دور المرأة في تنشئة الطفل

شمخي جبر

نصف المجتمع ومربية نصفه الآخر..
لايمكن الحديث عن الطفل من دون ذكر المرأة ودورها في حياته، فهي الام التي تعد الحلقة الاولى في الوجود كله على مستوى الكائنات الحية، وفي النوع الانساني يقع على عاتق المراة الدور الاكبر في هذه المهمة


ولم يكن نابليون بونابرت مخطئاً حين قال: (ان اليد التي تهز السرير هي التي تهز العالم). إذ تبدا معاناة الام منذ اللحظات الاولى لتلقيح البويضة داخل رحم المرأةِ، وتتلاحق معاناتها بعد تكون الجنين في بطنها، ويشاركها الجنين جميع ما تتعرض له خلال مدة الحمل، إذ يقول: (سوتاج) (ان الامهات الحزينات المكتئبات خلال مرحلة الحمل قد يلدن ابناء عصابيين، بسبب البيئة غير المريحة، ويقول العالم (مونتاجو): انه في كل نزعاته (يقصد الطفل) ومقاصده رضيع عصابي عندما يولد نتيجة بيئة غير مرضية في حياته الجنينية انه أسيء اليه حتى قبل انه يولد).
ان المهمة العسيرة تلك التي تؤديها الام الحامل في إنجاب أطفال أصحاء، اذ ينبغي تيسير مهمتها بعدم تعريضها للانفعالات العنيفة، وتلبية مطالبها الاساسية من خلال العناية بصحتها الجسمية والنفسية وتهيئة الجو الهادئ الآمن لها وعدم ارهاقها جسمياً او اجهادها فكرياً وتامين سلامتها من الاخطار والمواقف العنيفة التي تهدد بقاءها او تعرضها لهزات انفعالية لاتخلق لها غير النكد والقهر والتنغيص لها ولمولودها الجديد.
ان الازمات الانفعالية التي تتعرض لها الام من هموم واحزان واضطرابات عصبية لايمكن ان تمر في حياتها بدون ان تحدث اثارها السيئة على الجنين الذي يقيم في احشائها. ويؤكد العلماء ان (حالة الام الانفعالية وتهيجها واصابتها بالفزع والرعب والقلق المستديم يحدث تغييرات كيمياوية في جسمها مما يؤثر على الدورة الدموية للجنين).
المرأة في مجتمعنا عانت الكثير من العنف والتهميش والاضطهاد الذي كان يقع عليها مضاعفاً، لانها اولا تتلقى الحرمان والاضطهاد حالها حال الرجل اضافة الى هذا فأنها تتلقى نصيباً آخر كونها انثى ان مجتمعنا ينظر اليها نظرة سلبية من اول يوم ولادتها، وحين يقال لاحدهم ان زوجته ولدت (بنت) يحس وكأن صاعقة او مصيبة وقعت على رأسه. لقد بقيت هذه النظرة للانثى على الرغم من نهي الاسلام عن نظرة التفريق هذه، الا ان هذه النظرة امتدت الى الامثال الشعبية، (مكروهة وجابت بت) هذا يعني لانها ولدت بنتا ستتضاعف الكراهية ضدها.
وحرمت المرأة من ممارسة دورها الانساني، اذ حرمت من التعليم لفترات طويلة. فكان ينظر لها داخل الاسرة كانسان من الدرجة الثانية فيقدم عليها الذكر في كل شيء، وكأم وزوجة ليس لها رأي في ادارة المنزل والرأي الاول والاخير للرجل.
ان حرمان المراة من حقوقها كأنسان في بناء شخصيتها في التعلم والثقافة والتربية، يصبح له اثار سيئة على الاسرة والمجتمع ومن هنا انطلق الشاعر العربي في قوله.
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق
والمرأة ليست نصف المجتمع بل هي كل المجتمع، فاذا صلحت صلح حال المجتمع، وان تدهورت اوضاعها ولاقت الاهمال يصبح المجتمع كسولا بلا ارادة لأنها من يبني المجتمع من خلال دورها كأم. ان علاقتنا بالمراة يشوبها الكثير من الازدراء والمهانة والاذلال ومصادرة الحرية في سلسلة طويلة من العذابات وحسب هشام شرابي فان (الاضطهاد في مجتمعنا هو ثلاثة انواع اضطهاد الفقير، واضطهاد الطفل، واضطهاد المرأة إنه من المفجع ان يولد الانسان انثى في مجتمعنا وطالما ان المرأة لم تتغير فان الانسان غير قابل للتغيير) نظرة بهذا المستوى كيف تسمح للمرأة ان تؤدي دورها في تربية اطفالها بشكل سليم.
المرأة وصلت في مجتمعنا الى مرحلة سمتها خالدة سعيدة (عبدة العبد) والمقصود هنا بعبارة خالدة سعيدة، ان الرجل المستعبد الذي وقع عليه كم هائل من الاستبداد والقهر والاضطهاد، والذي يعيش مأزقاً وجودياً"يقوم بالهروب من الواقع (الانكفاء على الذات) او الهروب فيه (التماهي بالمتسلط) والعيش في وهم السيطرة (السيطرة الخرافية على المصير.
وحين يمارس الرجل حالة (التماهي بالمتسلط) من خلال اضطهاد المرأة وممارسة العنف ضدها، فهو يعتبر أن "لغة العنف هي لغة التخاطب الاخيرة الممكنه مع الواقع ومع الآخرين إذ يشعر[...] بالعجز عن ايصال صوته بوسائل الحوار العادي. والمرأة العربية تعاني قصوراً في فهمها لذاتها وفهم الآخرين(الرجل) لها، لان الوعي هو حصيلة التفاعل بين الأنا (المرأة) والاخر(الرجل). فهي الازمة التي يعيشها المجتمع كله المرأة والرجل على حد سواء. وحين يؤكد الكثير من المهتمين بهذا الموضوع من الرجال والنساء باهمية تعلم المرأة وتربيتها يفضي الى حل الكثير من المشاكل الاجتماعية في حياة المرأة والرجل بل حياة المجتمع، إذ يساعد تعليم المرأة وتربيتها، على القيام بوظيفتها الاجتماعية "فلقد اظهرت الوقائع ان الكثير من النساء لا تجد من يعيلها، فقد يتوفى زوجها وكذلك الوالدة التي ليس لها اولاد ذكور او اولاد قصر، كل هؤلاء يحتجن للتعلم ليتمكن من القيام بما يسد حاجاتهن.
ومن هنا يصبح تعليم المرأة مهماً لانها حين تتعلم تضع في نفوس الامة ذلك الاساس الوطيد الذي يمكنهم ان يبنوا عليه بعد ذلك الفضائل الاجتماعية والسياسية، فتكون الدعوة لتربية المرأة لتربي ابناءها تربية فاضلة فيظهر لنا اهمية ما تؤديه المرأة من وظائف (داخل الاسرة يعدل في المنظور الانساني والاجتماعي والاقتصادي ما تؤديه من عمل خارج البيت، ان لم يفضله،على ان لا تفضي هذه النظرة الى حرمان المرأة من فرص التعليم والثقافة وممارسة النشاطات الاجتماعية الاخرى، لان اقرار هذه الحقوق من شأنه ان يزيد من فاعلية أثر المرأة في التربية وادارة شوؤن البيت بوعي اكثر كفاءة). ان الدعوة لتحرير المرأة انطلقت داخل الامة منذ بدايات القرن العشرين،ً إذ صدر الكتاب الرائد (تحرير المرأة) لقاسم امين، الذي نادى بتعليم المرأة، ومعاملتها الند للند ومشاركتها في الحقوق والواجبات بالعدل والمساواة مع الرجل، ولا نزال ننادي بتحرير المرأة، كما يقول هشام شرابي، ولكن (مجرد ارسال البنات الى المدارس او ازالة الحجاب عن وجوههن ومنحهن بعض الحقوق المدنية والمهنية لا يحقق تحرير المرأة، لان تحرير المرأة لا يتم في النهايه الا بتغيير علاقتها بالرجل، وهذا يعني بتغيير دورها ومكانتها في العائلة والمجتمع، فتصبح عندئذ انساناً بكل ما في ذلك من معنى. ان تحرير المرأة في مجتمعنا جزء لا يتجزأ من عملية تحرير الرجل وتحرير المجتمع بكامله).

 

مشكور استاذ هيثم سعدون

 

:clap::clap::clap:

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

مشكور كوتش هيثم ولي عندك رجاء
أود موضوع عن كيفية لف الرباط الضاغط في المواي تاي وشكرا

 

مشكور مرورك الجميل اخي شاولين وانا بالخدمة للموضوع ادلل

 

مشكوووووووووور أخي المسلم بارك الله فيك

 

مشكور مرورك الجميل اخي لعزيز

 

مشكووور اخي الطيب هيثم سعدوون وصدقت :icon30::icon30::icon30::icon30::icon30:
موضوع قمة في الروعة