1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

الشباب.. ابرز ضحايا الاوتوقراطية العربية

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏27 نوفمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    رامي خوري

    مرت الذكرى السنوية العشرون لسقوط جدار برلين بصمت تام في العالم العربي، لان المغزى الكامن وراء انهيار الجدار هو التحول من السيطرة الشمولية للدولة الى عالم الحريات الانسانية، مر هو الاخر من دون أن يعيه العالم العربي.


    نحن لا نتحدث عن العالم الاسلامي او دول منطقة الشرق الاوسط، بل تحديداً عن العالم العربي. فلأسباب عدة يمثل العالم العربي برمته الاستثناء الوحيد لموجة التحرر والديمقراطية العالمية التي لامست كل بقعة من بقاع هذا الكوكب.
    من الصعب التكهن كيف ومتى ستحظى منطقتنا بالتغيير والتحرر والديمقراطية. فالشرارة التي تطلق سلسلة التفاعلات حتى تنتهي بالحرية يمكن أن تبدأ في بلد من البلدان، ثم تنتقل منه الى غيره، كما حصل لحركة التضامن في بولندا.
    ادوات السيطرة على الدولة تتفاوت من مكان إلى آخر على امتداد رقعة العالم العربي، وكذلك تختلف حدة الاوتوقراطية ايضا تبعا للبلد، ولكن المحصلة النهائية تبقى هي نفسها، عدا استثناءات قليلة جدا، وهذه المحصلة هي: أن الغالبية من العرب يشعرون بالقوة والثقة بثقافتهم وديانتهم وهويتهم، ولكنهم ضعفاء عاجزون كمواطنين أمام دولهم. فالمواطن العربي العادي، سواء رجلا كان أم أمراة، لا يشعر بانه يمتلك الفرصة للتعبير عن ذاته بصورة كاملة، او أن له قدرة التاثير على السياسات الحكومية.
    يشير التاريخ المعاصر لبلدان من مناطق اخرى من العالم الى ان الناس يتقبلون العيش تحت ظل الانظمة السياسية الاوتوقراطية اذا ما استمرت احوالهم المعيشية بالتحسن. إلا أنهم بعد سنين، وبرغم هذا التحسن، سوف يطالبون بحق المشاركة في اصدار القرارات التي تتخذها حكومتهم.
    العالم العربي مر بفترات طويلة من التجارب المستمرة في مجال التنمية الوطنية وبناء الدولة، منذ سني الثلاثينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت الدعوات الى احلال الديمقراطية شيئاً نادراً. ولكن التنمية الاقتصادية مضت في الإنحدار على مدى السنين العشرين الماضية في مسار لا يخدم سوى قلة قليلة من الاثرياء العرب. ووجد المواطنون، الذين كانوا يرزحون تحت الضغوط الاقتصادية والاحباط السياسي، أنهم استحالوا من كونهم ثروة منتجة تصب في صالح التنمية القومية الى عناصر معطلة في بحر من السخط والاستياء.
    خلال العقدين الماضيين عكست الحركات الاسلامية والقبلية عزم كثير من المواطنين على إيجاد طريقة ما لتنظيم وتحشيد انفسهم والتعبيرعنها في الانظمة السياسية التي جردتهم، بحكم بنيتها الهيكلية، من حق ممارسة دورهم الحقيقي. ولكن اولئك الذين وصلوا إلى مقاعد السلطة لم يقدموا للمواطنين الأجوبة التي ينشدون، وخصوصا في ما يتعلق بالفرص الاقتصادية.
    وتبقى ادوات سلطة الدولة، كالاجهزة الامنية والسلطة الاقتصادية والقنوات المعلوماتية والتعليمية والدوائر السياسية والقضاء وغيرها، في يد حفنة من الرجال في كل بلد عربي تقبض عليها بإحكام وشدة، كما تبقى البرلمانات والمجالس الاستشارية الاخرى خاضعة تماما للسلطة التنفيذية تتلاعب بها كما تريد.
    كانت نتيجة ذلك هي أن العالم العربي بقي مفتقراً الى انظمة حكم أساسها حقوق المواطن والتدقيق والموازنة بين الجهات الحكومية المختلفة مع وجود اشراف مدني على الاجهزة الامنية. بدلا من ذلك، اصبح الحكم والخدمات العامة بحد ذاتهما حلبة أخرى للتنافس بين اللاعبين الاساسيين في المجتمع للتفاوض والتجاذب بشأن السلطات والامتيازات والإستيلاء على الخدمات الحكومية يوماً بيوم. الغالبية من المجتمعات العربية تتمتع بالاستقرار نسبيا وتسير فيها شؤون الحياة اليومية بشكل اعتيادي لمعظم الناس - باستثناء تلك البلدان التي تمزقها الحروب مثل الصومال وفلسطين والعراق وغيرها - ومرد ذلك ان غالبية العرب قد تكيفوا جيداً مع حياة التنافس لنيل حصة من الخدمة الحكومية في ظل غياب الأنظمة الديمقراطية. ولكن تحت الهدوء الظاهر على السطح يكمن بحر هائل من النقمة والقلق.
    ويعتبر الجيل العربي الصاعد حاليا اكبر ضحايا افتقاد العالم العربي للحريات الديمقراطية. فالشباب العربي يتمتع بكل ما توفره المدنية الحديثة من افاق مثل التعليم والسفر والاتصالات الالكترونية والحداثة وامكانية التعارف مع الثقافات الاخرى، وهي امور من المفروض ان توفر لهم حياة منتجة وحيوية ومرضية، ولكنهم رغم هذا لا يزالون يعانون من الاحباط السياسي والضغوط الاقتصادية.
    طبيعة السخط الذي يبديه الشباب العربي مشابهة لذلك الذي قاد حركات التحرر في الكتلة السوفياتية قبل جيل مضى: فهم رجال ونساء مثقفون تحققت لهم مطالبهم الاساسية، ولكن امكانية أن يفسح لهم المجال للتعبير عن رأيهم السياسي والابداع الثقافي والتنمية الاقتصادية مقيدة تماما من قبل النظام السياسي المغلق الذي يدعمه نظام عسكري شديد الوطأة.
    سوف لن يدهشني أن أرى الشباب يقودون حركة لاجل التغيير في العالم العربي عندما تأتي اللحظة المناسبة لتجسيد تلك الحركة ومحو ارث هياكل السلطة الاستبدادية التي بلغت نهاية ايامها السعيدة في منطقتنا
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  3. ملاكم عراقي

    ملاكم عراقي عضو جديد

    موضوع مميز تحياتي اخي الغالي
     
  4. بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  6. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك حبيبي سيف حميد
     
  7. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  8. عمر النعيمي

    عمر النعيمي عضو جديد

    بارك الله بيك موضوع جميل جدا
     
  9. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل حبيبي استاذ عمر النعيمي
     

شارك هذه الصفحة