1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

كوريا.... تاريخان ودولتان

هذا النقاش في 'فن الآيكيدو Aikido' بدأه Haitham sadoon، ‏10 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]


    جودت جالي

    مفاعل بيونغ يانغ يعيد مخاطر وانعكاسات الحرب بالوكالة في العالم الثالث
    تحاول كوريا الشمالية، التي تسعى لتحسين أحوال شعبها المعيشية وتخفيف الضغط الدولي، أن تظهر بوادر مثل الاستعداد للتخلي عن برنامجها النووي مقابل المساعدات وحذف اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب لتتمكن من تلقي المساعدات الدولية وإقامة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة. لكن تلكؤها في تفكيك مفاعلها النووي في يونغ بيون دعا الولايات المتحدة إلى ابقاء اسمها في قائمة الدول الراعية للارهاب ، فردت كوريا الشمالية بطرد المفتشين الدوليين ونفذت اختبارا للصواريخ قصيرة المدى وأعلنت أنها ستعيد العمل في المفاعل.



    وعلى الرغم من هذه الانعطافة العدائية في العلاقات تواصل كوريا الشمالية جهودها لتحقيق تقدم في محادثات الدول الست (الولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية) حول برنامجها النووي. لقد أسست الحرب الكورية للحرب بالوكالة إذ أخذ تنافس الدول العظمى يجري بالوكالة في العالم الثالث، ووسعت سياسة الاحتواء من أوربا الى باقي العالم. ودفعت دولا مثل تركيا الى الانضمام لحلف الناتو أو حلف وارشو. اختلفت درجة التعافي من آثار الحرب في الكوريتين فكوريا الجنوبية استطاعت بعد عشر سنوات أن تكون دولة صناعية حديثة مرتبطة بسياسة السوق الحرة وعضوا في منظمة التعاون والتطور الاقتصادي ومجموعة العشرين. بخلاف ذلك لم تسمح العقلية العسكرتارية لكوريا الشمالية بالتطور سوى في ميدان التسليح . واجهت في التسعينيات مجاعة يقدر عدد من مات فيها بنحو 2,5 مليون. تقديرات وكالة المخابرات المركزية تقول بأن قيمة الناتج المحلي الاجمالي لكوريا الشمالية هو 40 بليون دولار وهو يعادل 3% من ناتج كوريا الشمالية البالغ 1,96 ترليون، ودخل الفرد 1,800 دولار يعادل 7% من دخل الفرد الكوري الجنوبي البالغ 24,500 دولار. بقيت سياسة كوريا الجنوبية معادية للشيوعية، ولكن حزب (يوري) مارس مع كوريا الشمالية "سياسة الشمس المشرقة" وغالبا ما كانت الولايات المتحدة على خلاف مع الرئيس السابق (روه) حول العلاقات بين البلدين، أما منافسه المحافظ المعادي لكوريا الشمالية فهو (الحزب القومي الكبير). أعادت كوريا الجنوبية العمل بالتعددية الحزبية عام 1987. تحاول تحت ضغط أميركي أن تقنع كوريا الشمالية بنبذ الشيوعية واعتناق الرأسمالية وتصبح "سوية" و "ديمقراطية"، وتأمل في حصول تقدم في مجال نزع السلاح النووي. حتى المعارضة في كوريا الجنوبية أصبحت رقيقة مع كوريا الشمالية، والقوميون في البيت الرئاسي الأزرق يتوقون لتحقيق مصالحة يدركون أن طريقها طويل وصعب ومكلف، فكوريا الجنوبية، لكي تبرهن أن سياسة التقارب ممكنة ومثمرة في مواجهة المنتقدين داخليا وخارجيا، تبذل المال لتطبيع العلاقات ولهذا اعتادت أن تدفع أي مبلغ مقابل بضاعة متواضعة رمزية من كوريا الشمالية، وتمول المشاريع المشتركة، لديها مجمع داخل كوريا الشمالية يوفر العمل لنحو 30000 عامل كوري شمالي، وتسعى لإدخال المزيد من المشاريع الخاصة إليها ولذلك فإنها ترى أن الأزمة المالية العالمية الحالية تهدد بفقدان هذه الفرص وانهيار الاقتصاد الكوري الشمالي. دفعت 80 مليون دولار لأجل تجريب خط السكك الحديد الذي يعيد تواصل شطري الشعب الواحد في البلدين لأول مرة منذ 56 عاما، وصرفت العام 2000 نحو 500 مليون دولار لصالح تسهيل عقد أول قمة بين البلدين، وهي قلقة أشد القلق من اقتصاد جارتها الضعيف وطموحاتها النووية، وتحاول تهدئة الوضع مع الجارة متوترة الأعصاب دوما والميالة الى اتخاذ إجراءات عنيفة كغلق الحدود وقطع الاتصالات عند أول خلاف معها أو مع المجتمع الدولي، وتتهمها أحيانا بالتآمر عليها، وعلى حياة رئيسها, والتجسس عليها.
    الخلفية التأريخية
    بعد هزيمة السلالة الامبراطورية الصينية (كينغ) في الحرب الصينية- اليابانية الأولى (1894-1896) احتلت الامبراطورية اليابانية أراضي الامبراطورية الكورية التي كانت تحت حكم الامبراطور (غو جونغ) في شبه الجزيرة ذات الفائدة الاستراتيجية لمجال نفوذ اليابان. وعند هزيمة روسيا القيصرية في الحرب الروسية اليابانية (1904-1905) حولت اليابان كوريا الى محمية لها وفق معاهدة أولسا 1905 ثم ضمتها إليها بمعاهدة الضم عام 1910 . هرب الوطنيون والمثقفون الكوريون من البلد وأقام بعضهم حكومة منفى مؤقتة يرأسها (سنجمان ري) في شنغهاي ، وفي العام 1919 اعترفت بها بعض البلدان، ومنذ 1919 وحتى 1925 فصاعدا قاد الشيوعيون الكوريون حربا داخلية وخارجية على اليابان. اعتبرت اليابان كوريا (23,5 مليون نسمة) جزءا منها هي وتايوان التي كانت مستعمرة صناعية حيوية في شرق آسيا. ثم تم الدمج الثقافي في العام 1937 بمنع اللغة والثقافة الكورية واستبدالهما باليابانية وأمر السكان بتسمية أنفسهم يابانيين. في العام 1938 سنت الحكومة الاستعمارية قانون (العمل الإجباري)، وفي العام 1942 جُند الرجال الكوريون في الجيش الياباني. في هذه الاثناء نظم الوطنيون (جيش التحرير الوطني) و (جيش تحرير الشعب الشيوعي) وهما الجناحان العسكريان اليميني واليساري للوطنيين اللاجئين. قاتل اليمينيون اليابان بقيادة (يي بوم-سوك) في بورما (كانون الأول1941- آب 1945) وقاتلها الشيوعيون بقيادة (كيم إيل سونغ) في كوريا. استخدم اليابانيون خلال الحرب الطعام والمواد والمواشي الكورية وازداد عدد القوات اليابانية في كوريا من 46000 العام 1941 الى 300000 جندي العام 1945 . وسخرت اليابان 2,6 مليون عامل تشرف عليهم قوة شرطة كورية متواطئة مع المحتل. أُرسل نحو 723000 كوري للعمل في مناطق الأمبراطورية عبر البحار وفي المدن اليابانية. كان الكوريون في كانون الثاني 1945 يشكلون 32% من قوة العمل الإجباري. لم يتم الاعتراف بحكم اليابان لكوريا وتايوان من قبل دول العالم حتى نهاية الحرب.
    ووفقا للاتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي أعلن الأخير الحرب على اليابان في 9 آب 1945 وفي 10 اب احتل الجيش الأحمر أرض ما يسمى اليوم كوريا الشمالية شمال خط عرض 38 بإنزال قوات برمائية وبجيش زحف من منشوريا، توقف ثلاثة أسابيع حتى وصل في 8 أيلول القائد الأميركي الى (أنشيوه) جنوب الخط 38 ليقبل استسلام الجيش الياباني في كوريا. عندما جرت المباحثات السوفييتية الأميركية تقرر تقسيم كوريا دون أخذ رأي الكوريين، ولكن قبل ذلك بسنتين وفي مؤتمر القاهرة 1943 كانت الصين الوطنية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قد أقرت، بالتوافق مع ستالين، وجوب أن تكون كوريا مستقلة، فشل الحلفاء في العام 1945 في مؤتمر يالطا في ترتيب الوصاية على كوريا وهي الفكرة التي ناقشها العام 1943 رئيس الولايات المتحدة روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا تشرشل. فضلا عن ذلك مُنح جوزيف ستالين "مناطق تابعة" في أوربا وكذلك نفوذ سوفييتي متوقع في الصين ومنشوريا كمكافأة له على الانضمام الى الجهد الحربي في المحيط الهادي ضد اليابان. حرص القادة العسكريون الأميركيون على أن يضم القسم الجنوبي من كوريا عاصمتها ومرفأين على الأقل، ووافق السوفييت لتحسين موقفهم التفاوضي حول أوربا الشرقية. هكذا حكمت موازين القوى على كوريا بالتقسيم وأصبح الخط 38 حدودا سياسية وجغرافية بين دولتين. أدارت شؤون كوريا الجنوبية حكومة عسكرية أميركية أعادت الى العمل نفس العناصر الإدارية والأمنية التي كانت تعمل لصالح اليابانيين، ورفضت أن تسلم الحكم الى حكومة (جمهورية كوريا الشعبية المؤقتة) التي سبق أن اعترفت بها الولايات المتحدة واليابان، لأن الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كانا قد قررا، دون إشراك الكوريين، في مؤتمر وزراء الخارجية كانون الأول 1945 على إدارة مشتركة بينهما وأن تبقى كوريا تحت الوصاية خمس سنوات تمنح بعدها الاستقلال، وهذا سهل لكل من الدولتين العظميين تقوية مواليها الآيديولوجيين. كان رفض تسليم الحكم في القسم الجنوبي للحكومة المؤقتة على أساس الشك بأنها ذات ميول شيوعية. أدى هذا التنكر لحق الكوريين في حكم أنفسهم الى انتفاضات مدنية وحرب عصابات. صدر قرار الحاكم العسكري باعتبار الحكومة المؤقتة ولجانها الشعبية خارجة على القانون فأضرب 8000 عامل سكك في بوسان العام 1946 وسرعان ما امتد الإضراب على كل مساحة كوريا الجنوبية وأفلت زمام الأمور. قتلت الشرطة ثلاثة طلاب ورد الأهالي بأعمال انتقامية من الشرطة وقُتل عدد منهم بالإضافة الى 20 من ملاك الأراضي وموظفين حكوميين فأُعلنت الأحكام العرفية. عارض المجلس النيابي الديمقراطي اليميني بقيادة الرجل القوي سينجمان ري الذي درس في أميركا، مستغلا المزاج السياسي الشعبي، الوصاية السوفييتية والأميركية على كوريا قائلا بأن الكوريين بعد احتلال ياباني دام 36 عاما يعارضون حكما أجنبيا آخر. حاولت الولايات المتحدة إقامة حكومة معادية للشيوعية ودعت الى انتخابات في عموم الأرض الكورية عارضتها موسكو وقاطعتها، فتشكل في القسم الجنوبي مجلس نيابي سياسي في 17 تموز 1948 انتخب سينجمان ري رئيسا، فيما أقام السوفييت حكومة شيوعية في القسم الشمالي بقيادة كيم إيل سونغ. أقدم نظام ري على إقصاء الشيوعيين واليساريين من العمل السياسي فتوجه هؤلاء الى المرتفعات ليعدوا حرب عصابات ضد الحكومة الحليفة للولايات المتحدة. انسحبت القوات الأميركية من كوريا الجنوبية العام 1949 تاركة جيشها سيئ التجهيز بمواجهة مناوشات وغارات جيش كوريا الشمالية عبر الحدود الذي كان جيد التسليح ويزوده الاتحاد السوفييتي بكميات كبيرة من المساعدات العسكرية التي سهلت فيما بعد لكيم إيل سونغ غزو كوريا الجنوبية.
    الاجتياح الكوري الشمالي
    تسلمت الأمم المتحدة عدة رسائل تفيد بأن كوريا الشمالية على وشك القيام بغزو جارتها كوريا الجنوبية ولكن هذه الرسائل أهملت. من جانب آخر حصل دوغلاس مكرينان مدير محطة المخابرات المركزية الأميركية في الصين على معلومات بأن الغزو مؤكد وسيحدث في 25 حزيران 1950 .
    كان هذا الضابط قد تطوع للبقاء في الصين عند انسحاب البعثات الأميركية وعندما وردته المعلومات هرب ومعه فريق من إرسالية المخابرات متوجها الى التبت برحلة على الخيول دامت شهرا ولكنه قتل قبل أن يصل (لهاسا) بأميال فسلم فريقه المعلومات. في فجر اليوم المقرر بالضبط عبرت قوات كوريا الشمالية الخط الفاصل مدعية أن نظام "الخائن قاطع الطريق ري" هو الذي تجاوزه أولا بعد سنة من المناوشات. بعد ساعات أدان مجلس الأمن الغزو وأصدر قرار 82 رغم معارضة الاتحاد السوفييتي الذي كان يقاطع منذ كانون الثاني جلساته معترضا على شغل تايوان للمقعد الدائم وليس الصين. في 27 حزيران أمر الرئيس الأميركي ترومان القوات الجوية والبحرية بمساعدة كوريا الجنوبية وتلا ذلك قرار مجلس الأمن 83 القاضي بتقديم الدعم العسكري الأممي، فيما اتهم وزير الخارجية السوفييتي الولايات المتحدة "بالتدخل العسكري لصالح كوريا الجنوبية معترضا على القرار لكون المعلومات الاستخبارية مصدرها الولايات المتحدة، ولأن كوريا الشمالية لم تدع الى الاجتماع ما يشكل خرقا للمادة 32، ولأن الصراع بين الكوريتين تم قبلا تصنيفه حربا أهلية وبذلك لا يجوز التدخل لصالح طرف دون طرف". هجمت كوريا الشمالية بجيش تعداده 231000 جندي واحتل عدة مقاطعات مستخدما 274 دبابة و 150 طائرة مقاتلة و110 طائرة قاصفة و200 مدفع و78 طائرة تدريب و35 طائرة استطلاع. إضافة الى قوة الغزو الرئيسية كان جيش الشعب الكوري (ج ش ك) المقاتل مع كوريا الشمالية يمتلك 114 طائرة مقاتلة و78 طائرة قاصفة و105 دبابة وحوالي 30000 جندي متمركز في كوريا الشمالية. وعلى جبهة البحر اشتركت سفن الجانبين رغم قلتها في الدعم المدفعي للمعارك على البر. أما الجيش المدافع عن كوريا الجنوبية فلم يكن مستعدا.
    لديه 98000 جندي و22 طائرة مقاتلة و10 طائرات تدريب ولا يمتلك دبابات. لم تكن توجد حاميات أجنبية على الأرض الكورية ولكن كانت توجد قوات كبيرة للولايات المتحدة في اليابان. وخلال أيام إنهار الجيش الجنوبي الذي يتكون من جنود ضعيفي الولاء فتراجعوا جنوبا أو استسلموا للشيوعيين.
    التدخل الأميركي
    رأت الولايات المتحدة أن الغزو شيء مماثل لاعتداءات هتلر في الثلاثينيات، وأن سياسة التهدئة التي مورست إزاءه كانت غلطة يجب عدم تكرارها، وأن مواجهة الغزو حيوية لسياستها لتحجيم الشيوعية. نددت "بالعدوان" ودعت مجلس الأمن لإتخاذ مايلزم "لإنهاء هذا الخرق للسلام"، فيما حذر نائب هيأة الأركان الأميركية (عمر برادلي) من المهادنة قائلا بأن كوريا هي خط الصد للتوسع الشيوعي.
    استطاع ترومان ووزير خارجيته في آب 1950 إقناع الكونغرس بتخصيص 12 بليون دولار إضافية للنفقات العسكرية في آسيا، وأصدر أمرا للجنرال ماك أرثر في اليابان بنقل الإمدادات لجيش كوريا الجنوبية فيما يقوم بتغطية جوية لإخلاء الرعايا الأميركيين من كوريا. لم يوافق ترومان بخلاف مستشاريه على القيام بقصف منفرد للشمالية ولكنه أمر الأسطول السابع بحماية تايوان، ومثلما رفض عرض التايوانيين بالقتال في كوريا رفض طلب القوميين الصينيين بالقتال خشية تدخل الصين.
    كانت أول معركة مهمة للجيش الأميركي عندما هاجمت قوة مهمات خاصة أميركية قوات (ج ش ك) في أوسان ولكنها لم تنجح لافتقارها السلاح المضاد للدروع وفقدت 180 مقاتلا وتراجعت الى تايجيون التي استولى عليها (ج ش ك) أيضا مكبدا الفرقة 24 الأميركية 3602 بين قتيل وجريح و 2962 أسيراً بضمنهم قائد الفرقة، وفيما أسقطت قوته الجوية 18 مقاتلة و29 قاصفة مقابل 5 مقاتلات أسقطها الأميركيون. بحلول آب دفع (ج ش ك) جيشي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الى الخلف حتى مشارف مدينة بوسان، وقام بقتل كل من يصادفه من المثقفين والموظفين المدنيين، وبحلول أيلول لم يبق تحت سيطرة قوات الأمم المتحدة سوى 10% من الأرض الكورية ولولا التحصينات وإعادة التجهيز والمدفعية البحرية والإسناد الجوي لما تمكنت من الصمود على نهر ناكدونغ. لكنها في 8 تشرين الأول ردت (ج ش ك) على أعقابه شمالا وراء خط 38 وعبر جيش كوريا الجنوبية خلفها ثم أصبح في المقدمة وتقدم مع الجيش الأميركي الثامن نحو غرب كوريا ليحتل في 19 تشرين الأول عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ، ومع نهاية الشهر أسرت قوات الأمم المتحدة 135000 جندي وبدا أن (ج ش ك) بدأ يضمحل. ثم رأى ماك أرثر ، وبتأييد من بعض السياسيين، أن هذا النجاح يجب أن يستغل لتوسيع الحرب الكورية الى داخل الصين لتحطيم مواقع جيشها التي تمون الجهد الحربي لكوريا الشمالية لكن ترومان لم يوافق وأمره بالتوقف عند الحدود الكورية الصينية.
    التدخل الصيني
    في 4 آب 1950 أبلغ ماو تسي تونغ المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني بنيته التدخل عندما يكون جيش الشعب المتطوع مستعدا للانتشار. وفي 20 آب أبلغ شو ان لاي الأمم المتحدة بأن كوريا جارة للصين ولا يمكن للصين إلا أن تكون مهتمة بحل المسألة الكورية وهدد بالتدخل، إلا أن ترومان فسر ذلك بأنه مجرد ابتزاز. إدعت الصين لاحقا بأن قاصفات الولايات المتحدة انتهكت مجالها الجوي. أضاف شو إن لاي جهدا شخصيا لكسب دعم الاتحاد السوفييتي الذي حدد لطائراته أن تظل على مسافة 60 كلم من الجبهة، وأرسل طائرات ميغ 15 مموهة على أنها صينية وقد أثبت طياروه جدارة في التصدي لقوة الأمم المتحدة الجوية. عندما تقدم الجيش الصيني كانت طائرات الاستطلاع الأميركية تواجه صعوبة في رصد حركة وحدات الجيش الصيني المتقدمة التي أُمرت بأن تسير ليلا فقط وأن تتوقف عن الحركة تماما عند تحليق الطيران المعادي وخُول الضباط بإعدام كل من يخالف. هكذا تغلغلت ثلاث فرق مسافة 286 ميلا من منشوريا الى منطقة الاشتباك خلال 19 يوما، وتقدمت فرقة أخرى 18 ميلا بنفس التكتيك على طريق جبلي خلال 18 يوما. قلل ماك أرثر إثناء لقائه بترومان من أهمية التدخل الصيني وأكد بأن الجيش الصيني سيتعرض الى مذبحة رهيبة.
    حدثت أولى المعارك الرئيسية الأميركية الصينية حين طوق آلاف الجنود الصينين من ثلاث جبهات وعلى شكل حرف Vوحدات للأمم المتحدة متفرقة واجتاحوا الخطوط الدفاعية في أونسان، وكذلك اجتاح الجيش الصيني في الغرب على نهر شونغ شون فرق الجيش الكوري الجنوبي والأجنحة المتبقية من قوات الأمم المتحدة فتراجعت قيادة قوات الأمم المتحدة مع الجيش الثامن تراجعا هو الأطول في التأريخ العسكري الأميركي مستفيدا من مقاومة اللواء التركي الباسلة المكلفة والذي بقي في المؤخرة ليعرقل تقدم الجيش الصيني 4 أيام. وفي الشرق على سد (تشوزين) بالكاد أفلت الجيش الأميركي بمساعدة الغطاء الجوي من الإبادة متكبدا 15000 قتيل وجريح.
    إن الجيش الصيني الذي كان يفتقر الى الغطاء الجوي والدعم الناري الثقيل والتمهيدي سرعان ما حول هذا النقص الى أسباب انتصار. كان يدفع وحدات صغيرة مؤلفة من 50 الى 200 جندي لتطويق العدو على شكل V فيما يقوم فريق صغير عند الفتحة بقطع طريق الهرب على القوات الأميركية بهجمات منسقة، ويعاد التكتيك نفسه بالتقدم الى أمام. في المرحلة التالية تولت الهجوم وحدات مشاة هجومية خفيفة عالية المهارة لاتملك عموما أسلحة أثقل من رشاشات المورتر. أثبت الجيش الصيني أنه منضبط ومدرب جيدا ومتكيف للقتال الليلي. كان جنوده أساتذة في فن التمويه ودورياتهم ناجحة في تحديد مواقع العدو. يتغلغلون خلفه ويقطعون طريق الهرب والتموين ثم يباشرون الهجوم.
    إتبعوا أيضا تكتيكا يسمونه (هاشي شيكي) حيث يستدرجون العدو الى داخل V ويطبقونه عليه فيما تتحرك قوة أخرى أسفل الفتحة لمواجهة أية قوة تحاول فك الحصار. تم طرد قوات الأمم المتحدة عبر خط 38 وتراجعت تراجعا سريعا باتجاه الساحل الشرقي وتمترست حول محيط ميناء مدينة هونغ نام الكورية الشمالية بانتظار وصول النجدة.
    في كانون الثاني 1950 رست في أقصى الجنوب الكوري 193 سفينة محملة بمواد مع 105000 جندي و98000 مدني و17500 مركبة و350000 طن من التموينات، وقبل أن تنسحب قوات الأمم المتحدة قامت بمحو أغلب مدينة هونغ نام . أعلنت الهدنة بين الكوريتين عام 1953 والحد الفاصل بينهما خط 38 بطول 248 وعمق 4 كلم دون أن تتحول الهدنة الى إتفاقية سلام أبدا.
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك على المعلومات
     
  3. amir

    amir عضو جديد

    :clap::clap::clap::clap::clap:
     
  4. مارد الليل

    مارد الليل عضو جديد

    lمشكور اخى على الموضوع الشيق بارك الله فيك
     
  5. موضوع جميييييل تسلم ايديك استاذ هيثم سعدون
     

شارك هذه الصفحة