شطرنج مصيرنا

علي السومري

الزمن، أول ما يخطر على البال ما أن يقع نظرنا على الصورة، زمن برائحة معتقة لسنين قضمت مابين الاثنين، الشيخوخة والشباب، المتنافسين على مسك زمام أمور اللعبة (الحياة) اندفاع الأول لا يثنيه إلا حكمة للثاني، العارف بماكان والشاك أيضاً بما سيؤول اليه الأمر أخيرا.ً


مجابهة فكرية تجسدها على أرض واقعنا المترب، قطع شطرنج اختزلت كل الألوان باثنين فقط، الأسود والأبيض، رديفا القوة والضعف، الخير والشر، يكملان بعضهما بعض.
لم يخف مبدع الصورة (اللوحة) آثار الزمن الواضحة فيها، حتى انه تعمد ان يجعلها مهيمنة في الكادر، لتشغل وسطها متصاعدةً الى نهاية، وهي تلك المقاعد الخالية من شاغليها بعد ان تآكلوا بفعل فيزياء الوقت، ليحيلهم الى ذكريات واصوات غير مدركة، لم يبق لنكاتهم وصراعاتهم واختلافاتهم، غير مقاعد فارغة مثل ورقة لم تطبق شفتاها على قصيدة أو فكرة.مؤلمة هي النهاية، لكنها مفرحة كما كل البدايات، العشق والحب والحزن وحتى ذلك الأعزل (الفرح).
من يعطي للمكان معناه في صورتنا هذه، الجالسون أم تلك المقاعد الخشبية؟ الفارهة حتى الاختناق. كلما نظرت شممت مزيج الرائحتين، الزمن والخشب، رديفي الحياة والموت، خشب الشجرة الذي تحول الى مقعد ورائحة الزمن التي ستتلف أجساد الجالسين حتى تحيلهم الى ماضٍ، سيشك اللاحقون بأنهم ماكانوا إلا وهماً، وهماً تربع ذات يوم على تلك التوابيت الخشبية في ساحة المقبرة التي نجول فيها(نحن الأموات مع فارق التوقيت) كما يقول دائماً أستاذي الدكتور مالك المطلبي.
صورتهما وافكارهما (الشاب والشيخ) واضحة حتى في ملبسهما ذي اللونين كما قطع الشطرنج وكأنهما اتفقا دون قصد ان يكون الأسود دلالة الجموح والأبيض رمز الحكمة المتأخرة.
لا أعرف ماالذي يحدث كلما نظرت لهما، أشعر وكأنهما يتلاشيان، شيئاً فشيئاً حتى يستحيلا الى فراغ ساكن، ولم يبق منهما سوى مقعديهما المتواجهين مثل مصير محتوم، كما مركبين سيُغرق كل من يمسك بدفتيهما لامحالة.
نعم، هي لعبة أن نكون أحياء كما أحجية، أحجية لن نعرف حلها إلا بعد رحيل أبدي من عالمنا الى عالم آخر، عالم جديد، جل ما أخشاه فيه، أن نظل كما أبطالنا في الصورة، نلعب فيه بقطع شطرنج مصيرنا الى اللانهاية.

 

بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون

 

بارك الله فيك

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

جزاك الله خيرا :clap:

 

مشكور مرورك الجميل اخي لعزيز

 

جزاك الله كل خير

 

​

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز

 

مشكور مرورك الرائع استاذ علي عبد العزيز