1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

حلم الكمال الانســاني

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏14 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]

    شهاب احمد الفضلي

    عندما كتبت شللي ماري ولستون روايتها " فرانكشتاين " سنة 1816 لم يدر بخلدها ، انها ستكون اكثر الروايات انتاجا في السينما . رغم ان هذا الفن لم يكن مكتشفا انذاك .
    الرواية تحكي قصة طبيب عمل على اعادة الحياة الى شخص محكوم عليه بالاعدام ولكي يقضي الطبيب على نزعة الشر في انسان تجربته قام بزرع دماغ شخص طيب في جسده ، واستبدال اعضائه التالفة بعد الاعدام باعضاء اخرى كان قد حفظها في مواد كيميائية . وبعد ان انهى عمله قام بايصال دماغه الى آلة كان قد صنعها لهذا الغرض ، وبعد محاولات عدة من سريان التيار الكهربائي الى الدماغ ، اعيدت الحياة الى الميت .

    [​IMG]
    غير ان الامور لم تجر كما توقعها العالم العبقري ، فالمخلوق الجديد اتى مسخا من عدة وجوه ، اهمها نزعته التدميرية ، وقوته الجسدية الهائلة ، الامر الذي جعله وبالا على المجتمع . ومن الواضح ان العبرة الرئيسة في الرواية هي ان التلاعب في سنن الخالق ، ربما ينتج عنها عواقب غير محمودة تؤدي الى تدمير الحياة وفناء البشر . ما من شك ان حلم الوصول الى الكمال داعب خيال الانسان منذ نشوء المجتمعات وبروز الحضارات الكبرى في التاريخ . ففي الحضارة العراقية كانت ملحمة كلكامش اول سفر يحكي قصة انسان حاول البحث عن حياة سرمدية ، وصولا الى الكمال الالهي والخلود . اما الحضارة الصينية والهندية القديمة فقد تمثل بالحكمة والعقل ، وعند الاغريق فان الياذة هوميروس القوة الجسدية فيها قمة الكمال . وفي الرومانية كان الجمال في تناسق الجسم البشري عبر ما انتشر من تماثيل تمثل سعي الانسان نحو الكمال على مر العصور . وانسان اليوم لايختلف عن سابقه في شيء بما في ذلك البحث عن الكمال البشري ، مع فارق باختلاف التقانات وتبدل المفاهيم والمعايير الاخلاقية والفلسفية .

    ان مشروع الجينوم البشري ، والمعجل التصادمي العملاق وثورة المعلومات وغيرها ، لاتختلف من ناحية الهدف والمفهوم واحلام الانسان القديم ، بيد انها تختلف اختلافا واضحا في القيم التي ترتكز عليها والمفاهيم التي تستند اليها ، فالهدف من هذه المشاريع هو تحسين ظروف حياة البشر قاطبة ونقلهم الى مرحلة اخرى دون تمييز في الاعراق او اجتثاث بعضها . ومن هذا المنظور يمكن لهذه المشاريع ان تاخذ منحى انسانيا لو احسن استخدامها ، كما يمكن لها ان تخلق مسخا جديدا لتحقق بذلك كوابيس ولستون .
    نحن اذن على عتبة فتح جديد امام الجنس البشري ، وسيكون سمة القرن الواحد والعشرين ، بدرجة تفوق التطورات العلمية والتقنية للقرون الماضية . وسيجري فيه تحقيق الكثير من احلام روائيي الخيال العلمي وكوابيسهم ايضا . فالعلوم الطبيعية حققت احلام جول فيرن وغيره . الا ان كوابيس الخيال العلمي في حقل العلوم الحيوية ، ان تحقق بعضها ، سوف يكون وبالا على البشرية برمتها . مثل هذا الخوف مشروع . اذ ان تجارب الماضي القريب في استخدام الانسان للطاقة النووية بشكل تدميري وتعسفه في استغلال الطبيعة وما ادى اليه من اخلال بالنظام البيئي وتهديد الحياة على الارض وغيرها . لذا فاننا لانستطيع الجزم بعدم ظهور معتوه يفاجئنا بانتاج مسخ فرانكشتاين جديد . وبالرغم من ذلك فان الامل في ان يتعظ الانسان من تجاربه الماضية ليطوع الفتوح العلمية الجديدة لاسيما منها الحيوية لخدمة البشر ومحاربة ثالوث الجهل والفقر والمرض
     
  2. amir

    amir عضو جديد

    :clap::clap::clap::clap:
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل اخي صلاح الدين
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    بارك الله فيك على الموضوع الرائع والمميز
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة