حقوق الطفل والبناء الاجتماعي

نجاة الكواز

الطريق الى فضاء حرية الطفل وله منافذ كثيرة من اهمها احترام حرية التعبير عند الطفل واعتبارها من اسباب تفوّقه وتنمية الادراك لديه وهذه مسألة تحتاج إلى جرعات عالية من وعي ثقافي ومراجعة تاريخية ضخمة لموضوع حرية الاطفال بوصف الاهتمام والعناية بشأنهم مقياس الرقي لحضارة للدول.
فالأطفال كائنات جميلة لها الحق في الحياة الكريمة والتمتع بطفولة سعيدة ينعمون فيها وأن تكون لديهم الحقوق التي تؤمن حياتهم لخير وصلاح المجتمع. بالنسبة للطفل العربي الذي عانى الكثير من الانتكاسات والانعكاسات في حياته والظلم الذي وقع على هذه الشريحة التي تمثل البنية التحتية لمستقبل المجتمع في الوطن العربي.
اذ وقع الطفل تحت وطأة أهوال الحياة ومصاعبها والاثار السلبية للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتراجع دور الأسرة وضعف مشاعر الانتماء وتفكك الروابط الأسرية بسبب تراكمات الحروب التي مر بها المجتمع العربي لفترات طويلة من الزمن والتي أدت إلى ظواهر مأساوية تتسم باليتم والتشرد واستغلال الأطفال في أعمال غير مشروعة وازدياد أعداد الأطفال المعاقين بدنيا وذهنيا , نتيجة مخلفات الحروب وإعمال العنف الطائفي وظاهرة انتشار المفخخات.
إن مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان لأنها تترك أثارا ايجابية أو سلبية على شخصية الفرد وسلوكه ويجب علينا بذل العناية الصحيحة لعبور هذه المرحلة بصورة سليمة وذلك من خلال الدخول في الكثير من الإرهاصات والتفرعات أهمها الأسرة السوية وجعلها مكانا لتربية الطفل وصقله بصورة إبداعية من خلال تصحيح الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه الأطفال والكبار على حد سواء.
ويمكن تخطي هذه المرحلة:
ـ فتح دورات تعريف الطفل بحقه في الحياة وتنوير عقولهم وإبدال الظلام بالنور بعيدا عن العنف وعن طريق دورات للنساء لأنهم أهم عنصر مؤثر في البيت واعتبار الأسرة أجدر المؤسسات الاجتماعية على تنشئة الطفل النشأة الصحيحة ومكانا للسكن والحب والحنان وتوفير الخدمة للطفل لاكتشاف مواهبه ومكانته في المجتمع وتشجيعه على المشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية.
ـ رعاية الأسرة وتعزيز إمكاناتها للحيلولة دون تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية عن طريق تقديم الدعم المادي وإقامة المراكز الصحية التي تهتم بالوضع الصحي والنفسي للأسرة والطفل.
ـ تأهيل الأسرة (الأب وإلام) بصورة ايجابية من الناحية البدنية والنفسية.
ـ استخدام الإعلام في نشر مواد ثقافية عن الأسرة والمجتمع والطفل عن طريق نشر كتب للطفل في اللعب واللهو عن طريق تشجعيهم في النوادي الرياضية. في كثير من الأحيان نضع حول أبنائنا قيودا تحد من إبداعهم فكريا ونفسيا وتحرمهم من اكتساب الخبرة عن طريق التجارب التي يمرون بها في أولى مراحل حياتهم.
هذه القيود تضعها الأسر بدون قصد بسبب خوفها وعاطفتها تجاه الأبناء مما يجعلها تصادر حرية الطفل ومنعه من الاستفادة من هذه الحرية بعيدا عن الأوامر والنواهي والمحظورات ,ويجب علينا أعطاء مساحة من الحرية للطفل وأن نكتفي بالملاحظة واتخاذ موقف المرشد والتدخل عندما يتطلب الأمر , بدون التوبيخ والصراخ ونجد أنفسنا نمنعهم من اللعب واللهو بحجة خوفنا عليهم ويجب علينا الابتعاد عن أحاطتهم بهالة مغلقة وكأنهم دمى نحركها وقت ما نشاء ونوقفها عندما نرغب بذلك.
نتدخل بطريقة أكلهم وملبسهم حتى في تفاصيل زوايا حياتهم الصغيرة ,ونحشر أنفسنا في اختيارهم للدراسة ونتدخل في اختياراتهم الفنية ونغيب عن عقولنا بأن الفن هو من أهم الأسباب الايجابية لتوسيع مدارك طفولتهم البريئة.
الأهل والمدرسة هما المعنيان الأساسيان بتنمية عقول الأطفال وتشجيعهم على كل موهبة جميلة نجدها في دواخل مكنوناتهم الصغيرة سواء أكانت في الرسم أم النحت والموسيقى والشعر.
على الام بالدرجة الأولى أن تعرف حاجات أطفالها الجسمية والمعرفية والاجتماعية وتوجيهها بالطريق الصحيح لكي يكون سليما من النواحي النفسية. وتشجيعهم على كل سلوك جيد وسليم وأن تستمع إلى أطفالها بصورة ايجابية مما تساعده على اكتساب الثقة بالنفس وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم وتكوين الشخصية القوية لديهم والابتعاد عن العقاب المبرح واللجوء إلى التخويف والعقاب من خلال تهديده بحرمانه من الأشياء التي يحبها. وأن من حق أطفالنا علينا أن نوصلهم إلى بر الأمان وحقهم في التعليم واعتباره واجبا على الأسرة.

 

مشكور استاذ هيثم سعدون thanks

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

شكررررررررررررررا

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب