قيم المظاهر

سربست عباس

حول قيم المظاهر و الدعوة له و المخاطر و المفاسد الاجتماعية و الاقتصادية الناجمة عنه فأنني أعلم بتأثيرات الازمة الاقتصادية العالمية و هنالك الكثير من المسرفين


رأيت اليوم محامي يتباهى بشراء قاط من حرير من لبنان بسعر 1100 دولار و يتهم زميله المحامي بعدم السخاء لكونه لم يدفع اموالا لشراء قاط ثمين , و انه اشترى قاطا بسعر أقل من 50 دولارا ( و هذه احدى طلعات بعض من الاشخاص السلبية " مع وجود الكثير من الحالات الايجابية " فشيمة هذا البعض التفاخر , و هي ليست ذات شيم الخيرين , ) فالله يأمرنا بالتنافس في عمل الخير ( و في ذلك فاليتنافس المتنافسون ) و لكن المظاهر الخداعة تكاد تودي بالناس للهلاك هنا , فالكل يتراكض نحو الثراء السريع ( و ليس هذا الطموح بنفسه كطموح عيبا ) و لكن كونهم يسخرون من الاناس القانعين هو العيب الكبير ( فكأنهم بهذا يريدون فرض قيمهم على المحتمع أي قيم الاهتمام بالزخارف و البهرج و هي قيم زائفة , ويريدون نشر هذه القيم الزائفة بل يريدون فرضها على المجتمع , فهم يريدون من الناس عبادة هذه القيم الزائفة قيم البهرج و الانصياع لها , وبهذا فهم يحملون الناس ما لايطيقون ( حيث ان لكثير من الناس امكانات مادية محدودة ) , و الحال ان دين الاسلام قد اتى ليخفف للناس من اصرهم و اثقالهم و ان يسيروا في مسار الحياة بسلاسة و لين و بدون صعوبة أو اثقال الكاهل .و أرجوا أ لا أكون أثقلت كاهلكم , اذا ما نظرنا للأمر من منظور حقوق الانسان فأن لكل فرد الحرية في أختيار أسلوب حياته , فلا يعقل أن يفرض ذوي المال اسلوب حياتهم الباذخ على ذوي الامكانات المالية المتواضعة و ذلك بجعل قيم البذخ و الاسراف قيما عليا و القيام بفرض أحترامها على المجتمع , ان الاسراف في عصر الانكماش الاقتصادي ليس بشجاعة و هو ليس بكرم , فحتى الانفاق لدعم المحتاجين الذي قد حض عليه الاسلام هو أن يكون لدرجة أن لا يؤثر على حياة الشخص المنفق فما بالك بالاسراف في البذخ , لقد رأينا بأم أعيننا كيف ان الحياة الباذخة و قيم الاسراف قد أثرت على مواطني الولايات المتحدة فقاموا ببيع منازلهم ( أو في الحقيقة قامت المصارف ببيع منازل الامريكيين لكي تأخذ الاموال التي أقرضتهم اياها لق قام الامريكيون باستخدامها للدفع و الشراء في امور كمالية لاقيمة لها ) و أصبح الالاف من الامريكيين ( بل هنالك قول بأن العدد وصل الى الملايين ) قد فقدوا منازلهم و أصبحوا مشردين بلا مأوى , هكذا هو الاسراف هو الانفاق على الشيء الكمالي و نسيان أمر الاشياء الضرورية , فالسكن ضروري و هكذا لكل شيء اولويته من حيث الانفاق و التقتير . ان محاربة القيم الزائفة يعد أمرا ضروريا فالعلو و الرفعة و الاحترام لايكون بالمظاهر الزخرفية و البهرج , بل يكون بالقيم الانسانية العليا و بالعلم و الاخلاق العليا.

 

بارك الله فيك على الموضوع الرائع والمميز

 

الرائع والمتميز هو مرورك ومتابعتك الدائمة استاذ محمد عبد الوهاب

 

​

 

مشكور مرورك الرائع استاذنا العزيز علي عبد العزيز