1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

(تشاوشيسكو) الشبح الذي يطارد شعبه

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏18 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]



    روجر بويز

    بعد عشرين عاما على رحيله
    ما زال قبر الدكتاتور الروماني المعدوم نيكولاي تشاوشيسكو يحتل مكانا متواضعا في مقبرة غينيسيا في العاصمة الرومانية بوخارست، رغم مرور عشرين عاما على إعدامه.
    ذلك الذي كان يلقب بعبقري جبال الكاربات( سلسلة الجبال الفاصلة بين الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية) والجبار بين الجبابرة. اليوم لا يميز قبره سوى صليب صغير عليه اسمه ونجمة حمراء مع صورة تجمعه مع زوجته، ربما وضعت مؤخرا.

    قبره البسيط نادرا ما يستقبل أحدا في بقية الأيام، عدا في ذكرى اعدامه، الذي يصادف يوم عيد الكريسمس، ويوم عيد ميلاده في 26 من شهر كانون الثاني. ولكن هذه الزيارات لا تعكس حقيقة نفوذ تشاوشيسكو الدائم على ايقاع البلد ومشاعره.
    فقد وجد استطلاع أجري مؤخرا في مركز مستقل يدعى مكتب البحوث الإجتماعية أن نصف المشتركين فيه يرون أن رومانيا تعيش حاليا وضعا اسوأ مما كانت عليه تحت حكم تشاوشيسكو قبل عام 1989، وهو العام الذي أعدم في نهايته. ويظهر في الاستطلاع أن 40 بالمائة من المشتركين ذكروا أن حياتهم الآن أصبحت أشق مما كانت عليه قبل اعدامه، و 56 بالمائة قالوا أن الناس العاديين كانوا يحظون باحترام أكثر عما هم عليه الآن.
    وتقول صحيفة التايمز البريطانية أن اسم تشاوشيسكو يدور على شفة كل شخص في رومانيا، في الباص، في المقهى، وكل مكان. خاصة عند أولئك الذين لم يتعرضوا للاضطهاد من قبل سلطات أمنه.
    فما دمت لست ممن نالوا نصيبهم من التعسف والاضطهاد تحت حكمه، فإن حياتك في عهده ستبدو أفضل أمنا من هذه الأيام.

    صحيح أن حكمه كان دكتاتوريا، وصحيح أنه كان يفرض عقوبات جنونية تتعلق بمواعيد استخدام المصابيح الضوئية، وكان هناك حظر قاس على حالات الاجهاض، وصحافة ذليلة متزلفة خاضعة لهيمنة النظام، وكان المواطنون يعانون نقص التغذية. ولكن رغم ذلك، ما زال العديد من سكان الأرياف وكبار السن يذكرون عبقري جبال الكاربات في صلواتهم.
    رومانيا اليوم هي واحدة من أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي فسادا، حسب ما ذكرته هيئة الشفافية الدولية. أما البطالة فتزيد نسبتها على 7 بالمائة وهي بارتفاع متواصل. وكانت هناك أزمة تشكيل حكومة جديدة منذ اقتراع حجب الثقة الذي أجري في تشرين الأول الماضي. هذه كلها بالطبع مشاكل لا وجود لها في دكتاتورية اشتراكية.
    آثار جنون العظمة التي خلفها الدكتاتور لا تزال هي الأخرى شاخصة في البلد. فقصر الشعب، وهو منزل فخم من بقايا آثار حكمه والذي أصبح الآن يدعى قصر البرلمان، هو ثاني أوسع مبنى حكومي في العالم بعد مبنى البنتاغون، مقر وزارة الدفاع الأميركية. في حين أن قصره الآخر الذي لم يكتمل بناؤه، ويدعى بيت الراديو، عرضة للتداعي والانهيار في الوقت الراهن. وكان الدكتاتور قد أمر بإزالة جوانب أثرية كبيرة من مركز بوخارست التاريخي لغرض مد طريق يؤدي الى قصره (قصر الشعب).
    ولكن على الرغم من ذلك، ورغم الإصرار الفرعوني للدكتاتور على إنجاز القصر، يبدو المبنى أنيقاً جميل المنظر. فهو صرح يثير السخرية والاعجاب في وقت واحد.
    لم تستطع رومانيا إلى الآن أن تحدد موقفها من الدكتاتور، ولا عجب، فالكثير من أتباع حزبه الأذلاء ومن بينهم وكلاء جهاز الأمن المخلصين له تمكنوا من شق طريقهم منتقلين بنفوذهم السياسي الى عالم الثراء. فقد توصل أحد التقارير إلى أن 85 من أصل 100 من أثرى أثرياء البلد هم شخصيات كانت لها خلفيات شيوعية.
    ولكن دراسة صدرت مؤخرا تفيد أن المسألة ليست كذلك، حيث أن رومانيا تفتخر حقاً بكثرة عدد أصحاب الملايين الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والثلاثين، وهذا يبعد عنهم شبهة كونهم من المقربين والمتملقين للدكتاتور تشاوشيسكو.

    ورغم أن عناصر الشرطة السرية الرومانية، المعروفين بإرتدائهم السترات الجلدية السوداء ومضغهم للعلكة على الطريقة الغربية، كانوا من أكثر عناصر الشرطة السرية في أوروبا الشرقية الشيوعية قسوة ووحشية، فإنهم من حيث الكفاءة لا يدانون بأية درجة مستوى جهاز الشرطة السرية لألمانيا الشرقية. مشكلة رجال الأمن الرومانيين لم تكن في كثرة عددهم بل في خضوعهم مباشرة لتشاوشيسكو واستجابتهم المطلقة لنزواته، فضلا عن قسوتهم المفرطة. ومن الطبيعي أن يكون هناك منتسبون أمنيون سابقون تمكنوا من النجاة والنجاح في ظل الوضع الجديد. ومن بين أكثر هؤلاء شهرة دان فواكوليسكو، الشخصية الإعلامية المعروفة والقيادي البارز في حزب المحافظين في البلد، الذي أقر مؤخرا بأنه كان وكيلا للشرطة السرية الرومانية للشؤون الإقتصادية.
    ولكن المشكلة الرئيسة التي تبقى تشغل بال المجتمع الروماني بعد عقدين من الثورة على الدكتاتورية الشيوعية هي الهوة الواسعة المتنامية بين الفقراء والأغنياء. وفي معركة الإنتخابات الرئاسية الأخيرة بين ترايان باسيسكو من اليمين وميريسيا جيوانا من اليسار، عالج الطرفان المشكلة بأسلوب شخصي.
    فقد أصر باسيسكو، الذي فاز بشق الأنفس مؤخرا بمنصب الرئاسة، على أنه سيتابع بنفسه وخلال دورة حكمه الثانية حقيقة ثورة 1989 للتدقيق في شبكة الأثرياء الشيوعيين السابقين الذين كونوا ثروات سرية. فيما تحدث جيوانا عن تطوير المجتمع المدني والحاجة للتخلي عن الجري الأعمى وراء المال.
    كان الحكيم الشيوعي السابق سيلفيو بروكان، الذي اسهم في خلع تشاوشيسكو من السلطة، قد نشر تعليقاً بعد الثورة بوقت قصير قال فيه:
    "سوف يحتاج مواطنو رومانيا الى عشرين عاما كي يتعلموا ما هي الديمقراطية" ولكن العشرين عاما قد انقضت، وما زال مواطنو رومانيا يتعلمون!
     
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    مشكووووووور
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة