سؤال لزمن قادم

شهاب احمد الفضلي

لم يستطع كوبر نيكسون ادراك ان اكتشافاته الفلكية ستزيح الانسان عن مكانه المريح في مركز الكون، الذي خلقه الله، وتقود الى ثورة علمية وعقلية مازالت مستمرة حتى يومنا هذا، فنظرية بطليموس وغيره من علماء فلك آخرين كانت تواجه صعوبات كبيرة


لعدم قدرتها على مواجهة المعطيات الجديدة، لذا كان ضرورياً ايجاد ترتيب اكثر منطقية لدورات الاجرام السماوية، هذا الاكتشاف قلب فيما بعد الاطر المعرفية في النظر الى الانسان والكون.
وفي احد صباحات الشهر الثامن من العام 1945 كانت مدينة هيروشيما اليابانية على جهل تام بما يخبئه القدر، فالناس يذهبون الى اعمالهم، وقد الفوا سماع اصوات صافرات الانذار وهي تعلق قدوم اسراب الطائرات الاميركية، وبعد انفضاض الهجوم ظهر من بعيد سرب مؤلف من ثلاث طائرات مقاتلة، احداها كانت تحمل اهم قنبلة في تاريخ الحروب، القت الطائرة بقنبلتها الشيطانية فوق المدينة ولم تمض سوى ثوان معدودات حتى أضيئت سماء المدينة بشعلة من نار مخيفة نتيجة تفاعل نووي متسلسل رفع درجة حرارة المكان الى مايقرب من درجة حرارة مركز الشمس، وكان هناك مئات الالاف من البشر يذبلون في سكون تام بومضة عين.
وفي مدينة برن، في سويسرا في العام 1905 ذهب شاب بورقة بحث غير اعتيادية ليسجل براءة اختراع بعنوان (الكترونادينميك الاجسام المتحركة) وهكذا ولدت النظرية النسبية التي دشنت عصراً جديداً في تاريخ العلم ودون معرفة انشتاين النتائج المرعبة لنظريته الى كان افظعها ماحدث في هيروشيما.
اما ماكس بلانك ففي العام 1900 ادخل مفهوماً جديداً وغريباً على مشتغلي العلم مفاده: ان الضوء يصدر على شكل حزمات او كمات من الطاقة هذه الفرضية الغريبة لم تكن متفقة مع الخبرات العلمية السابقة باستثناء امر واحد فقط، انها تمكنت من التنبؤ بالكمية الصحيحة حول الاشعاع الصادر عن الاجسام الصلبة الساخنة وهو ماعجزت جميع النظريات السابقة عن حله، وهكذا ولدت النظرية الكمومية التي ادت الى قلب واعادة التفكير بشأن مفهوم المادة واحدثت ثورة في ادراكنا للواقع كما عززت من سيطرة الانسان على النواة.
وفي جامعة شيكاغو من العام 1942 كان انريكو فيرمي وفريقه العلمي قد نجح في السيطرة على اول تفاعل نووي متسلسل في التاريخ ووضعه تحت سيطرة الانسان.
هناك الكثير من الامثلة والاحداث، وما سقناه على قلته يؤكد ان العلم والتكنولوجيا هما المحركان الرئيسان لعالم اليوم.
فالطاقة هي الجوهر الذي يحرك الاشياء كلها لذا فان الاديب والكاتب والشاعر والمفكر والسياسي والفنان...الخ ، لايمكنهم فهم هذا العصر من دون فهم جزئي على اقل تقدير للعلم وفهم مراحل تطوره، فما نتعلمه من العلم يساعد في توسيع مداركنا ومعرفتنا لعالمنا الجميل والرهيب الذي يحيط بنا.
لقد فتح العلم لاسيما الفيزياء الباب نحو عالم يقف فيه الانسان وحيداً بلا صديق او عدو، فها هو عالم الحواسيب ينطلق من معجزة الى اخرى، وثورة الاتصالات تغزو كل بقعة من الارض مهما نأت منتهكة بذلك عذرية الطبيعة دون وجل من اعراف وقوانين، فهل اصبح انسان عصرنا الة بلا قلب؟ ام نحن مجرد قلب في آلة؟ سؤال نترك اجابته لزمن قادم؟.

 

مشكور استاذ هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

شكررررررررررررررررا

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب