1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

لعالم الإسلامي يبدي تقبلاً جديداً لنظرية الخلق

هذا النقاش في 'المنتدى الديني والشرعي' بدأه Haitham sadoon، ‏5 ديسمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    كينيث تشانغ

    يبدو ان هناك تناميا في تقبل نظرية الخلق في العالم الاسلامي، بدءاً من تركيا مرورا بباكستان الى اندونيسيا، وفقاً لتقييم اكاديميين عالميين كانوا قد اجتمعوا مؤخراً وطرحوا هذه الفكرة للمناقشة


    ولكن هؤلاء الاكاديميين يقولون ان المؤمنين بفكرة حداثة عمر الارض، التي تقول ان الله قد خلق الكون والارض وما عليها من حياة منذ وقت قصير لا يتعدى بضعة آلاف سنة، باتوا قليلين جداً، ان لم نقل انهم منعدمون. احد الاسباب وراء هذه النتيجة متأت من انه على الرغم من وجود نص قرآني يقول ان الارض قد خلقت في ستة ايام، فان آية لاحقة تضيف بان اليوم في هذا السياق هو تعبير مجازي، اذ تقول الآية انه قد يعني الف سنة من الحسابات البشرية.
    وعلى خلاف ذلك يجد المسيحيون المؤمنون بهذه الفكرة تحديداً صارماً للزمن في كتابهم المقدس، حيث يفترض ان عمر الارض هو ستة آلاف سنة، لهذا فانه يتعارض، لا مع فكرة النشوء فقط بل مع معطيات الجيولوجيا الحديثة وعلم الكون ايضاً التي تقول ان العالم يمتد عمره الى مليارات السنين.
    يقول سلمان حميد الذي حضر مؤتمرا لمناقشة الموضوع لمدة يومين في جامعة هامشاير التي يحاضر فيها حول تداخل العلم مع الانسان: ان الآراء العلمية المتعلقة بالنشوء والتطور تتاثر بشكل واضح بالمعتقدات الدينية، الا انه لم يعد هنالك وجود لفكرة الخلق من منظور ان الارض حديثة التكوين.
    غير ان ذلك لا يعني ان نظرية النشوء والتطور تاتي كلها متوافقة مع الرؤية الاسلامية، او ان جميع المسلمين يتقبلون عن رضا ما يكشف عنه علم الجيولوجيا الحديثة. الذي يحدث هو ان مزيدا من الناس ينضمون الى صفوف المتقبلين لفكرة الخلق من منظور ان الارض قديمة التكوين. وهم لا خصام لهم مع علماء الفضاء والجيولوجيا، خصامهم مقتصر على علماء البايولوجيا لانهم يصرون على ان الحياة هي من صنع الله وليست من صنع صدف ونتاج احداث عرضية. ان النقاش حول النشوء والتطور استحوذ على الاهتمام ونال شهرة في العديد من البلدان الاسلامية مع زيادة تطور مناهج التعليم واطلاع الطبة على افكار عالم البايولوجيا الحديثة. وتفاوتت درجة تقبل فكرة النشوء من بلد الى آخر بين مختلف البلدان الاسلامية.
    فقد وجدت بحوث اعدها مركز ابحاث النشوء والتطور التعليمي التابع لجامعة مكجيل في مونتريال ان المناهج التعليمية المدرسية المتعلقة بالبايولوجيا في باكستان تهتم بنظرية النشوء، وان نصوصا قرآنية يتم الاستعانة بها في الفصول الاولية للكتب مظهرة انسجام الدين مع هذه النظرية.
    وفي دراسة شملت اكثر من 2500 مدرسة باكستانية وجد الباحثون في نفس المركز، وبالتعاون مع باحثين عالميين، ان 28 بالمائة من الطلبة يؤيدون فكرة الخلق المثالية، ويرون ان فكرة النشوء والتطور كحقيقة علمية ليست مقبولة تماماً. ولا يتفق اكثر من ستين بالمائة منهم مع هذا الرأي، في حين ان تبدو البقية مترددة بين الرأيين. الا ان 86 بالمائة تقبلوا حقيقة ان ملايين الاحافير المكتشفة تظهر ان الحياة قد وجدت على الارض منذ مليارات السنين ثم تعرضت للتغييرات مع مرور الزمن.
    وتختلف الحالة في تركيا، ولكن هذا التغير جاء خلال العقدين الاخرين فقط. ويقول تانار ايديس، وهو احد المشاركين في المؤتمر واستاذ الفيزياء في جامعة ترومان في ميسوري، انه لم يصادف فكرة الخلق او يتعرف عليها خلال سني نشاته في تركيا منذ سبعينيات القرن الماضي. وهو يتابع قائلاً: "لم اتنبه الى وجود فكرة الخلق الا عندما قدمت الى اميركا لغرض الدراسة، لذلك حسبتها من الافكار الاميركية الغريبة.
    يقول ايديس انه بعد سنوات من العمل والدراسة والبحث فوجئ ذات يوم اثناء بحثه في احدى المكتبات في تركيا عندما وجد نفسه امام كتب تتناول فكرة الخلق على رفوف القسم العلمي. الحكومة في تركيا علمانية من الناحية الرسمية، ولكن الحزب الحاكم اسلامي. ومناهج تدريس العلوم في المدارس الحكومية تتطرق الى موضوع النشوء والتطور بطريقة تبرز المعتقد الديني، بينما تختفي هذه المواضيع من المناهج العلمية، على الاقل في المستويات ما دون الجامعية.
    هارون يحيى هو احد المؤمنين بفكرة الخلق من منظور التكوين القديم للارض، وقد نال شهرة في تركيا وبلدان اخرى من منطلق هذه الفكرة. ووجد باحثو مكجيل ان معظم مدرسي مادة البايولوجيا في اندونيسيا يعتمدون في صفوفهم الدراسية على كتبه الخاصة بفكرة الخلق، رغم ان البعض منهم قال انهم انما يلجؤون الى هذه الكتب لتوفير الحجج المقابلة للنقاش في مواضيع سيقرؤها طلبتهم في جميع الاحوال. يظهر من بحث مركز مكجيل ان عدد الطلبة الاندونيسيين الذين يعتقدون بان النشوء والتطور حقيقة علمية مقبولة بشكل جيد اقل من عدد اقرانهم الباكستانيين، غير ان 85 بالمائة متقبلون لحقيقة ان المتحجرات تثبت ان الحياة وجدت منذ عدة مليارات من السنين ثم تغيرت مع مرور الزمن. يقول جاسون وايلز، استاذ البايولوجي في جامعة سايراكوز والمدير في مركز ميكجيل، ان خصوصية تدريس مادة البايولوجي تتفاوت بشكل كبير ما بين بلد وآخر وبين مدرسة واخرى. بالاضافة الى ذلك فان الوضع في ايران يختلف بشكل كبير عنه في العراق المجاور لها. ففي كلا البلدين لا يوجد زعيم واحد متفق عليه بين عموم المجتمع - كما في بابا الرومان الكاثوليك- بحيث يمكنه طرح راي رسمي يمثل جميع المسلمين في البلد. بل ان البحث في الطرق التي يتم بها تدريس مادة النشوء والتطور بين الدول المختلفة يكاد يكون امرا صعبا. ويضرب الدكتور سلمان حميد مثلا على ذلك بقوله ان السلطات السعودية لا تسمح للاجانب بالاطلاع على كتب تدريس البايولوجي لديها. عديد من المسلمين قادرون حتى على تقبل فكرة النشوء والتطور، وان الحياة عموماً وجدت وانتعشت بدون تدخل يد الخالق، وهم لا يرون كبير تعارض بين هذا والمعتقد الاسلامي. الا ان الشيء الذي لا يتقبله اكثرهم يتعلق بتطور الانسان، وبفكرة ان البشر تطوروا من اصل مخلوقات بدائية. فالقرآن يقول في نصوص كثيرة ان الله خلق آدم ابا البشر من الطين وبشكل منفصل عن بقية الكائنات.
    ويطرح استاذ الجامعة وعالم الفيزياء الذرية الباكستاني المعروف برويز هودبوهوي تجربته قائلا انه عندما قدم محاضرته التي شملت تاريخ علم الكون ونظرياته، منذ الانفجار الكبير الذي نتجت عنه ولادة الكون وصولا الى نشوء الحياة على الارض، كان الطلبة ينصتون اليه بلا احتجاج معظم الوقت، وبقيت المحاضرة تسير بهدوء الى ان وصل الى نقطة نشوء القردة والانسان. ويتابع العالم الفيزيائي قوله ان تطرقه الى موضوع تطور الانسان كاد ان يحدث حالة هياج وفوضى في القاعة، واقتضى الامر حضور من يخرجه من القاعة تحت الحماية. وهو يعلق قائلاً:" هذه هي الهوة التي لن يمكن مد جسر فوقها. والسبب في ذلك هو ان النسب الذي ينتمي اليه الانسان هو الذي يحدد مدى قيمته واهميته.
    وحتى في الباكستان، التي يتم فيها تدريس مادة النشوء والتطور، لا تتطرق كتب علم الاحياء الى مناقشة مسألة خلق الانسان واصله، اذ يتم حذف الاسئلة المتعلقة بكيفية وصوله الى الارض ومن اين اتى. ويخشى بعض الاكاديميين من ان رفض الفصول المتعلقة بالنشوء والتطور في البلدان الاسلامية قد يجعلها متخلفة عن الثقافة والمعرفة العلمية. في حين ان الدكتور سلمان حميد يرى ان رد الفعل السلبي تجاه نظريات النشوء والتطور قد تعكس نزعة للتمسك بالتقاليد والقيم الثقافية في وجه التاثير الغربي ونفوذه، رغم ان المؤيدين الاسلاميين لفكرة الخلق يستعيرون براهين وادلة من المؤمنين الغربيين بفكرة الخلق، فهم ياخذون هذه الادلة ولكن بعد ان يزيلوا منها مفهوم ان الارض حديثة التكوين. وهناك دلائل في الغرب، الذي يتمتع فيه غير المسلمين بتاثير قوي، على ان الفكرة الاسلامية للخلق قد تبدي ردة فعل اقوى تجاه الضغط الخارجي. فعلى سبيل المثال لوحظ ان طلبة المدارس الثانوية الاسلامية في تورنتو ومحيطها كانوا اكثر تشككاً بنظرية النشوء والتطور من نظرائهم في اندونيسيا وباكستان، حسب ما توصل اليه بحث مركز مكجيل. فطلبة ثانويات كندا الاسلامية لا يتفقون مع كم كبير من المعلومات التي تدعم نظرية النشوء التطور وان جميع انواع الحياة قد جاءت من اصل مشترك. ولكن في نفس الوقت نجد ان كثير من المسلمين الكنديين يعتقدون حتى بنظرية الخلق، بما فيها فكرة حداثة عمر الارض، رغم ان هذا المنظور غربي. واظهرت الدراسة ان نصف الطلبة الذين في المدارس الاسلامية في تورنتو يتقبلون فكرة ان المتحجرات تثبت ان الحياة ظهرت منذ عدة مليارات من السنين ثم تغيرت مع مرور الزمن، مقارنة بنسبة 86 بالمائة من الطلبة الباكستانيين الذين يتبنون هذه الفكرة.يقول الدكتور سلمان حميد ان المؤسسة الوطنية للعلوم ستنشر دراسة عن معتقدات الاكاديميين المسلمين في خمس دولة، هي : مصر، وايران، وماليزيا، باكستان، وتركيا. وسوف يتم مقارنتها مع اكاديميين مسلمين في دول اخرى غير مسلمة، كالاكاديميين الاتراك في المانيا والباكستانيين في بريطانيا وكلا الجنسيتين المسلمتين في الولايات المتحدة. ويقول ان الباحثين في الدراسة يتوقعون رفضا اكبر لفكرة النشوء في انكلترا والمانيا مما في دول اسلامية، لان الموجودين في اوروبا خضعوا لزمن اقل صعوبة قبل ان يندمجوا في هذه الثقافة.
     
  2. مشكور استاذ هيثم سعدون
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة