وصية ديكارت

نوزاد حسن

بعد رحلة الشك التي قام بها الفيلسوف الفرنسي الشهير ديكارت والنتيجة الاخيرة التي انتهت بصرخته الفلسفية انا افكر اذن انا موجود … لايسعنا الا ان نقول ان ديكارت اراد ان يذكرنا بأن الفكر او العقل هو اداة الانقاذ الوحيدة في العالم .


لقد اراد ديكارت اشعارنا منذ الوهلة الاولى بأن شكه القاتم سينطفئ اذا توهج نور العقل. لذا كان ديكارت فيلسوفاً متفائلاً مؤمنا بقدرة الانسان على السيطرة على الطبيعة. ورغم ان موقف ديكارت الفلسفي لم يعجب الكثير من الفلاسفة, وعلى الاخص الفلاسفة الوجوديون ذوو النزعة الشعورية لو جاز القول الا انه يظل الصوت الاكثر ايمانا بأن العقل توزع بصورة متساوية في هذا العالم يقول ديكارت (ان قوة الاصابة في الحكم وتمييز الحق من الباطل هي القوة التي يطلق عليها في الحقيقة اسم العقل او الحس السليم واحدة بالفطرة عند جميع الناس , ديكارت, مارسيل بارجوني , ترجمة جوزيف سماحة ,المؤسسة العربية للدراسات والنشر ,ص71. )هذا اذن اعتقاد ديكارت اويقينه الذهني الذي اراد ان يجعلنا نؤمن به , لذلك كان اعلانه الفلسفي حين قال انا افكر اذن انا موجود ,يشبه الوصية الاخيرة لفيلسوف امن بأن العالم سيكون افضل لان العقل لم يقتصر على فرد دون اخر .. بل شمل البشرية كلها ,ولعل هذا اليقين يتغلغل في اعماقنا وقد كان من دواعي سرور ديكارت وحلمه بان الانسان سيسيطر على الطبيعة ,لكن هل تحقق حلم ديكارت او على الاقل هل كان ديكارت محقًاً في قوله ان العقل هو واحد عند جميع البشر . لو كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا سار العالم في طريق الحروب والمجاعات والمؤامرات والامراض؟
لماذا تصرف الانسان في كل زمان ومكان بهمجية وحقد وصلافة ...؟ بكلمة اخرى لماذا تم تخريب عالم ديكارت ؟هل يصدق احد ان العقل الذي خلص ديكارت من عتمة الشك, هونفسه العقل الذي توزع بالتساوي على جميع البشر ..؟ والسؤال الاكثر غرابة: هل كان ديكارت يتحدث عن العقل الكوني وهو يعني به عقله فحسب ..؟ لادع قليلاً هذه الاسئلة ولافترض جدلا ان ديكارت عاد اليوم الى الحياة ..وقرأ الصحف وجلس امام احدى الفضائيات ..ترى ماذا سيقول فيلسوف العقل عن الوضع الحالي لهذا العالم الغارق بمشاكله بدءاً من الفقر وحتى ملوحة التربة؟ ترى هل خنا وصية ديكارت ..؟ ربما لكن لو سلمنا بأن العالم وعى جيداً رسالة ديكارت وتصرف على ضوء نور العقل الذي امن به الفيلسوف الفرنسي فهل كان وضع العالم اليوم افضل مما هو عليه . المهم ان وصية ديكارت التي لفها بحرير الاستنتاج الفلسفي حين صرخ قبل قرون انا افكر اذن انا موجود, انما هو رجاء طافح بالامل ان ننتبه الى ما سيحدث لو اننا ابتعدنا عن روح وصيته.

 

مشكور استاذ هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

مشكوووووووووووووور

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

تسلم يا استاذ على فلسفتك للموضوع والاسئلة التى محتاجة للاجابة

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز

 

مشكوووووووووور على الموضوع الجميل

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز