1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

الفلسفة والعلوم.. تبادل الأدوار

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏8 ديسمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    رزاق عداي
    هناك مقولة للفيلسوف الالماني (مارتن هيدغر) تنص بان الفلسفة الغربية ظلت تشتغل على اسئلتها منذ (أرسطو) حتى بداية القرن العشرين اي انها اشتغلت على مساحة واحدة من - المفكر به - ولم تستطع ان تنتقل الى منطقة اللامفكربه ودون شك ان اسئلة الفلسفة مشروعة وضرورية ولكنها ظلت تتراود في حدود ثابتة


    على مر المراحل ضمن منظومات معرفية ولحقب تاريخية متعاقبة.
    ان واحداً من محاور الفلسفة الاغريقية المسمى بـ (الاتجاه الطبيعي) اهتم تماماً بتوجيه الاسئلة التي تخص الظواهر الطبيعية، حيث هي اسئلة ازلية الكون سرمديته او هي صيرورته وحداثته عن اصل الاشياء وحركتها كما ان هناك الفيثاغورية التي عززت هذه الفرضيات ذات الطابع التناسقي والهندسي وهناك ممن يسمون بالذريين اولئك الذين توجهت افكارهم باتجاه مكونات المادة.
    الفلسفة المادية الشائعة لدى (ابيقور) و(ديمقراطس) مبنية على مفهومة اساسية هي ((ان لاشيء لايولد شيئاً)) كما انها تغيب الفناء للاشياء اي اتفق على ازلية الاشياء ثم خاض في موضوعة القضاء او مايسمى بالفراغ والذرات التي يحتويها او لايحتويها لكن الثبات الجوهري بين الاثنين هو ان (ابيقور تبنى مبدأ المحرك) ومستنبطاً مفهوم انحراف الذرات) وقد تحيز للحواس ((المنطق الأرسطي)) اما هذا المفهوم الاخير فقد ظل غائباً عند ديمقراطس، اقصد (مبدأ المحرك).

    الانعطاف الكبير
    من هذا نستنتج ان اسئلة الطبيعة او تفسيرها هي احدى وظائف الفلسفة منذ نشأتها الحقيقية عند (ارسطو طاليس) وظلت تتداور على هذا المنوال حتى الازمان الحديثة، ربما حتى الاربعة قرون الاخيرة عندما بدأ المذهب التجريبي ينفرد في تفسير الظواهر معلناً عن ثورة في علم (الفيزياء) وهذا بدوره جاء يفعل الانزياحات الفكرية الكبرى في تاريخ العقل الذي اسهم كثيراً في بروز وتقدم علم الطبيعة (او الفيزياء) كل هذا جرى بدلالة نهوض قوة العقل خصوصاً عند التنويريين) واستقلاله وتنقيته من الشوائب الغيبية التي التصقت به ابان فترة افول التقاليد الفلسفية الاغريقية فالاطار التاريخي والمعرفي لحركة التنوير في القرن السادس عشر وتبنيها لشعار العقل وحده دون غيره من خرافات واساطير في معرفة الكون وتفسيره وهذا الانعطاف الكبير في بنية العقل الجديد هو الذي وضع الاسس الاولى لنمو وتطور العلوم الطبيعية الفيزيائية وحتى حقول العلوم الاخرى.
    فهنا حملت الفلسفة مهمتين الاولى الاستمرار في طرح الاسئلة حول الطبيعة حيث انها حررت العقول من الاوهام وجعلتها تنشط في خلق القطيعات المعرفية المتقدمة بدلاً عن الابقاء على تواريخ صمود العقل ثم بعد ذلك ولجنا الى العصر الحديث الذي كانت فيه الاسبقية للعلوم الطبيعية (الفيزياء) للاجابة عن جل اسئلة الفيزياء والطبيعة المطروحة من قبل الفلسفة.
    فقانون انشتاين الشهير: الطاقة= الكتلة×مربع سرعة الضوء بعد ثورة كبرى وقطيعة عميقة عن معرفيات سابقة فهذا القانون يفكك ويفسر ويؤول اتجاهات متعددة من المعرفة البشرية منها الاتجاه الاول الاثبات عن طريق بلوغ النموذج الرياضي على ازلية المادة او الكون وهو السؤال القديم الحديث والاتجاه الثاني والذي يخص (الفيزياء البحتة) الا وهو العلاقة او التحول بين المادة واشكال الطاقة واتجاه ثالث راح يطارد مفاهيم الميتا فزيقيا في كل تجلياتها ويحرجها.
    وباضطراد النشاط العلمي اصبحت الكشوفات العلمية تتقدم بسرعة اي انها استطاعت ان تملأ مساحة الاشتغال الفلسفي با سئلته المثارة منذ القدم هذا جعل الفلسفة تفلسف نفسها ان صح التعبير اي الاشتغال على تأويل تاريخها والخوض في لغتها على وجه الخصوص ولكنها مع ذلك استحدثت فرعاً اخر للاشتغال الفلسفي سمي بـ(فلسفة العلوم).

    لحظة الانفصال
    لقد بحثت (الفيزياء) عن الدقة والحقيقة الشاملة وربما في هذا تتماثل مع الفلسفة فارسطو طاليس سعى عندما ارجع كل شيء الى الماء، اراد بذلك التوصل الى حقيقة شاملة ويقنية ولكن في اطار الفلسفة لعدد من الطروحات فعند الاغريق هناك عدة اصول للاشياء الماء التراب والهواء والنار وبقيت الفلسفة في تنوعها واقترابها من الاسطورة تارة ونفورها منها وتارة اخرى وبهذا اصبح الانسان بمواجهة تنوعات من الحقيقة المتراكمة حائراً وما الصحيح منها وفي مراحل لاحقة بدأ الجهد يتركز في محاولة لكسر هذا الخط المتراكم من الحقائق وعثر على طريقة في الحصول على منهج يوحد الحقيقة وبالضبط حصلت هذه اللحظة بشكل جدي مع انفصال العلم عن الفلسفة او عندما برزت الحاجة الى التخصص العلمي لجميع حقول العلوم،.
    لقد رافق هذا الانقطاع تطور ملحوظ في الادوات الرياضية والهندسية التي استمدت اصولها منذ عهد الاغريق اقليدس لقد هدفت العلوم الطبيعية الوصول الى نهاية الوحدة في العلوم عندها اشتغلت على منهج ولغة موحدين تولدت عنهما العديد من النظريات لقد تحمست الفيزياء ومنذ البداية على ان تكون نتائجها موضوعية ودقيقة والذي عزز الميزة الاخيرة كونها اقرنت نظرياتها بالنماذج الرياضية ما اوصلها الى مستوى اليقينية المطلوب ان الشكل الاخير للعلوم اوجد ثقة عند الانسان للتحكم في المستقبل عندما ادعى غاليلو ان الكوب مكتوب بلغة رياضية.
    وربما هذا ما دفع العلم دائماً على الاصرار في مفهومة اليقينية وهو في ذات الوقت ما يمثل حلم الفلسفة منذ انطلاقها الاول وهذا ما حفز بروز المذهب التجريبي في الفلسفة في محاولة لترسيخ الجانب اليقيني التوحيدي في الفلسفة في تفسير الكون .

    العلم جنين الفلسفة
    في الازمان الحديثة مرحلة ترسيخ العلم يقيناً وعبر رياضة وهندسة الكون اجبرت الفلسفة على طرح النظريات وفق الفكرة الرياضية الفيزيائية فاشتغالات (ديكارت) و(ليبنز) ومن ثم التيار الوضعي في الفلسفة انما اراد العمل على وفق نتائج العلم في تحقيقه لوحدته.
    مما لاشك فيه وما تقدم اعلاه ان العلم هو جنين الفلسفة ولقد انطلق منها ولكنه عندما بلغ العلم مرحلة الاستقلال بدأ بايجاد مجالاته الخاصة معتمد اعلى دقة الرياضيات ويقينيتها، وبالمقابل لم تقل الفلسفة لكي تحتل مساحاتها كلها فمالت الى نظريات فلسفية ذاتية اعتماداً على المناهج العلمية فمن النتائج الصادمة التي جاء بها عالم الفيزياء الالماني الشهير (فيرنر هايزنبيرغ) في كتابه المشاكل الفلسفية للعلوم النووية) فقد اعتقد في مبدأ اسماه (مبدأ اللاتيقن) في العلوم اي انه اوحد نوعاً من الاشكالية في النظريات العلمية حتى الراسخة منها ويسوق مثلاً على ذلك الحركة العشوائية لـ (الالكترون) وامتناع هذا الاخير عن التمزجة الرياضية فكل جهود العلماء الكبار (بوهر) اينشتاين هايزنبيرغ لم تنجح في بلوغ النموذج الرياضي المطلوب واليقين لهذه الحركة.
    فبقيت معضلة علمية مفتوحة للتأويل وربما نفس الامر يطبق على بعض المشكلات العلمية الاخرى.
    وهذا بدوره انعكس بقوة على واقع الفلسفة فما نشهده هو تشظي المفاهيم الفلسفية وانقطاع كبير للاشتغال الفلسفي عن التقليد وانغماره في مغامرة التفرد التأويلي لمناحي المعرفة اي ان الفلسفة اعتقدت بعدم يقينية الثوابت عبر تعدد البؤر في المعرفة فتحولت الفلسفة الى ابستمولوجيات واسعة النطاق التي تنفر من المعمار الفلسفي السابق من متطوقات ومفاهيم الفلسفة السابقة. ففلاسفة حديثون مثل شتراوس، فوكو، دولوز، وغيرهم لم يعودوا ليمارسوا اشكال الفلسفة التقليدية فالنص الفلسفي الان منفتح على كل الحقول حتى العلمية منها في محاولة للمسك بالاسس المعرفة (الابستمولوجي) الذي يطوق هذه الحقول سنستنتج اخيراً ان هناك تبادلا في ادوار التأثير ما بين متغيرات الفلسفة والعلوم عبر التاريخ.
     
  2. مشكور استاذ هيثم سعدون
     
  3. MUAY CHAYA

    MUAY CHAYA موقوف

    تحياتي للجميع
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    جزاك الله خير استاذ هيثم سعدون
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  6. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل اخي الكريم
     
  7. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة