الصراع على عاصمة الصحراء

بشير خزعل

تعد مدينة (العيون) من أكبر مدن الصحراء الغربية في المغرب، وهي عاصمة الصحراء واشتق اسمها من كثرة ينابيع المياه التي كانت فيها، بعضها جفت مياهه وقليل منها ما زال يغذي وادي "الساقية الحمراء" الذي يخترق أطراف الصحراء ويعطيها جماليةً خاصة، ويحتضن المدينة. بقيت الصحراء تحت الاستعمار الإسباني لأكثر من 70 عاماً، و كان استعماراً فقيراً،


فلم يبنِ في الصحراء إلا ما يخص جنوده وهو قليل، في العام 1975 خرج آخر جندي إسباني من الصحراء، وعقب ذلك سيّر المغرب مسيرةً أسماها بالمسيرة الخضراء وأعلن استعادته للصحراء، ومنذ ذلك الوقت يدور خلاف على السيادة على الصحراء بين المغرب وبين جبهة البولساريو التي تسعى للانفصال وإقامة دولة صحراوية فيها، المغرب من جانبه اجتهد كثيراً في تعمير المدينة وغيرها من مدن الصحراء التي كانت خالية من أي مرفق حياتي إلا من بعض البيوت التي كانت حينها محطةً للجنود الإسبان الذين كانوا في المكان، وكل ما بُني فيها كان في خدمة الجنود، أما غالبية السكان فكانوا من سكان البادية إلا من قلة سكنت المدينة وغالباً ما كان هؤلاء ممن يعملون في التجارة وأشغال تخص خدمة الإسبان المحتلين، هنا قلب المدينة في العهد الإسباني وبعض المواقع الإدارية التابعة للجنود، و قد سكن بعض تجار المدينة أيضاً، هذه البيوت بنيت خصيصاً للجنود الإسبان، و لمنع تراكم الرمال فوق أسطح المنازل جرّاء العواصف الرملية دائمة الحدوث في الصحراء، صممت شركة إيطالية في الستينيات من القرن الماضي، نوعاً جديدا من المنازل يلائم البيئة الصحراوية التي يصعب العيش فيها لغير أهلها ومن ولدوا فيها، فهناك أول ثكنة عسكرية إسبانية في العيون، وتلك آخر إشارة للسير في المدينة من العهد الإسباني أيضاً، مدينة العيون اليوم و بعد أكثر من 30 عاماً من رحيل الإسبان، مدينة كبيرة وحديثة ويفوق تعداد نفوسها نحو 250 ألفاً أوأكثر، حياة المدينة تبدأ بعد الظهيرة وبعد أن تخف حرارة الشمس، ويخرج الناس إلى الأسواق لقضاء حاجياتهم، لكن الصراع القائم على الصحراء الغربية بين المغرب من جهة، والجزائر والبوليساريو مازال قائما وسط جدلية الأحقية في هذا الجزء من الوطن العربي، فالمغاربة يصرون على أن جبهة البولوليساريو هي ابنة الاحتلال الإسباني وأن من حرر المدينة في ذلك الوقت هم أبناء المغرب بمسيرتهم الخضراء التي شارك فيها زهاء 350 ألف مغاربي في العام 1975 في الوقت الذي يعتقد فيه الجزائريون أن عاصة الصحراء هي جزء من حدودهم الوطنية، وتبنوا مشروع تقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات وكيانات مختلفة ووضعوا أنفسهم في خانة العداوة مع المغاربة، ولم تفلح الجهود الدولية المتمثلة بمخطط التسوية واتفاقية هيوستن للعام 1997 ومخطط السلام في تقرير مصير أبناء شعب الصحراء ويرتبطون بعلاقات أسرية واجتماعية بين الدولتين، ذلك أن مسألة الصحراء هي قضية الشعبين المغربي والجزائري معا

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

:icon30::icon30::icon30:
مشكوووووووووووور

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز محمد

 

​

 

الرائع هو مرورك استاذنا علي عبد العزيز