1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

القارئ الجيد .. صناعة لا ولادة

هذا النقاش في 'فن الآيكيدو Aikido' بدأه Haitham sadoon، ‏9 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]


    دوناليان ميللر

    أشار بحث دراسي حديث أصدرته جامعة كارنيغي ميلون، أن الأطفال الذين أدخلوا في برنامج للقراءة المكثفة مدة مئة ساعة قد تحسنت لديهم القدرة على القراءة وكذلك المادة البيضاء الرابطة في أدمغتهم.


    وفي الوقت الذي تعطي الدراسة فيه وعدا للمعلمين والأطباء الذين يعملون على برنامج "تطوير القراء" استوقفتني إشارة عارضة إلى أن الأطفال الخمسة والعشرين الذين وصفوا بأنهم "قراء ممتازون" في المجموعة القياسية المحايدة بقيت متفوقة على الأطفال الخمسة والثلاثين الآخرين المشاركين في البرنامج، وهم من المرحلتين الدراسيتين الثالثة والخامسة. المعتقد السائد القائل بأن بعض القراء يمتلكون موهبة فطرية، مثلهم مثل الفنانين والرياضيين، فيه غبن لكثير من الأطفال. وكثيراً ما أسمع من يقول: " طفلي ليس بقارئ " كما لو أن جنية القراءة نسيت أن تعطي طفلهم نصيبه من تلك النعمة الطيبة. وحتى المعلمين والمربين يقعون في هذا أيضا. فلنحمد الله إذن أن بعض الطلبة على الأقل يمتكلون ما يكفي من القدرة على القراءة لكي نركز جهودنا التعليمية على اولئك الأولاد الذين لا يزالون يجاهدون لامتلاك المهارات المعرفية الأساسية في القراءة والكتابة. ولكن ما حقيقة أمر أولئك القراء الجيدين؟ ما الذي تحقق لهم ولم يتحقق لسواهم؟ هل يولد القراء الجيدون، أم يصنعون؟ نتساءل: ترى ما الذي يفعله أولئك القراء المتمكنون بينما يمضي القراء الضعفاء الساعات وهم منهمكون في تعلم القواعد الأساسية لمهارة القراءة؟ والجواب: أنهم يقرأون. القراء المتمكنون يتفوقون دائماً على ضعاف القراء لأنهم يتمرنون .. لأنهم يبقون يصقلون ويوسعون مهاراتهم من خلال بذل الساعات تلو الساعات في القراءة. حاول أن تتخيل شخصاً يتعلم قيادة السيارة من خلال برنامج المحاكاة من دون أن يجلس وراء مقود سيارة حقيقية. كذلك الأطفال، فهم مهما تلقوا من التعليمات في المدرسة لن يقدروا على اللحاق بالقراء الجيدين، لأنهم لم يقرأوا بالقدر الكافي لكي يتقدموا ويتطوروا. يرى ريتشارد ألنغتون، باحث القراءة المرموق، أن القارئ الجيد يحقق في الأسبوع الواحد تقريباً ثلاثة أمثال ما يحققه زميله في الصف الأضعف منه، وهذا لا يشمل القراءة الخارجية. كما أن الإكثار من القراءة له أثر تراكمي، فكلما استزاد الطفل ارتقى مستوى قراءته وبذلك تزداد قدرته على المتابعة والإستزادة. من الواضح أن الأولاد يحتاجون الى مزيد من القراءة ليصبحوا قرّاء جيدين، بيد أن عملية جعل الأولاد يفتحون كتاباً تشكل ابتداء تحديا لكثير من الآباء والمعلمين. فكيف نحفزهم ونحثهم على القراءة؟ في اعتقادي أن القرّاء يصنعون ولا يولدون. فعند النظر الى سلوك القرّاء النهمين نرى أن الأجواء التي تزيد من درجة انغماسهم في القراءة تنطبق على كلا البيت والمدرسة معا، وهذه الأجواء تتضمن

    تخصيص وقت للقراءة
    لأن الأولاد يحتاجون إلى وقت مكرس للقراءة كل يوم، سواء في المدرسة أم في البيت. ليكن هذا وقتاً تتفرغ فيه العائلة كلها للقراءة، ولو لخمس عشرة دقيقة كل يوم فهذا أفضل من لا شيء. في هذا الوقت يقرأ كل فرد شيئا من اختياره، كأن يكون مقالة، أو مادة مأخوذة من الويب سايت، أو كتاباً، أو مجلة. وذات النصيحة يمكن أن تطبق في المدرسة. فإذا ما أردنا لطلبتنا أن يقرأوا تحتم علينا تخصيص حصة من وقت الدرس للقراءة المستقلة يومياً. وهذا لا يكون للقراء الجيدين فقط، بل للجميع. فهناك دليل يشير الى أن الأولاد الذين يقرأون كثيرا في المدرسة ينقلون هذه العادة معهم إلى البيت أيضا.
    تسهيل الحصول على الكتب
    يحتاج الأولاد الى أن يحاطوا بالكتب. ففي بيوت الطبقة المتوسطة يمتلك الأطفال كتبا أكثر، وهم يترددون إلى المكتبة أكثر، ويلتحقون بمدارس مكتباتها وصفوفها أغنى بالكتب. أما في المجتمعات الأوطأ، حيث يعد امتلاك الكتب ترفاً، يصبح توفير تلك الكتب من خلال المدرسة والمكتبات أمراً حاسماً في سد الفجوة. وعندما يتطلب الأمر ضغط النفقات يجب أن يكون تقليص مجموعة الكتب والكف عن تطويرها وتقليل ساعات الجلوس في المكتبة هي آخر الخيارات. كذلك فأن تسهيل الحصول على الكتب يتضمن أن تكون الكتب مناسبة لمستوى القراء، من القارئ المتقدم الى القارئ الذي يقرأ بمشقة وجهد، وجميع الذين يقعون بين هذا وذاك. فطرح كدس من الكتب أمام الطفل لن يجدي نفعا إذا كان لا يستطيع قراءة تلك الكتب.
    دور القدوة في القراءة
    يذكرنا ستيفن كراشين، مؤلف كتاب "قوة القراءة"، بأن الأولاد يقرأون أكثر عندما يرون غيرهم يقرأون. فالبالغون الذين يقرأون ويشاطرون الأطفال حبهم للقراءة يبثون رسالة قوية مضمونها أن للقراءة أهمية شخصية، لا أهمية أكاديمية فحسب
    اختيار مادة القراءة
    من طبع البشر حب الانتقاء والاختيار، والإنسان لا يحب أن يملي عليه الآخرون ما يفعله. والمرء يبدي إحجاماً عن التنفيذ حتى لو كان ما يملى عليه منطوياً على حسنات وإيجابيات. والقراء أيضاً يشعرون بنفس الشعور حين يفرض عليهم ما يقرأون. لذا يجب ترك الأطفال يختارون الكتب التي يقرأونها، ولو لبعض الأحيان. أما إجبارهم على قراءة ما لا يشد اهتمامهم فإنه قد يصدهم عن القراءة بالمرة. الأهم من كل هذا أن الأطفال يستحقون أن يشعروا بأن المؤمل منهم أن يقرأوا. لا ينبغي أن يتلقوا رسالة فحواها أن بعض الناس ولدوا قراء منذ البداية وانهم ليسوا من اولئك الناس.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
     

شارك هذه الصفحة