1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

التأمل من خلال اليوغا ممارسة وتطبيق

هذا النقاش في 'الطاقة والقوة الداخلية' بدأه عمر قاسم، ‏18 يناير 2010.

  1. عمر قاسم

    عمر قاسم عضو جديد

    ان موضوع التأمل قديم جدا ... الأنبياء كانوا يتأملون في اسرار هذا الكون وخالقه .. العلماء يتأملون للبحث عن حلول لمشاكلهم .. المفكرون كذالك وحتى الانسان الطبيعي بحاجة للتأمل حتى دون سبب فقط لمجرد التأمل ، ان قضية التامل تندرج من السهولة الى الصعوبة ومن الجزئيات الى المركبات ، اننا بحاجة الى التامل لنعبر عن ذاتنا ، من خلال تاملنا لنحقق نوعا من التوازن الخيالي لإشباع رغبات في انفسنا او لتحقيق نوع اخر من التوازن الواقعي لدمج انفسنا في محيطنا الذي لا يمكننا ان ننفصل عنه لأننا جزء منه ، ومن خلال تاملنا نحاول جاهدين ان نكتشف اسرار هذا العالم ومن خلال تفحصنا لانفسنا والمحيط بنا ندرك اننا بحاجة الى اجابة على ... من أنا ؟ ... من أنت ؟ ... من نحن ؟ ...
    وفي مسيرة التامل هذه للاجابة على اسئلة ذاتنا تنساب علينا اسئلة من نوع اخر وكل اجابة ناتجة عن سؤال سابق وكل سؤال يتفرع عنه عدة اسئلة وكل نتيجة مرتبطة بسبب وكل سبب ناتج عن اسباب اخرى ...
    اذن نحن ما زلنا نتدحرج ككرة الثلج تكبر بأسباب ونتائج وتتولد افكار جديدة تكون موضع تساؤل اخر وتامل اخر
    ورغم ذلك لنحاول جميعا ان نتامل عندما تواجهنا مشاكل في البيت في الشارع في العنل في السوق في اي مكان نحن فيه ،
    عندما نتامل سنحقق جزء من الراحة النفسية وعندما نحقق هذا الجزء ستتبعه اجزاء اخرى الى ان تكتمل الصورة بشكل عفوي او مقصود
    ان الهروب الى التامل هو بذاته اقدام عملي لحل مشكلة في محاولة منا لتطويع انفسنا واجسادنا على التحمل
    هذه الفلسفة الواقعية التي نحن بحاجة اليها اليوم في ظل الكثير من المشاكل والضغوط النفسية التي تواجهنا

    ان الذهن البشري في اضراب دائم نتيجة ما يتعرض له من انطباعات وأفكار وصور وذكريات وهو ايضا في حالة تأثر متواصلبالمنبهات والمثيرات الداخلية والخارجية

    إن كل ما ذكر يعتبر حاجزا قويا يمنعنا من رؤية أنفسنا وذاتنا الحقيقية

    إن الوقوف امام هذا الحاجز واختراقه يقودنا نحو ذاتنا ويفسح المجال لنا للتحرر والانعتاق من القيود التي تكبل أذهاننا .

    والتأمل من خلال اليوغا يتم باتباع نوع من التفكير العميق القائم على تركيز ذهني متحرر من الافكار السابقة ، والتركيز يكون على أي موضوع من خلال بذل طاقة نفسية وجهد منطقي تحليلي ثم تأليفي ، وهذا هو الجزء الذي يميز التأمل عن الشرود الذي يمثل شرودا ذهنيا فوضويا ، وكما يميز بين التأمل والتداعي الحر الذي تتوالى فيه الافكار غير المنظمه .

    ويجب على الانسان المتأمل أن يعمل على تحقيق انتباه داخلي وحضور ذهني في ذات اللحظة لإبعاد الذهن عن الانصياع للتداعيات أو الخواطلر أو التأثيرات سواء الداخلية أو الخارجية ، للوصول إلى استغراق الذهن والادراك في وعي جديد لتحقيق التوحد مع الذات

    ويبحث التأمل من خلال اليوغا عن حلول للمعاناة الناتجة عن الصراع الأزلي بين الانسان ونفسه فيما هو كائن وما يريد أن يكون ... بما هو ملك له وما يريد أن يكون ملكا له

    وعندما يكون التضاد موجود واقعيا في النفس الانسانية تبدأ المعاناة الحقيقية

    ومن هذا المنطلق توجهت اليوغا نحو الذات في محاولة لضبطها والسيطرة عليها للقضاء على المعاناة ... فكان لا بد من وجود علاقات بين الذات التجريبية التي هي الكيان الاجتماعي للانسان وبين الذات المطلقة التي هي الذات الخاصة للانسان

    ليتم في النهاية تحقيق الطاقة الروحية للذات مما يجلب السعادة ويضع نهاية للمعاناة والألم

    إن رياضة اليوغا هي رياضة تأملية للجسد والنفس والفكر للاخضاع والسيطرة على الارادية واللارادية الى ارادية للوصول الى التخلص من المعاناة والسمو بالروح ، كما ان ممارسة اليوغا تحقق نوعا من الحكمة للقضاء على الجهل الذي لا يفرق بين الروح والمادة ، حيث يؤدي التوحد الخاطئ بينهما الى المعاناة ، وللتغلب على هذه المعاناة لا بد من انهاء التوحد الخاطئ بين الذات الخالصة واللاذات عن طريق ممارسة رياضة ضبط النفس التي هي جزء من رياضة اليوغا

    وتاليا بعض الامور التي يجب على الشخص أن يفصلها عنه لتحقيق المزيد من التأمل اليوغي

    الجهل * ويعني ضعف الادراك بأن الذات الانسانية يجب ان تنتمي الى الروح ، كما ان الذات يجب ان لا تنتمي الى المادة ، حيث ان الذات تنظر لنفسها انها كيان عضوي فهي بالتالي متحدة مع المادة وتناضل للمحافظة على وجودها باعتبار انها كيان مادي

    الإلحاح * المستمر لخلق الأنا وتقويتها حيث أنها منطلق الوجود النفسي العضوي حيث يتم تحويل الاشياء الى خاصتي وليس خاصتي ومن هنا تحاول الذات الحفاظ على وضعها المادي .

    حب * الاشياء والتعلق بها حيث تقوم الذات بالتعلق بموضوعات التجربة للمحافظة على وجودها المادي لخوفها من فقدان الخبرات والتجارب التي تبعث على الشعور باللذة

    قيام الذات بابعاد الاشياء التي تهددها كذات مادية لخوفها من هذه التهديدات تجد عملية المقت والكراهية وتحاول الذات التخلص والقضاء على ما يهددها ، وهنا تصبح لدى الانسان قوتان متضادتان القوة الاولى هي حب الاشياء والتعلق بها والقوة الثانية هي المقت والكره ، وهنا يحدث الصراع بين القوتين تنهى احدهما الاخرى على حساب الشخص الذي يكون في حالة من المعاناة الشديد

    لا شك ان لدى الانسان قوة تحكمه بحيث يصبح خائف من الموت وكل ما يتعلق به ، لأن هذه القوة تعمل على اسناد الأنا للشخص كما تعمل هذه القوة على تقوية الأنا من خلال موضوعات هامشية تنسيها الموت من خلال ابقائها على قيد الحياة وتمنيها بالخلود النفسي والعضوي

    ان رياضة اليوغا تسعى جاهدة للقضاء على الأمور السابقة الذكر من خلال القضاء على القوة المحركة لها والتي تدعمها وتقويها ، وعند ذلك يكون في وسع الوعي أن يتميز عن المادة ، وبالتالي إنهاء تقييد النفس ذات الوعي المتجسد

    كما لا بد لممارس اليوغا ان يدرك بأن هناك قواعد عليه الالتزام بها والعمل ضمن اطارها

    القاعدة الاولى - اللاذى حيث يتم استبعاد أي تصرف يمكن أن يؤدي للاذى بما فيها الكراهية والمقت وسوء النية ، وفي هذه الحالة تنمية الحب واستعماله كوسيلة للتخلص والقضاء على السلوكيات الأنانية للأنا

    القاعدة الثانية _ النطق حيث يتم إقصاء واستبعاد الكلمات التي تؤذي الآخرين من ثرثرة وكذب ... الخ

    القاعدة الثالثة _ إبعاد الرغبة في تملك ما يملكه الآخرين ولو ذهنيا باعتبار ذلك إيذاء للآخرين

    القاعدة الرابعة _ إبعاد نشاط الأنا وعدم تغذيتها ، وكبح جماحها الجنسي حيث يؤدي هذا النشاط الى تمثل نوع من انواع القيد والعبودية

    القاعدة الخامسه _ تقبل الذات كما هي دون ازعاج من الظروف المعاكسة

    واليوغا لها عدة مراحل ولعل من اهم هذه المراحل :_

    اولا _ الإنكماش الذاتيس من خلال الحرمان

    ثانيا _ تركيز الافكار نحو المركز من خلال ترويض النفس

    ثالثا _ ممارسة الأوضاع الجسدية مع التأمل والتركيز بدون جهد

    رابعا _ اتقان الفاصل الزمني لضبط عملية التنفس والإحساس به

    خامسا _ إخضاع الحواس بعملها للإرادة الذاتية

    سادسا _ تثبيت التركيز على شئ محدد ، مادي ، فكري ، مطلق

    سابعا _ الدخول إلى الجوهر الذاتي عن طريق التأمل

    ثامنا _ التوحد مع الفكرة موضوع التأمل من خلال الانصهار الذاتي

    النظرة لليوغا

    يكاد الانسان العادي ينظر لليوغا بأنها رياضة فردية يمارسها الفرد

    وحيدا بعيدا عن الناس في مسيرة طريقه التأملية الذاتية ، وهذا الامر صحيحا نوعا ما ، حيث يمارس الفرد هذه الرياضة باعتباره وحيدا في هذا العالم عن طريق الإنفراد الروحي _ النفسي _ الجسدي ومن ثم تحقيق الإنفراد المادي عن المحيط الحولي

    ولليوغا عدة طرق وكل طريقة لها ميزاتها الخاصة ، ولكننا نؤكد وننفي بنفس الوقت أن تكون لليوغا أي علاقة بالسحر أو الشعوذة أو عالم الروحانيات ، رغم أن بعض من مارسو اليوغا بتعمق لديهم بعض القوة الخارقة مثل المشي على الجمر أو على الزجاج أو ضرب اجسادهم بأدوات حادة ... الخ ويتم ذلك دون الشعور بأي نوع من الألم الجسدي

    وقد اجريت تجارب على أربعة ممارسين لليوغا حيث اخضع هؤلاء لمنبهات خارجية ( إضاءات قوية ، صخب شديد ، ذبذبات كهربائية ، حروق ، غمر الجسد بالثلج ) وكانت نتائج التجارب أنه لم يظهر عليهم أي تأثر بما تعرضو له كما أن المخطط الكهربائي الدماغي المسجل أثناء التجربة لم يظهر أي تبدل طارئ
    يتبع الجزء الثاني
     
    آخر تعديل: ‏30 يناير 2010
  2. shaolin

    shaolin عضو جديد

    مشكور يا كوتش وفي انتظار البقية
     
  3. عمر قاسم

    عمر قاسم عضو جديد

    اشكرك اخي شاولين على مرورك الذي اسعدني ، وقريبا سوف انشر البقية احترامي لكم
     
  4. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور استاذ عمر قاسم على الموضوع الرائع
     
  5. عمر قاسم

    عمر قاسم عضو جديد

    أشكرك أخي وصديقي هيثم ،،، أمنياتي بلقائكم قريبا في الاردن
     
  6. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    بارك الله فيك على الموضوع الرائع والمميز
     
  7. عمر قاسم

    عمر قاسم عضو جديد

    كل الاحترام لك اخي محمد عبد الوهاب ،، سعيد بوجودي معكم
     

شارك هذه الصفحة