أخطر المخدرات!

علي دنيف حسن

عسى ولعل

تفنن المعنيون في انتاج المخدرات ، فهي متعددة الأشكال، متنوعة المذاقات، ومختلفة في المخاطر والتأثيرات. لا يكاد يمر وقت حتى تجدد المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية لوائح هذه المنتجات داعية الجمهور إلى الحذر منها. يصنع بعضها على شكل أطعمة،


على شكل حلوى أو سكائر وأقلام كتابة، وعلى شكل مختلف الأشياء الشائعة التداول.تؤلف مختلف الكتب، تنشر البحوث والدراسات، تعد التقارير، وتقام المؤتمرات والندوات للحد من هذه الأخطار المميتة . لكن لا أحد من هؤلاء يلتفت إلى النوع الأخطر والافتك بالناس جميعا. لا تستطيع كل الحكومات مجتمعة، ولا منظمات الأمم المتحدة، ولا حتى الولايات المتحدة نفسها، أو أجهزة المخابرات الدولية مجتمعة التخلص من هذا النوع القاتل والخفي .
عندما يطلب طفلك لعبة وتقول له: سأشتريها لك في نهاية الشهر، فأعلم إنك تعطيه قرصا مخدرا. وعندما يقول لك مديرك إنك ستحصل على علاوة أومكافأة في نهاية السنة، فمعنى ذلك إنه أعطاك حقنة كافية ستخدرك لأشهر عدة. وعندما تقول إحدى الوزارات إنها ستفعل هذا، وستتخلص من ذاك، وستلتزم بكذا ، فمعنى ذلك إنك أو نحن أو إننا(لا فرق) سنبقى على طاولة التخدير أياما، ساعات، وربما عقودا وقرونا يمكننا تلمس هذا النوع من المخدرات في كل زمان ومكان، في البيت، في المدرسة، في مكان العمل، في أخبار الصحف وفي علاقاتنا المختلفة كلها. لا أحد بناج من ذلك، ولا أحد يعيش بلا تخدير. نحن نتبادل زرق حقن المخدرات. من يعطيك حقنة واحدة ربما يأخذ هو أضعاف أضعافها . لاشك إننا أدمنا هذا الوضع، فأغلبنا تنتهي كل مطالبه بأخذ المخدر وكفى. بل يمكن القول إن من يطالب بما يظنه حقا له، انما يرغب في الحصول على مخدر ما ليس إلا، لكي لا يجلد ذاته، ولكي لا يؤنبه ضميره على الأقل. ولذلك تجد الكثيرين يبلعون الطعم ، ينسون مشاكلهم، أزماتهم ومطالبهم. ينتهي كل شيء بالنسبة لهم بأخذ المخدر وكفى ، ولتذهب رغباتهم للجحيم. بل إن بعضهم ينسونها ولا يعودون يتذكرونها حتى في أحلامهم . ربما هي سنة الحياة، ربما بات كل ذلك من عاداتنا ، وربما لأسباب نجهلها، كنا ومازلنا على هذا الحال . لكن الصدمة تكمن في إن لا أحد يؤكد إن تلك أخطر المخدرات وأكثرها انتشارا!!!

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

الموضوع رائع مشكور بارك الله فيك

 

مشكور مرورك الجميل اخي محمد امين

 

شكرا

 

مشكور مرورك الجميل استاذه اليمان