1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

عالم بلا توازن

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏19 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    بول كروغمان

    يهدف السفر حول العالم من قبل الزعماء الدوليين بالأساس الى تقديم ايماءات رمزية، ولا يتوقع أحد من الرئيس اوباما أن يحقق اتفاقيات جديدة كبيرة من زيارته إلى الصين، سواء بشأن السياسة الاقتصادية أو أي شيء آخر.


    لكن على اوباما أن يجري حوارا صريحا مع مضيفيه حول السياسة النقدية، لأن مشكلة فقدان التوازن في التجارة الدولية في طريقها لأن تصبح أسوأ. وهناك مواجهة مروعة محتملة تلوح في الأفق ما لم تصلح الصين وسائلها.إليك هذه المعلومات كخلفية: معظم العملات الرئيسة في العالم " عومت " أمام بعضها البعض، ومعنى ذلك أن قيمها النسبية ستتحرك صعوداً أو هبوطاً اعتماداً على قوى السوق. ولا يعني هذا بالضرورة ان الحكومات تمارس سياسات رفع اليد: فقد تقيد الدول أحياناً تدفق رأس المال الى الخارج عند حصول سحب مرتفع على عملتها ( مثلما فعلت آيسلندا في العام الماضي ) أو تتخذ خطوات للحد من تدفقات رأس المال الساخن إلى الداخل عندما تخشى ان المضاربين في تلك الدول قد يحبوا اقتصادياتها بإفراط ودونما بحكمة ( وهو ما تفعله البرازيل الان). ولكن معظم الدول في هذه الأيام تسعى لإبقاء قيمة عملاتها منسجمة مع الأساسيات الاقتصادية طويلة الأمد.
    الصين هي الاستثناء الكبير لذلك. فعلى الرغم من الفوائض التجارية الهائلة ورغبة كثير من المستثمرين بالشراء في اقتصادها السريع النمو ـ وهي قوى يفترض بها أن تعزز قيمة العملة الصينية ـ تبقي السلطات الصينية تلك العملة ضعيفة باستمرار. وهي تفعل هذا أساساً من خلال مقايضة عملتها بالدولار الذي يتكدس عندها بكميات هائلة.خلال الاشهر الاخيرة أجرت الصين عملية خفض في قيمة عملتها لتبقي سعر صرف اليوان إلى الدولار ثابتا حتى رغم هبوط الدولار بحدة أمام العملات الرئيسة الاخرى. هذا الإجراء أعطى المصدرين الصينيين ميزة تنافسية متزايدة على منافسيهم، وخصوصا المنتجين في دول نامية أخرى.الأمر الذي يجعل سياسة العملة الصينية مثار جدل هي حالة الكساد التي تعم الإقتصاد العالمي. فالنقد البخس والحوافز المالية حالت على ما يبدو دون وقوع " كساد عظيم ثان". لكن صنّاع السياسة بقوا عاجزين عن خلق الانفاق اللازم، سواء كان عاما أم خاصا، لتحقيق التقدم في مواجهة البطالة الواسعة. وقد فاقمت سياسة العملة الصينية الضعيفة المشكلة، إذ أن ما تفعله في الواقع هو تغيير مجرى الطلب الذي تمس الحاجة إليه بعيدا عن باقي انحاء العالم وتوجيهه نحو جيوب المصدرين الصينيين الذين ينافسون على أسس مصطنعة.ترى ما الذي يدعوني للقول بأن هذه المشكلة تسير نحو الأسوأ؟ ما يدعوني لذلك هو أن الحجم الحقيقي لمشكلة الصين قد جرت التغطية عليه في العام الماضي بعوامل مؤقتة. وعند التطلع بعيداً إلى أمام يمكننا أن نتوقع حدوث قفزة في كلا الفائض التجاري الصيني والعجز التجاري الاميركي.هذه هي المناقشة التي طرحها بحث جديد أعده " ريتشارد بالدوين " و " داريا تاليوني " من معهد الخرّيج في جنيف. ويشير الباحثان إلى ان اختلال الميزان التجاري، أي الفائض الصيني مقابل العجز الاميركي، صارا مؤخرا أصغر بكثير عما كانا عليه قبل سنوات قليلة. ولكنهما يبينان أن مظاهر التحسن هذه التي طرأت على اختلال الميزان على نطاق العالم وهمية وخادعة على الأغلب ـ فهي مجرد تأثيرات جانبية عابرة للانهيار التجاري الأعم الذي لم يشهد العالم مثيلاً له من قبل.تدهور التجارة العالمية ما بين عامي 2008 و 2009 كان تدهورا جديراً بدخول سجل الارقام القياسية. وأهم ما عكسه ذلك التدهور تمثل بحقيقة ان التجارة الحديثة خاضعة لهيمنة مبيعات السلع المصنّعة المعمرة ـ ففي مواجهة الأزمة المالية الحادة والشك المصاحب لها، قام المستهلكون والمؤسسات بتأجيل شراء أي شيء لا يعد فورياً وملحاً. فكيف قلص هذا حجم العجز التجاري الاميركي؟ الجواب هو أن استيرادات سلع مثل السيارات تعرضت للانهيار، وكذلك بعض الصادرات الاميركية الأخرى. ولكن بفضل دخولنا الازمة ونحن نستورد أكثر بكثير مما نصدّر، وكان صافي التأثير هو انكماش الفجوة التجارية.ولكن مع انحسار الازمة المالية، أخذت العملية تسير باتجاه معاكس. فقد أظهر التقرير التجاري الاميركي في الاسبوع الماضي حدوث زيادة حادة في العجز التجاري بين شهري آب وايلول. وسوف يظهر مزيدا من التقارير التي تتوافق مع هذه الخطوط.دعنا نتخيل الصورة على النحو التالي: شهراً بعد شهر تأتي العناوين البارزة وقد وضعت عجزاً تجارياً أميركياً متنامياً يقابله على الجانب الآخر ارتفاع في الفوائض التجارية الصينية وسط استمرار معاناة العمال الاميركيين العاطلين عن العمل. لو كنت مكان الحكومة الصينية، لأقلقني هذا الاحتمال فعلاً.
    لكن، ولسوء الحظ، لا يبدو أن الصينيين يبالون بهذا. فهم بدلا عن مواجهة حقيقة أن عليهم تغيير سياستهم النقدية، راحوا يلقون على أميركا دروساً ومحاضرات، فهم يطالبوننا برفع أسعار الفائدة وكبح العجوزات المالية ـ أي يطالبوننا بأن نزيد مشكلة البطالة سوءاً على سوء.
    وأنا لست واثقاً من ان ادارة أوباما قد وعت الأمر أيضاً. فتصريحات الادارة بشأن سياسة عملة الصين تبدو روتينية، مفتقرة الى أي شعور بكون القضية ملحة.
    لابد لهذا أن يتغير، ومن الأجدر بالرئيس اوباما أن يحذر الصينيين خلف الكواليس من انهم يلعبون لعبة خطرة.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  3. شكرا استاذ هيثم سعدون
     
  4. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     

شارك هذه الصفحة