد عبد الله

 

:clap::clap::clap:

 

شكرررررررررررررا استاذى هيثم

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب