1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

مفهوم الجدل.. والتباساته

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏23 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    اوروك علي

    لعل هذا المفهوم الملتبس كما هو حال التباس الكثير من المفاهيم يقودنا هنا الى محاولة لفك التباسه .. فما هو معناه وما هي مرجعيته الاصطلاحية وما هي موظفاته التاريخية؟..


    بدءا يعود هذا المصطلح الى اصوله اليونانية حيث هو ترجمة لكلمة (ديالوغوم) ويعني فن الحوار، ومنه اشتقت الكلمة الانكليزية ( الديالوغ).. وقد يعود ايضا الى حواريات السفسطائيين الذين ناصبهم النقض الفيلسوف اليوناني(سقراط).. لكن هناك ترجمة لمصطلح (الديالكتيك) بانه (الجدل).. وعندها نعود الى اولى مفاهيمه المرتبطة بـ (افلاطون) الذي صنف المعرفة بانها (جدل صاعد وجدل نازل).. لكن الاصطلاح ارتبط لدينا اكثر بالفيلسوف الالماني (هيغل) واشار به (اتحاد الاضداد )، والذي ناقضه الفيلسوف( ماركس)، مؤسسا مفهوم الجدل(الديالكتيك الماركسي) بقوانينه الثلاثة (النفي ونفي النفي، المتراكم الكمي والمتغير النوعي، صراع الاضداد ).. اما على المستوى الفكري والعقائدي العربي الاسلامي فيمثل مفهوم الجدل معجميا بانه (شدة الفتل) كما جاء في لسان العرب لـ (بن منظور).. كما ارتبط الجدل بعلم (المنطق) كون الجدل والبرهان هما ادوات للمنطق ، مثلما هو الاستقراء والاستنباط والاستنتاج.. وهذا يعود الى ان الفيلسوف والفلسفة قد وضعت في بعض مراحل التاريخ الاسلامي تحت يافطة الدخول في دائرة الكفر، وبذلك ذهب المفكرون في الاسلام الى المنطق تاثرا بما اجترحه (ارسطو) في علم المنطق..وهناك من اشار بان الجدل هو المناظرة ، بالاضافة الى مسميات اخرى عديدة.. وياتي القرآن الكريم ليقدم لنا سورة ( المجادلة).. وقد ورد الجدل 29 مرة في القرآن .. لكن الاغلب منها جاء كفعل.. وصنف بعض الباحثين في الشان الاسلامي بتصنيف الجدل بنوعين ( الحسن والمذموم )..ومن الامثلة القرآنية في الجدل الحسن ما جاء في الآية الكريمة من سورة (النحل ـ الآية 125)(ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن) .. اما الجدل المذموم فمن الامثلة ما جاء في (سورة الحج ـ الآية 3 ) (ومن الناس من يجادل الله بغير علم)..او (سورة الكهف ـ الآية 54) (وكان الانسان اكثر شيء جدلا).. ..علينا ان نقيم جدل الذات قبل جدل الموضوع.. نقيم حوار الذات ان كان يعني الجدل هو الحوار..يجب ان نقيم حوار الذات ازاء كينونتها وازاء وجودها وازاء علاقتها بالموضوع وبالآخر..استنطاق الذات.. استقراؤها.. استنباط فهم للذات ومدركاتها وتشكل معارفها ووعيها.. ثم نذهب بهذه الذات ومحمولاتها الى الموضوع ، والى الآخر.. وهذا عكس ما هو سائد.. اذ اننا نجهل ذواتنا ونتأبط ذاتا جاهلة، لكننا نذهب بمحمولات هذه الذات الى اقامة جدل مع الموضوع ومع الآخر.. وهكذا يقودنا جهلنا بذواتنا الى التعصب، لاننا لم نتعود على الحوار مع ذواتنا فكيف نقيم حوارنا مع الموضوع ومع الآخر.. وتلك واحدة من التباسات الوعي والتباسات ذواتنا المثيرة لجعجعات فارغة.. ذواتنا الغارقة في غبار معارك الجدل من دون ان تجد طريقها للوصول الى ساحل المعرفة، وليس الى اعماقها الوعرة.. علينا ان ندرب ذواتنا على التأمل الذي هو نتاج حوار الذات .. الحوار الداخلي. وان جاز لنا هنا استخدام ميكانزمات الجدل الافلاطوني فعلينا ان نقيم ثنائية جدل ذواتنا من خلال انساق الجدل الصاعد والجدل النازل.. التحليل ومن ثم التركيب.. الاستقراء ومن ثم الاستنتاج..الجدل الذي اعنيه كمفهوم ودلالة هو ممارسة خلخلة الاعتقادات المطلقة.. خلخلة اليقينيات.. ليس برغبة الخلخلة الفجة او الساذجة والمسطحة التي تعني مجرد الخلخلة التي يمكن ان نطلق عليها الدوغوماجية ولمجرد المخالفة.. بل هو تطوير الوعي من خلال الجدل الباحث والمتسائل ..
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شكررررررا استاذى هيثم
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  4. بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون
    :clap::clap::clap:
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     

شارك هذه الصفحة