الساس لعبة شعبية قديمة ترمز إلى الشجاعة والفروسية

محمد مجيد الدليمي

بادت ولم يبق لها أثر يذكر
الساس لعبة عريقة، عُرفت في بغداد منذ زمن قديم، وتعتبر من متممات حفلات الاعراس والختان، لعبها اهالي بغداد في مناسبات الاعياد وحفلات الاعراس والختان، وعادة تقام وقت العصر ولمدة سبعة ايام وخاصة في الاعراس، وتعطي للمناسبة هيبة وبهجة.


اما عن كيفية اللعب، فبعد ان تجتمع الناس في بيت صاحب العرس او الختان تبدأ الطبول تضرب والمزامير والمطبج تعزف انغاما شعبية جميلة تنعش المشاعر وتثير الاحساس بالفرح والبهجة والحماس، وأشهر عازف على المزمار ايام زمان كان خضير ابو كصب والد الصحفي اسماعيل كصب المحرر في جريدة الزمان، وعلى صوت وأنغام الطبل يبرز رجلان بملابسهما العربية التقليدية، وبيد كل واحد منهما سيف مسلول وباليد الثانية درقة (دركة) وهي آلة من آلات الحرب القديمة يلعبان ويتحركان على وقع انغام ضربات الطبل مراعيان الوحدة الموسيقية وبحركات منتظمة ومعبرة اتسمت بالخفة والرشاقة والقوة، يحركان السيف بيديهما يمينا وشمالا وكأنهما فارسان حقيقيان في سوح الوغى، حتى يحمى الوطيس في هذه اللعبة الجميلة وهناك تبدأ المواجهة، فيهمّ كل واحد منهما على الاخر، فيتضاربان بالسيوف ويتقيان الضربات بالدرقة، والحاضرين من الناس يسمعون اصوات قعقعة السيوف، ويبدأ التصفيق وتنطلق الهوسات الحماسية الوطنية وتتعالى هلاهل النسوة، وبعد الفراغ من اللعب يتصافح اللاعبان ويتعانقان لئلا تبقى حزازة بينهما، وفي اغلب الاحيان وفي ختام لعبة الساس، هناك من يظهر من جمهور الحاضرين وينشد قصيدة حماسية وطنية، يتغنى فيها بالوطن وبالاخوة والمحبة.
والذاكرة البغدادية تختزن لنا ذكريات جميلة عن ايام الماضي الجميل وخاصة في عقد الخمسينيات من القرن الماضي خلال ايام الاعياد الدينية والوطنية، حيث تقام لعبة الساس في متنزهات بارك السعدون وفي مناطق الكاظمية وباب الشيخ والرحمانية والشيخ معروف والشيخ عمر، وسط اجواء بغدادية رائعة كأنها كرنفالات فرح ومع الاسف فان هذه اللعبة الشعبية قد اهملت واندثرت ولم يبق لها اثر يذكر في الوقت الحاضر.

 

شكرا استاذى

 

بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز