خطـرالصورة في المسلسلات التركية

حسن الكعبي

الصورة في ظل انتشار ثورة الميديا المعلوماتية ، باتت تشكل نسقا ثقافيا خطرا ، أكثر من الخطاب ذاته وان كانت الصورة بحد ذاتها خطابا يمرر أنساقه على شريحة اجتماعية كبيرة لا يستهان بها ممثلة بالشباب على تفاوت امتيازاتهم العلمية والتربوية ،
اذ إن خطر الصورة كما يتوجه للجامعي يتوجه لغير المتعلم أيضا وكما يتوجه للمدني فانه يتوجه لابن الريف عبر الميديا التي تجد تجسداتها في الانترنت ( والستلايت).
إن أشكال الخطر التي تفشت في الآونة الأخيرة على شكل ظواهر شاذة ساعدت في تفعيلها المسلسلات التركية التي بدأت تبث مؤخرا بشكل لافت ، وربما ان الدبلجة للغة السورية ساعد على انتشارها على نطاق واسع في الوطن العربي بعد نجاح هذه الأخيرة في الانتشار ، وهذه إحدى الفرضيات التي تجعل المتعلم وغيره يتماهى مع خطاب هذه المسلسلات ، وان كان خطابها أي المسلسلات التركية خاليا من المضمون المعرفي باعتبار إنها تتعكز على استعادة للرومانسيات البائدة التي هجرتها الدراما العربية والعالمية منذ زمن بفعل النكسات السياسية والاقتصادية التي اجتاحت العالم برمته وأصبح التحول الدرامي يحاصر هذه الإشكاليات تماشيا مع الواقع الاجتماعي ، وحتى الرومانسيات ذاتها بدأت تأخذ شكلا جديدا عبر تغذيتها بالمضمون الإنساني .
مغزى القول إن المضامين التي تحملها الدراما التركية لا تتماشى مع الواقع العربي بل إنها لا تتماشى مع الواقع التركي وهو داخل ضمن الأزمة الضاربة في العالم الشرق أوسطي ، إذن أين مكمن هذا التحول والإقبال إلى وعلى الدراما التركية ؟ ربما إن صورة النجم الوسيم وتقليعاته الشاذة هي الدافع وراء تحول وإقبال الشباب لتقليد هذا البطل الافتراضي عبر الاستعانة بمساحيق التجميل التي أصبحت تضفي مسحة خنثوية على شبابنا اليوم ، والأمر ذاته يسري على الشابات في سن المراهقة اللواتي يحاولن الاقتراب من نموذج البطلة المفترضة كماليا في هذه المسلسلات . الأمر إذن لا يتعلق بالخطاب المضموني لهذه الدراما باعتبار إنها تقع بين ثنائية الرومانسية المهجورة والمافيا المبالغ بها والتي هي بدورها استعادة مشوهة لنموذج المافيا في السينما الهوليوودية ،فمكمن الإقبال إذن عبر ما قدمناه من خلال محاولة التقليد ، الذي لم يسهم التابو الاجتماعي في الحد منه ، ويرجع ذلك إلى إن الشباب اليوم يعيش في متاهة الاحباطات النفسية التي يسعى لتعويضها شكلانيا ، وطبعا فان هذه النوعية من الاحباطات لا يسهم فيها أخصائي في علم النفس أو الاجتماع إنما الاسهامة الكبرى تلقى على عاتق العائلة التي طالها الإحباط من المجهول لتتلهى هي الأخرى في متاهاتها بعيدا عن الأبناء وسلوكياتهم المخيبة.
إن نموذج الأب بالإمكان أن يزاحم نموذج البطل الافتراضي لو انه استطاع وهو متحصن بوعي معرفي أن يقترب من مشاكل الابن ويحاول أن يخلصه من عقده المهيمنة والتي تحتل فيها الصورة الافتراضية مساحة كبيرة. إن التقرب من الأبناء وهو يحمل صيغة توددية أنجع في معالجة هذه الحالات من الصيغ العنفية التي تساعد على التمرد ، وقد يقع الآباء نتيجة ذلك إلى الاستسلام بلا جدوى في معالجة حالات الأبناء ، بل إن هنالك كثيرا من الآباء الذين اخذوا يبدون جزعهم من أبنائهم وكذلك مخاوفهم من مجابهتهم، وهذا ناتج عن غياب الوعي التربوي لدى الآباء. بالتأكيد إن المطالبة بإيقاف هذه النوعية من المسلسلات بات أمرا مستحيلا ، لأنها داخلة ضمن خط الاتجار العولمي ، لكن ما هو غير المستحيل هيمنة العائلة التي تفرض قراراتها التي تضبطها ضمن الإيقاع الأخلاقي ، ولذلك فان المسؤولية تقع بالمحصلة على العائلة في الكد المعرفي للوصول إلى صيغ امثل في محاربة خطر الصورة.

 

مشكووووووووووور على الموضوع الرائع والمميز

 

الرائع مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب

 

مشكورعلى الموضوع

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز محمد امين

 

مشكور استاذ هيثم سعدون

 

مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله

 

مشكور استاذ هيثم

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز ايمن

 

شكراااااااااااااااااااااا:clap::clap::clap::clap::clap:

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز حمزه

 

مشكور :$

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز

 

مشكوور اخي الكريم هيثم على الموضوع المميز والذي يجب ان يؤخد بعين الاعتبار لما تشكله المسلسلات التركية من خطر على الجيل الصاعد
سلمت يمينك على الموضوع

 

مشكور مرورك الجميل achtare2000

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​

جزاك الله كل خير كابتن هيثم فالموضوع بالفعل من الأهمية بمكان خاصة بعد إنتشار تلك المسلسلات على القنوات الفضائية ​

ومن مِنا لايعرف نور و مهند؟؟؟؟؟!!!!!​

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​

 

وعليكم السلام ورحمة الله وربركاتة
مشكور مرورك الرائع اخي ابو نور الدين

 

مشكووووور على تنبيه جزاك الله خيرا

 

مشكور مرورك الجميل اخي العزيز