حياة مريهاي يوشيبا - الجزء الثاني-تابع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاجتماع بـ : أونيسابورو ديقوشي


مريهاي وضع حد لوجوده في "شيراتاكي" وأيضا لتدريباته في دايتو – ريو في ديسمبر 1919، عندما وصلته رسالة تبلغه بأن والده يوروكو حالته الصحية خطيرة، طلب العودة إلى تنابي على الفور فجمع مريهاي أغراضه بسرعة وتخلى عن المنزل المتواضع في شيراتاكي وحتى الأثاث لسوكاكو، لأنه سيذهب ولن يعود أبدا إلى هوكايدو وهرع إلى جوار سرير والده الذي يوشك على الموت . وخلال عودته إلى تنابي مريهاي إيوشيبا كان له حديث مع رفيق في السفر والذي كان يحدثه بحماسة استثنائية على قدرته على الشفاء القوي وكان زعيم ديني يدعى : أونيسابورو ديقوشي.
وكان يرغب لقاء أونيسابورو بعد أن يتعافى والده، مريهاي فجأة حول مساره للوصول إلى البلدة الصغيرة " أيابي ". تقع بعد كيوتو، أيابي كانت مركز ديانة " أوموتو ". الشخصية (الكاريزمتكية) أو المستهوية للجماهير ، أونيسابورو قدم انطباعا قويا لمريهاي الذي قضى بعض الأيام في أيابي قبل أن يعود إلى طريقه نحو تنابي.
يوروكو كان قد مات قبل أن يصل ابنه عنده. مريهاي تأثر جدا لوفاة والده وكان يناضل من أجل التغلب على هذه الخسارة. في الأشهر التي أعقبت الوفاة أصبح سلوكه غير طبيعي وأقلق أسرته وأصدقائه.
وبعد أشهر قليلة، لم ينسى لقاءه مع أونيسابورو ديقوشي فقرر الانتقال والاستقرار في أيابي للعثور على السلام الداخلي وعيش حياة التقشف تماما كما هي عقيدة ديانة أوموتو.
برفقة زوجته هاتسو وابنته ماتسوكو ذات الثماني سنوات مريهاي ايوشيبا بدأ حياة جديدة بين أتباع هذه الديانة فتأقلم مع حماس الحياة البسيطة ومع أفراد المجتمع وسرعان ما أصبح من دائرة المقربين من أونيسابورو.
أونيسابورو ديقوشي أعجب بمهارة القتال لدى مريهاي وشجعه على تعليم أعضاء ديانة أوموتو المهتمين بهذا المجال وقد قاده حتى لفتح مدرسة ((المدرسة الخاصة لـ: إيوشيبا)) أين يعلم الدايتو - ريو جوجو تسو. في 1922 مريهاي كانت له زيارة من معلمه سوكاكو تاكيد الذي أتى ومعه عائلته وبقى ما يقرب ستة أشهر. أونيسابورو شعر على الفور بكراهية نحو غريب الأطوار والمشبوه تاكيدا، وهذا ما وضع مريهاي في موقف صعب تجاه الرجلين. سوكاكو تاكيدا، وعلى الرغم من عدم التوافق مع أفراد المجتمع المحلي إلا أنه درس العديد منهم في داخل مسكن مريهاي ايوشيبا. وفي ختام زيارته منح لمريهاي إيوشيبا الشهادة الرسمية للتعليم.

المغامرة في منغوليا
مشاريع أونيسابورو ديقوشي لزيادة تأثير ديانة أوموتو كانت عديدة وعظيمة . منهم واحدة هي الأكثر استثنائية وخيالية، كان إقامة دولة دينية في منغوليا.
برفقة مجموعة صغيرة من المقربين ومنهم مريهاي، أونيسابورو غادر القارة في فبراير/ فيفري 1924 لتحقيق هدفه، أونيسابورو خرج بمفرده كعسكري متمرد وهو قائد القوات العاملة في المنطقة، وهذا القرار للأسف لم يتحقق لأن هذا القائد والمجموعة اليابانية سرعان ما قبضت عليهم السلطات الصينية. كل أعضاء مجموعة أونيسابورو حكم عليهم بالإعدام، وبقاءهم على قيد الحياة معجزة بعد أن تدخلت القنصلية اليابانية في آخر لحظة. وعدت صور لـ:أونيسابورو ديقوشي ورفاقه اتخذت أثناء اعتقالهم تظهر تجربة مؤلمة. العودة إلى اليابان حين عودته إلى اليابان ، مريهاي استقر في أيابي .كان عدد من الضباط في القوات البحرية من بين طلابه في الدايتو ريو أبرزهم كان اللواء "سيكيو أسانو" وهو أيضا من أتباع ديانة أوموتو.
الجديد أن مريهاي ايوشيبا أنجز براعة في فنون الدفاع عن النفس انتشرت شيئا فشيئا. "سيكيو أسانو" كان له الثناء من مريهاي ايوشيبا فشجع أخر من بين زملائه في مدرسة البحرية اللواء "اسامو تاكي شيتا" فجاء خصيصا إلى أيابي عند اكتشافه الفن القتالي لمريهاي ايوشيبا.اللواء تاكي شيتا تأثر تأثرا بالغا وسرعان ما فكر في الأحكام التي يتعين اتخاذها لضمان أن مريهاي يجري استعراضات ويدير تربصات في طوكيو.ومن بين الذين يقومون بحماية مريهاي ايوشيبا نجد أيضا "قونبي يماموتو" وهو لواء متقاعد وكان رئيس وزراء اليابان لمناسبتين.
تبث أن العائق الذي كان بين مريهاي ايوشيبا والعديد من البارزين هي صلته بديانة أوموتو، بما تجاه اللواء تاكي شيتا.ومع ذلك، ولقدراته الاستثنائية في الجوجوتسو وللشعبية التي يحضا بها جعلته مدربا مقتدرا جدا في الجيش والنخبة السياسية في طوكيو، هذا ما دفع به لزيارة العاصمة في مناسبات عدة بين 1925 و1927 ، وأخيرا وبعد مناقشة الحالة مع أونيسابورو ديقوشي ، مريهاي ايوشيبا قرر مع ديقوشي الاتفاق على الانتقال إلى طوكيو مع عائلته من أجل التفرغ للتدريس.


الانتقال إلى طوكيو


في السنوات الأولى بعد استقراره في طوكيو كان يدرس في المساكن الخاصة بالعديد من الذين يقومون بحمايته.معظم طلابه كانوا من أفراد المجتمع الراقي وشملت ضباط الجيش، سياسيون ورجال أعمال، اللواء تاكي شيتا الذي كان متحمسا لفنون الدفاع عن النفس ترأس رابطة السومو وكان من مؤيدي مريهاي ايوشيبا بوجه خاص.لقد درس الدايتو ريو لأكثر من عشر سنوات وأعطى دروسا في منزله.اللواء لقي صعوبة كبيرة في التعريف بمريهاي ايوشيبا وعلى فنه القتالي في الأماكن المعنية.ومما لا ينكر أن مؤسس الأيكيدو ما كان ليعرف هذا القدر من النجاح في طوكيو من دون دعم اللواء تاكي شيتا. الفن القتالي لمريهاي ايوشيبا والذي كان يحمل أسماء مختلفة في تلك السنوات الأولى التي أمضاها في طوكيو، وأصبح أكثر فأكثر شعبية. في عام1931 ، وبفضل الجهود التي بدلها اللواء تاكي شيتا وأشخاص آخرون لجمع الأموال من أجل فتح مركز للتدريب طوال الوقت"دوجو كوبوكان" الموجود في "شينجوكو"حي تجاري في طوكيو في نفس المكان الذي يقع فيه اليوم مقر"الأكي كاي". من بين الطلاب ذوي النظام الداخلي والخارجي في عهد "الكوبوكان" نجد أسماء مثل: يواشيرو اينوي، كانجي طوميكي، مينورو موشيزوكي، تسوتومو يوكاوا، جيجومي يوني كاوا، رنجيرو شيراتا و قوزو شيودا. مريهاي ايوشيبا ومن خلال اتصالاته العديدة مع ضباط من الجيش و البحرية، تم التعاقد معه لتعليم فنون القتال في مختلف الكليات العسكرية مثل مدرسة الضباط في "طوياما" و مدرسة الجواسيس في " نكانو" و المدرسة البحرية وآخرين. ولكن في واقع الأمر،التعليم في هذه الأماكن كان في الكثير من الأحيان يفوض إلى التلاميذ المتفوقين من (الكوبوكان) وذلك للطلابات الكثيرة على جدول توقيت مريهاي ايوشيبا. خلال جزء من ذلك الوقت ايوشيبا عمل على تدريس تقنيات الدايتو ريو أكي جوجوتسو، وأحيانا يطلق عليه اسم الفن القتالي لسوكاكو تاكيدا، وكان يمنح شهادات التأهيل ملفوفة وتحمل اسم هذه المدرسة، ومع ذلك خلافاته مع تاكيدا تدهورت تدريجيا، وفضل ترك مسافة بينه وبين معلمه السابق.مريهاي صار لا يرغب في أي اتصال مباشر مع سوكاكو تاكيدا. وبعد منتصف الثلاثينيات أو نحو ذلك ورغم أن تقنيات الدايتو ريو فيها شكل من التعديل إلا أنه واصل تشكيل منهاجه. خلال سنوات ما قبل الحرب الاسم الأكثر استخداما لتسمية فنه القتالي كان "أيكي بودو".

 

مشكور على الموضوع عزيزي صلاح الدين

 

شكرا لك استاذي هيثم سندون انت دائما تزيدني ثقة بشكرك لي عقب كل موضوع اكتبه

و شكرا مرة ثانية على متابعتك مواضيعي:clap::clap::clap:

 

مشكور على الموضوع

 

:clap::clap::clap:
شكرا على المرور محمد علي