1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

نحو ثقافة اللاعنف ضد المرأة

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏23 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    هبة جواد القماش

    لعل الكثير من النساء يؤمنّ-خطأ - بأن العنف ضد المرأة يرتبط أساسا بالرجل فحسب، ويتركن الجانب الآخر المساعد على هذا العنف وهو المرأة نفسها، التي ارتضت وساعدت وربما شجعت من حيث لا تدري على هذا العنف ,


    ولكي نكون أكثر موضوعية ولا نظلم أحدا , يجب أن نقر بمسلمة , مفادها أن المجتمع بصورة عامة يتميز بالتداخل والتواشج بين رجاله ونسائه , وربما مارس الرجل سلطته الذكورية في قمع المرأة وتعنيفها عبر التاريخ , بالرغم مما جاءت به الأديان من توجيهات صارمة لتقديس المرأة واحترامها وأنها صنو الرجل لها ماله وعليها ما عليه من واجبات وحقوق , لكن الذي حدث عكس ذلك فكثيرا ما تظلم المراة وتذل حتى أصبحت ظاهرة الإذلال والعنف ضد المرأة سمة مميزة للرجل القوي !! الذي لا تستطيع الرماة أمامه أن تنبس بكلمة واحدة، ولربما شخصية (سي السيد) التي ابدعها نجيب محفوظ تقترب كثيرا مما أقول، فأصبحت انتهاك حقوق المرأة متفشية في العالم بل وحتى في البلدان المتقدمة، ولم تأخذ هذه الظاهرة حقها في التسليط الإعلامي لسبر غورها والكشف عنها وتشخيص الخطأ، وإعطاء العلاج، وأقولها مرارا وتكرارا أمام المحافل النسائية، أن جريدة الصباح الغراء هي من أبرز الصحف أن لم تكن الوحيدة في الاهتمام بشأننا كنساء، ومناقشة أمورنا وتفهم وضعنا، فكثيرا ما كانت الصباح هي السباقة في طرح المشاكل النسائية على جميع المستويات الإعلامية والثقافية والسياسية والاجتماعية، لقد أخذت ظاهرة العنف ضد المرأة في السنوات الأخيرة تأخذ مديات واسعة ومعقدة تتم من خلال الإحصائيات ففي بقاع العالم تشير الإحصائيات أن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لسوء المعاملة بالضرب أو التهديد أو الإيذاء الكلامي أو التشويه أو جرائم الشرف أو الزواج الإجباري أو القتل أو التحرش الجنسي , ومن خلال هذا يبرز الألم والوجع والتحسر والنكوص الجنسي لدى المرأة، لاسيما إذا علمنا أن مجمل هكذا نوع من الاعتداءات يحدث من المحيطين بها في المجتمع والبيت والعمل، ولربما تحول البيت بالنسبة لها إلى جحيم، ومكان العمل إلى اسوأ مكان تذهب إليه يوميا. إن الإعلان العالمي بشأن القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عام 1993م تم من خلاله تحديد أشكال العنف ضد النساء، فمنه العنف البدني، والنفسي، والجنسي، والعنف السياسي، وقد يحدث ها في الأسرة أو المجتمع، ويتحقق ذلك عندما تغض الدولة النظر عن هذا العنف مما يؤدي إلى انتشاره كالنار في الهشيم، وكثيرا ما حثت الأمم المتحدة مشكورة الدول إلى التنديد حول هذا العنف ومعالجته بالوسائل المتاحة، لدرء الخطر عن المرأة والتي تمثل اللبنة الأساس في مجتمعاتها , ومن حق المرأة التي تتعرض للعنف المطالبة بالتعويض المادي والاعتباري ومحاكمة الذي ظلمها قانونا , وتشجيع الدول على ذلك , والاستعانة بالمنظمات غير الحكومية كمنظمات المجتمع المدني , لاسيما تلك المنظمات المعنية بشؤون المرأة , وطبع بوسترات تحتوي على تعليمات للمرأة واعلامها بحقوقها التي لا تدري بها عادة !! لعل المشاركة السياسية للمرأة , وتبوئها لمكان صنع القرار قد ذهب بالبعض إلى الاعتقاد إن المرأة قد أخذت حقها في المجتمع وان المجتمع انصفها، وتعتقد كاتبة السطور أن المرأة لاسيما البرلمانيات العربيات، لم يعملن مشروعا واحدا ملموسا يخص المرأة العربية، ويشار إليه بالبنان , فلم تخرج المرأة البرلمانية العربية يوما على شاشات التلفزة وتتحدث عن حالة العنف التي تمارس ضد بنات جنسها , ولعل مرد ذلك إلى نظام الكوتا البائس الذي جعل من النساء يصعدن من دون جدارة تذكر , وقد أشرت في بداية حديثي أن للمرأة أيضا دخلا غير مباشر في وقع العنف ضدها من خلال قبولها بالواقع واستكانتها اليه وركونها بالوضع , بل أحيانا كثيرة تلوذ بالبكاء , وكثيرا ما سمعنا عبارة ((السكوت علامة الرضا)) إيذانا بالزواج وهي عبارة مجحفة بحق المرأة وهي نوع من أنواع العنف ضدها, فكثيرا ما لاذت الفتيات بالصمت عند الزواج لعدم قبولهن بهذا الزوج , وخوفهن من كلمة ((لا)) لأن وراءها عنف وربما قتل لهن , لكسرهن كلمة ولي امرهن لأنه أعطى للرجل كلمة , وكأنها بضاعة وقطعة أثاث يساوم عليها , وكثيرا ما سمعنا وقرأنا عبارة (( وراء كل رجل عظيم امرأة)) وتنتهي العبارة مبتورة , وكم تمنيت ان تكتمل العبارة وتكون (( وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة)) وربما لست مجانبة للحقيقة في القول بأنه حتى في أدبيات وثقافة المجتمع والموروث الشعبي لهذا المجتمع او ذاك عنف ضد المرأة يبطل هذه المقولة او ذلك النص , فكثيرا ما ينظر للرجل الذي يستشير زوجته ويحترمها بأنه زوج (محكوم).
    في عام 2004م رفعت منظمة العفو الدولية شعارا وهو (( أوقفوا العنف ضد المرأة )) وهذا الشعار يهدف الى حشد الجهود والطاقات، للتصدي الى أشكال العنف ضد المرأة، وهذه الحملة او الشعار كانت موجهة كدعوة الى الحكومات والمجتمعات التي تتمظهر فيها ظاهرة العنف ضد النساء للحد من هذا العنف , ووضع نهاية ممكنة له , من اجل ان لا يكون فضيحة عالمية , حتى ان بعض النساء يطمحن ان يكون العنف ضد المرأة حاله حال جرائم الحرب أو اعتبارها جرائم ضد الإنسانية , ولا نغالي ان قلنا اذا لم يتوقف العنف ضد المراة , فان المنجزات التي حققها الإنسان سوف يطالها التهديد ,لأن العنف ضد المرأة يطال كل المجتمعات , وما يحز في الأنفس ان لغة العنف هذه تأتي اللغة الأولى لمخاطبة المرأة في كثير من الأحوال , حتى استحالت هذه اللغة الى كابوس يأتيها دائما ولا تستطيع التخلص منه , مما يجعلها محبطة كئيبة , ولا ضير أن قلنا ان من أسباب العنف والاعتداء ضد المرأة تأتي في جملة أسباب منها : تقبل المرأة هذا الاعتداء وخضوعها له والسبب الآخر هو ثقافي بمعنى جهل الآخر بالمرأة وحقوقها الدينية والمدنية وقد يكون الجهل الثقافي من المرأة ايضا فيما يخص ذلك , والسبب الثالث التربية , فقد ينشأ الرجل او المرأة ويجدون أن اسرهم تمارس العنف ضد المرأة ويسيرون على خطى الآباء والأجداد, وثمة سبب وهو الأهم وهو التقاليد البالية التي تقر ان الرجل الذي يكون عنيفا مع المرأة هو ((رجّال)) وربما يحيط بهذه الأسباب السبب المادي فكثيرا ما تقبل المرأة الإهانة من الرجل لأن هذا الرجل هو الذي يصرف عليها ويعطيها احتياجاتها، ولذلك انكبت المرأة على الدراسة والاستماتة في الحصول على الوظيفة لكي تكون لها شخصيتها المستقلة.
    إن لوسائل الإعلام مع الأسف الدور الرئيس في التثقيف والدعوة الى العنف ضد المرأة في كثير من الأحيان , فغالبا ما تظهر عبر وسائل الإعلام لاسيما الخليجي بعض الأمثال لترسيخ هذا العنف فعلى سبيل المثال لا الحصر ((المرة مثل السجادة كلما دست عليهه تتجوهر))، أن هذه الظاهرة القديمة الحديثة لا يمكن علاجها بين يوم وليلة , فالعلاج لها ليس آنيا , لكننا يمكن ان نقترح العلاج الذي لعله ان يكون بلسما لهذا المرض وهو العمل بالقانون الإلهي الحازم والصارم , وتطبيق قوانينه من خلال الحكومات والمسؤولين وعدم بثه كتوجيهات دينية فقط من قبل رجال الدين الأفاضل لأن الذي يسمع هذه التوجيهات عادة ما يكون غير ملزم بتطبيقها العملي وخاصة ان تعلق الأمر بالمرأة، التوعية الاجتماعية من خلال عقد ندوات وورشات عمل للرجال وتثقيفهم وتعليمهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة للتعامل مع المرأة، لاسيما في الأماكن الريفية ,
    وتعليم الزوج كيفية التعامل مع زوجته , إننا في البلاد العربية نطمح ونطمح ونطمح بأن تشيع ظاهرة التناغم والتلاحم , والسلام بين الرجل والمرأة، للوصول الى التماهي المطلوب بين المراة والمجتمع , واندثار الخلافات العائلية , للوصول الى حل المشاكل بالتفاهم , داخل المحيط الإنساني الأسري بالشكل المطلوب والمقترح والمؤمل , للوصول الى الثقافة التي نبتغي , نحو ثقافة اللاعنف ضد المرأة.
     
  2. شكرا استاذ هيثم سعدون
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    بارك الله فيك
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة