1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

صناعة الدكتاتور

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏23 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]


    حيدر محمد الظالمي

    في ثقافتنا العربية الجمعية هناك الكثير من الشوائب التي بقيت عالقة في ثوبها، ومن هذه الشوائب عدم قدرتنا على الخروج من دائرة تقديس الافراد والكيانات بذواتهم أي اننا مازلنا ننظر الى القائد أو الزعيم وحتى رئيس العشيرة
    والمسؤول على أنه شخص غير عادي ويمتلك قدرة سحرية على تغيير الاشياء وان له مكانة تفوق مكانة البشر العاديين، ومادمنا نظن ذلك فيه فلماذا لايظن هو بنفسه ذلك ومن ثم يعتبر نفسه أبا الجميع والمسؤول الاول والاخير عنهم وهو الذي يفكر ويستنتج بدل الجميع ويأخذ القرارات التي تهمهم لانه اكثر الناس معرفة بمصالحهم واحتياجاتهم ، ومن هنا أنطلقت لدينا عقدة صنع الانظمة الشمولية والقمعية التي تتمحور حول الافراد وليس الامم أو الشعوب ، فالقائد عندنا ياتي في لحظة يائس مطبقة لينتشل الجميع ويأخذهم الى بر الامان بعد عجزهم وانتظارهم الطويل ومن ثم لا يسمع سوى كلمات الثناء والاعجاب ولا يمكن ان يصل اليه النقد أو التوجيه ، وعندها لا يكون للشعوب أي دور يذكر سوى التصفيق والهتاف باسم القائد او الزعيم وانتظار بركاته ومكرماته التي يجود بها على رعاياه المنتظرين.
    وفي حقيقة الامر عند الاطلاع على مستوى الحاكم أو الزعيم لدينا نرى أن هؤلاء الزعماء او القادة لايمتلكون كل تلك الصفات الخارقة التي تحيط بهم بل هم زعماء اقل حتى من مستوى النخب العلمية والثقافية التي يحكمونها ، اضافة الى عدم أمتلاكهم القدرة على تحريك الرأي العام وتوجيهه الى اهدافه من خلال تقديم آراء وافكار تليق بما وصلوا اليه من مركز فعال قادر على تغيير مصير الامم والشعوب اذا ماعرفنا ان هذه الشعوب تعيش حالة غير عادية من التخلف بكل اشكاله المادية والمعنوية.
    كما ان أهلية الحاكم والمسؤول تعكس بشكل ما قيمة الحراك السياسي والاجتماعي داخل المجتمع نفسه فوضع شخص غير مؤهل في مركز حساس هو هدر لطاقات المجتمع وامكانياته وعدم تسخير تلك الطاقات لبناء الدولة والمجتمع وهو أيضاً صورة غير مباشرة لما وصل اليه هذا الحراك من العقم بحيث لم يستطع أن يضع على هرم قيادته شخص مؤهل وحكيم.
    وهذا الصنع المستمر للفردنة يعاكس تماماً ماجاءت فيه أدبيتنا الدينية والفكرية التي تصر دائما على أن البشر متساوون في كل شيء إلا في العمل الصالح والعطاء الذي يمكن أن يقدموه الى الناس، واذا أخطأ الشخص فعليه الاعتراف بذلك فالاعتراف بالذنب فضيلة، أي أن الاعتراف هذا بالمعايير الحالية يعني تحمل المسؤولية عن تقصير ما او خلل في عمل هذا الشخص المقصود ، ومادمنا نتحدث عن القائد والمسؤول لدينا فيجب أذن تقييم ادائه واعماله على اساس العطاء الذي يقدمه للناس، اما غير ذلك فهو محض نفاق لا يمكن الوثوق والتصديق به ولا يمكن من خلاله بناء الاوطان وتعميرها، بالاضافة الى ان اي انجاز يتحقق لدينا لا نضعه في خانة العمل الجماعي الناتج من حركة الامم والشعوب المستمرة بل دائما ما يتم تسجيل هذه الانجازات باسم الافراد دون شعوبهم التي تكون مادة هذا النجاح والصانعة الحقيقية له، فالفردنة لدينا أذن هي ثقافة متجذرة وليست مجرد حالة عابرة يمكن التخلص منها بسهولة.
     
    هذه المشاركة أعجبت nawafali85.
  2. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    مشكووووووووووور على الموضوع الرائع والمميز
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    الرائع مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة