1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

تحولات الثقافة الإنسانية

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏8 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG][​IMG]

    كريم عبد

    رغم كثرة أطروحاته المثيرة للنقاش، فان واحدة من أهم تصورات سيغموند فرويد حول أسباب وخلفيات نزعة العنف عند الإنسان، تتجلى في مقولته المدهشة (الإنسان غادر الغابة لكنه ظل يلتفت إليها بحنين) وهذه العبارة التي تنتمي للدارونية بوضوح


    بما تنطوي عليه من توجه نفسي وفيزيولوجي، ربما كان لها تأثير على بلورة أطروحة كارل يونغ الهامة حول (اللاشعور الجمعي) أي استمرار ماضي الكائنات بكل تفاصيله وحيواته وتناقضاته عبر ديمومته في اللاشعور الجمعي لكل إنسان، حيث يساهم ذلك في تفسير استمرار ظاهرة العنف والعنف المضاد في سلوك البشر وتمظهراتها العديدة، الجنسية والاجتماعية، الى جانب الصراع على مصادر العيش والطاقة والمعرفة والمعلومات، وعلى البلدان والحدود والأسواق ...الخ.
    لكن وبعد كل تلك الحروب والكوارث الرهيبة، فان ظهور التقنيات الحديثة وخاصة الكومبيوتر وما استتبعه من تطورات كثيرة تم تتويجها بالانترنت وما يسمى بثورة المعلومات، واستخدام كل ذلك في غزو الفضاء وإدارة الدول وإنجازات الطب الحديث.. الخ، سيحمل تأثيراً نوعياً على إمكانية تقارب الثقافات الإنسانية، وعلى حجم التأثير المتبادل والانعكاسات المتوقعة وبشكل خاص على الثقافة الحقوقية للدول والمؤسسات واحتمال توحدها في بلدان العالم المختلفة، خصوصاً بعد أن صار الجميع يرى عبر شاشات التلفاز ذلك التفاوت المجحف في مستوى المعيشة بين شعوب الشمال والجنوب، وكذلك ما تتركه الحروب والعمليات الإرهابية من ويلات ومآسٍ أصبح تأثيرها يزداد على الرأي العام في الدول المتقدمة، والذي بدأ يتحول بشكل ملحوظ لمصلحة قضايا العدالة في العالم. أن تحوّل الظواهر الاجتماعية والثقافية لا يأتي فجأة أو إعتباطاً، ولكي نبين معنى ذلك سيكون بوسعنا أن نرجع الى ما قبل ألفي سنة من تاريخ الإنسانية، ولنأخذ المسيحية بصفتها ظاهرة ثقافية، سنجد بأنها تشكلت بموازاة ثقافات معينة كالأفلاطونية الجديدة التي سادت قبيل ظهور المسيح وهي مزيج من فلسفة الشرق الروحانية والفلسفة الأغريقية ذات النزعة الإنسانية. مثلما واجهت المسيحية ثقافات أخرى وخصوصاً ثقافة الطغيان التي كرستها الأمبراطوريات السائدة وقت ذاك، فكانت المسيحية محصلة لذلك الصراع بين تلك الثقافات. لقد تبلورت المسيحية بصفتها استجابة لثقافة البحث عن خلاص ومخلّص عند الجمهور العريض الذي كان يعاني معاناة هائلة من ثقافة الطغيان المتمثلة بالإمبراطورية الرومانية - التي ستصلب المسيح لاحقاً - وقبلها ثقافة القصاص التي كانت تمثلها الثقافة البابلية:(العين بالعين والسن بالسن ومن يُحطم قلباً يجب أن يُحطم قلبه..) ولذلك جاءت الثقافة المسيحية نقيضاً للطغيان والقصاص. وحيث نشأت المسيحية بين فقراء اليهود فقد جاءت مناقضة لثقافة أثريائهم الذين أرادوا إحلال الذهب (المال) محلَّ كلِّ ما عداه من قيم ومفاهيم !! لذلك أراد يسوع الناصري إحلال المحبة والرحمة محل الذهب وبرودته وقسوة مالكيه، ومحل العنف والحيف الناتج عن الصراع على السلطة والذهب، .. وهكذا سنجد بان الظواهر الثقافية ذات المنحى الستراتيجي في تاريخ المعرفة الإنسانية، والمستمرة التأثير حتى الآن، إنما تبلورت كنتيجة لتراكمات وصراعات ثقافية تستغرق فترات طويلة، لذلك تكتسب الصدقية التي تجعلها تستمر وتتجدد عبر عصور متتالية.
    لكن الانتقال الحضاري النوعي المتمثل بالتطورات الهائلة التي حققتها وسائل الاتصال والمواصلات المعاصرة، والتي حولت العالم من دول وقارات وثقافات متباعدة، الى مدينة واحدة متقاربة ومفتوحة على بعضها البعض، تتبادل الخبرات والمعلومات خلال دقائق، .. هذا المعطى الجديد بما ينطوي عليه من إنتاجية ثقافية وفعالية ملموسة النتائج، هو الذي سيتدخل في عملية تأثر الثقافات بعضها بالبعض الآخر، وبالتالي لا بدَّ من بلورة ثقافة إنسانية حقوقية متقاربة ستنطوي بالتدريج على إيجابيات الثقافات الإنسانية المختلفة.
    إن طموحات الأجيال الجديدة وتطور قدرة البشر على إدراك وتطوير مصالحهم المتنوعة، كل هذا ربما سيخلق قلقاً عالمياً حقيقياً ومشروعاً من استمرار وتقدم ثقافات وسياسات الاستبداد والهيمنة الدولية، والتي تشجع على استمرار السلطات الديكتاتورية والأنظمة الشمولية هنا وهناك، وما تسببه من تدهور في إنتاجية جميع الكائنات والظواهر الضرورية في هذا العالم. لذلك سيكون من المتوقع أن تضمحل تلك النزعات الاستبدادية الغريزية التي تتقنع بالعقائد والأيديولوجيات الدينية والدنيوية لتبرير العدوانية وممارستها من دون أن تكون لها أية علاقة بمصالح الناس، والتي تحولت إلى فضائح عالمية تثير الاحتجاج والاستنكار في كل مكان !!
    ستجعلنا تقنيات الاتصال والمواصلات وثورة المعلومات أمام حقائقنا وتناقضاتنا ونقاط قوتنا وضعفنا وجهاً لوجه، كاشفة الشعوب والأفراد أمام بعضهم البعض. وهي بذلك ستخفف إذا لم تلغ المزيد من التوترات النفسية والعقلية التي تنشأ عادة بسبب عدم معرفة الآخر والشعور المتبادل بالغربة، الأمر الذي يساعد على نشوء وتكريس العنصرية والطائفية وما إلى ذلك من نزعات سلبية، حيث تجد أكثرية الناس مصلحتها في تعرية السلطات الجائرة والفاسدة عبر تعميم ثقافة إنسانية بسيطة وواضحة مفادها: أن حياة الإنسان قصيرة ومحدودة، لذلك فمن حق كل إنسان أن يتمتع خلال حياته بالحرية والرفاه والكرامة.
    أما البشر الميالون للاستبداد والفساد فهم مرضى ومأزومون، ولأنهم كذلك فهم يريدون تعميم أمراضهم وأزماتهم على الآخرين. وكل هذا يجعل كل يوم من أيام ضحاياهم دهراً من العذاب. وعليه فأن الاستبداد ووجهه الآخر الفساد هو أكثر الأفعال لا أخلاقية في سلوك البشر. إن العودة الى هذه البراءة الواعية هي التي ستعطي، كما نفترض ونتوقع، للقرن الواحد والعشرين هوية إنسانية مناقضة لهوية القرن العشرين الذي شهد أكثر أنواع الحروب اتساعاً وهمجية في التاريخ .. فلعلّنا نشهد عصر انقراض ثقافات الاستبداد بمختلف أشكالها، ولعل وصول الفساد إلى ذروته في بلادنا المنكوبة بالفساد والمفسدين، وبكل ما يحمل من مخاطر اقتصادية وأخلاقية، لعله يتحول إلى فضيحة ستدفع إلى نقيضها وفقاً لقوانين التطور، ولعل عنق الإنسان يظل ملتوياً حنيناً الى الغابة، ولكن بدافع آخر، لعله يعود إليها هذه المرة ليطرد منها الوحشة والوحوش !! أن علاقة الإنسان بالغابة هي علاقة رمزية، أما الغابة الحقيقية فهي قابعة في دواخلنا، في لاشعورنا الجمعي. إذا لم نطرد الوحشة والوحوش من دواخلنا فلن نتمكن من تلمس إنسانيتنا ومعنى وجودنا .
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    مشكور اخي
     
  3. ngaf

    ngaf عضو جديد

    جزاك الله خيرا
    قال تعالى (( ولقد كرمنا بني آدم))
    اما بخصوص النظريات اللي حضرتك ذكرتها بصراحة دا رأي شخصي ولا أفرضه على أحد انا لا أعتقد الا في كتاب الله وصحيح سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ففيهما الغنى عن كل ما لدى البشر من نظريات يريدون ان يشوشو بها عقول المسلمين
    ولكن جزاك الله خيرا على ما تبذله من جهد
     
  4. dab man

    dab man عضو

    جزاك الله كل خير كابتن هيثم
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     
  6. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل اخي محمد نجف
    اخي العزيز الموضوع لا يمس شيء من بني البشر وانما يتحدث في بدايته عن رايين والموضوع برمته عامويختص بالتطور التقني والتكنلوجي والتحول الثقافي وتطوره وهذا الموضوع ليس نظرية تمس باي شيء يعارض القران الكريم
    جزاك الله على المرور الجميل
     
  7. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل اخي عبادي
     

شارك هذه الصفحة