1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

حكاية عن التسامح الديني

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏23 ديسمبر 2009.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    لوريا غودستن

    تبدو القصة وكأنها بداية نكتة تقول: أن قساً مسيحيا وحاخاما يهوديا وشيخا مسلما دخلوا مطعماً.. ولكنها حقيقة. فالحاخام تيد فالكون، والقس دون ماكينزي، والشيخ جمال رحمن دخلوا بالفعل مطعماً هندياً، ثم قصدوا كنيسة برتستانتية.
    وهناك كان قد اجتمع نحو 250 شخصا للإستماع إلى حديث هؤلاء الثلاثة وكيف تمكنوا من قهر اختلافاتهم الدينية ليخرجوا من ذلك أصدقاء.

    هم يدعون أنفسهم "أصدقاء عبر الأديان"، ويبدون خلال قيامهم بعملهم وكأنهم فريق يعد مسرحية فكاهية لا مجموعة من ثلاثة رجال كل ينتمي إلى دين. فهم يدركون أن على عاتقهم مهمة جعل الناس يتفهمون الديانات الأخرى في بلد لا يزال يترنح من تأثير حادثة قام فيها ضابط مسلم في قاعدة فورت هود بإطلاق النار على رفاقه فأودى بحياة ثلاثة عشر منهم، وهي حادثة وصفها الشيخ جمال رحمن بأنها ستجدد المخاوف والشكوك وانعدام الثقة بين الأديان، وهو يقول: عندما تشيع هذه المشاعر فإن أفضل الناس لا يعود قادراً على التفكير بصفاء ووضوح. يرى رجال الدين الثلاثة أن تقاربهم لم يبدأ من نقطة تحاشي الخلافات الدينية بينهم أو تلميعها، بل بمواجهتها بشكل مباشر. طرحوا كل ما عندهم على طاولة البحث: المقاطع والآيات التي يعتبرها كل منهم هجومية في الكتب المقدسة عند الآخرين، معاداة السامية، العنف باسم الدين، وزعم كل طرف أنه الوحيد الذي يملك الحقيقة، وبالطبع مسألة إسرائيل. يقول الحاخام فالكون محدثاً الجمع في الكنيسة: "إحدى المشاكل التي كنا نعاني منها في الماضي عند الحوار في الأديان هي مبالغتنا في تجنب إغضاب بعضنا البعض، غير إننا نسعى لاحترام الحقيقة، هذه هي الحقيقة من وجهة نظري، وتلك هي الحقيقة من وجهة نظرك. قد لا نتمكن من التوصل الى حل وسط، ولكن المهم في الأمر هو رفض اعتبار الآخرين أعداء لنا". وعندما سأل أحد الحاضرين في الكنيسة البروتستانتية عن أخطر قضية واجهها الثلاثة أجاب القس والشيخ في وقت واحد إنها "اسرائيل". وهنا عقب الحاخام على هذا الجواب قائلا: "نعم ، لأن هؤلاء الرجال ما زالوا لا يفهمون”.
    مبادرات حوار الأديان في أميركا آخذة في التوسع بشكل مستمر. بالنسبة للمسيحيين واليهود كان هذا الحوار يأخذ مجراه من سنوات، غير إن العديد من جماعات الحوار المحلية قررت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 حتمية ضم المسلمين لهذه الحوارات.
    نفس هذه الرغبة كانت موجودة أيضاً لدى كثير من المسلمين بسبب قلقهم من أن يربط تعريف الإسلام بالإرهاب. واليوم هناك حفلات مشتركة تجمع ممثلي حوار الأديان، ونواد أكاديمية، وجماعات نسوية، وهناك فرق لبناء مساكن بأسعار معقولة لمصلحة حوار الأديان. وفي منتصف تشرين الثاني الماضي انضم نحو مائة كنيس يهودي ومسجد في شمال أميركا وأوروبا الى الحلقات الحوارية واشتركت في مشاريع الخدمة الإجتماعية. ما يميز أصدقاء الأديان هؤلاء، الذين يسكنون في سياتل ويقومون بجولات يقدمون فيها أنفسهم في عموم الولايات المتحدة، هو أنهم يمثلون نهجا فريدا لما يسمونه روحانية العلاقة بين الأديان. ففي كنيسة ناشفيل وقف الرجال الثلاثة ليعلنوا مفاهيمهم كقيم أساسية في تعاليمهم، وعبروا عنها على التوالي، فقال القس: أنها الحب غير المشروط، وأردف الشيخ بعده: التراحم، واختتم الحاخام تلك القيم بالقول: الوحدانية. ثم أطبق الصمت على القاعة عندما نهض الثلاثة ليعلن كل منهم ما يعتبره غير حقيقي في ديانته. فقال القس أن ما يعتبره غير حقيقي في ديانته كون المسيحية تمثل الطريق الوحيد الى الله. ثم قال الحاخام أنه يعتقد أن فكرة كون اليهود هم شعب الله المختار ليست حقيقية. وقال الشيخ أن آيات السيف في القرآن؛ مثل قتل الكفرة، مستأصلة عن سياقها، مشيرا الى أن الآية السابقة تقول أن الله لا يحب المعتدين. ثم أضاف مستدركاً إن علينا الإعتراف بأن آية قتل الكافرين صعبة المراس ومحرجة، وضحك الحضور، فأردف: " بعض الآيات يكون حرفياً بالنص، والبعض الآخر مجازيا، ولكن القرآن لا يحدد لنا أيها الحرفي وأيها المجازيط. من الواضح أن رجال الدين الثلاثة ينتمون إلى الجناح المتحرر في الأديان الثلاثة. فالقس، البالغ من العمر 65 عاما لم يعد يعمل في أبرشيته الكبرى في سياتل، وكان قد مارس التدريس في لبنان في سنوات شبابه الأولى. أما الحاخام، البالغ من العمر 67 عاما فهو رجل إصلاحي ويحمل شهادة الدكتوراه في علم النفس السريري، وقد أسس معبدا في لوس أنجلس وسياتل يتقارب في تأملاته مع التقاليد اليهودية. في حين ان الشيخ، البالغ من العمر 59 سنة، من المتعبدين بالطريقة الصوفية التي تركز على الحكمة الروحية اكثر منها على الشعائر الدقيقة، وهو إبن دبلوماسي بنغالي، وربما كان هذا هو سبب لطافة معشره. وقد ساهم في تأسيس تجمع الاديان في سياتل.
    وكان الثلاثة قد التقوا بعد أحداث أيلول 2001، وعملوا في عدة ورش للحوار، ومع حلول الذكرى السنوية الاولى لتلك الأحداث التقى الثلاثة في كنيسة ماكنزي في اجتماع، وقال أحدهم للآخر: لماذا لا نستمر في العمل؟ ثم استمرت لقاءاتهم أسبوعيا، في توجه روحي يمزجون فيه بين تبادل التأييد والتأمل اللاهوتي. أما عوائلهم فقد تم التعارف بينها من خلال دعوة بعضها البعض إلى مآدب الطعام. وقد قاموا برحلة مشتركة الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم ألفوا مؤخراً كتابا تحت عنوان: "الوصول الى قلب الأديانط. في إحدى المراحل قرأ الحاخام سطرا كان الشيخ قد وضعه في الكتاب، وهو يدور حول الجدار الأمني في إسرائيل، فرد الحاخام بأنه لن يشترك في الكتاب إذا بقي هذا السطر فيه. وبعد نقاش قوي، أعاد الشيخ كتابة السطر بطريقة شعر فيه الطرفان أنها ترضي مبادئهما.
    وفي مرحلة السؤال والجواب في الكنيسة، تحدت اللقاء سيدة فقالت: "كان ينبغي أن تبدأوا الحديث في المساجد".
    وكان الرجال الثلاثة قد وضعوا بالفعل خطة لترتيب لقاءات في المسجد. وطالب آخرون بطرح خطوات عملية لبناء الجسور بين الأديان الثلاثة. فيما بعد، تحدث مشغل كومبيوتر ينتمي للطائفة الميثودية ( إحدى فرق المذهب البروتستانتي البريطاني) وقال إن التحدث عما هو غير حقيقي في كل دين أمر مشجع جدا، إذ إنه يخرج الحديث من طبقة التفاهة والإبتذال الى طبقة الحوار، أما زوجته فردت بأن على المهتمين بحوار الأديان العمل بجد للوصول الى هذه المرحلة، إذ إن معظمنا لا يميل للعمل بكل هذا الجد.
     
  2. :clap::clap::clap:

    رائع بارك الله فيك استاذ هيثم سعدون
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    الرائع هو مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة