1. تنويه:
    تم إيقاف التسجيل في المنتدى مؤقتا، للتواصل أو طلب الانضمام للمنتدى، نرجو التواصل معنا.
    الأعضاء السابقون ما يزال بإمكانهم تسجيل الدخول.

كيف يعاقب السمك بعضه بعضاً

هذا النقاش في 'المنتدى العام' بدأه Haitham sadoon، ‏29 يناير 2010.

  1. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    [​IMG]



    إيبين هاريل

    يوصي العلماء عادة بعدم إسباغ الصفات البشرية على غير العاقل، إلا أن المرء تصعب عليه مقاومة سحر " لابرويديس ديميدياتوس "، وهو نوع من الأسماك الذي يعرف أيضا باسم "سمك اللبروس المنظف ذي الخط الازرق".
    هذه الحيوانات الملونة الصغيرة تعيش في الشعاب المرجانية مكونة ما يشبه محطات للتنظيف تقصدها الاسماك الأكبر حجما حيث تتوقف قليلاً لتنظيف جلدها. عندئذ تنشغل أسماك اللبروس على غرار ما يفعل عمال تنظيف السيارات عندما يجتمعون حول سيارة رياضية، بالتقاط وإزالة الطفيليات والأنسجة الميتة والشوائب الاخرى، وهي تتغذى اثناء العملية.

    منذ اكتشاف سلوك هذه السمكة في سني الخمسينيات، وفر سمك اللبروس المنظف لعلماء الأحياء مثالا طريفاً على التعاون في الطبيعة. ولكن فريقاً دولياً من العلماء تمكن مؤخراً من ملاحظة خاصية أخرى غير اعتيادية في هذه السمكة، وهي خاصية قد تسلط الضوء على الحيوانات ذات الأنظمة الاجتماعية الأعلى، مثل الإنسان. فأسماك اللبروس على ما يبدو تعرف كيف تعاقب بعضها بعضاً. إذ يظهر ان اللبروس المنظف لا يحب حقاً أكل الأنسجة الميتة والطفيليات، بل يفضل عليها تلك المادة اللزجة التي تكسو جلد السمكة الصحيح المعافى، وهي مادة غنية بالكاربوهيدرات. لهذا فإن سمك اللبروس في حقيقة الحال يقوم بالغش ويأخذ عضة كل حين من جسم زبونه. وعندما تعمل اسماك اللبروس لوحدها، فانها تجري موازنة بين عملية التنظيف والغش بحيث تحافظ على الزبون ولا تفقده. غير أن هذا السمك يعمل عادة في أزواج، وفي مثل هذه الأوضاع، كما يوضح "رضوان بشاري" من جامعة نيوشاتل في سويسرا وهو أحد مؤلفي دراسة جديدة في مجلة ساينس، أن الأسماك تكون بمواجهة معضلة: " فمن الناحية النظرية يكون أفضل ما ينبغي عمله هو المبادرة بأخذ عضة من جلد الزبون قبل قيام الشريك بذلك، لأن الزبون اذا ما ذهب ستكون السمكة السباقة قد انفردت بمنافع العضة اللذيذة في حين تنقسم الكلفة على الشريكين معاً. إلا أن الأسماك لا تفعل هذا بل تميل للتصرف بانضباط. السر يكمن في الخشية من العقاب ـ او التهديد بالعقاب. كان بشاري وآخرون غيره على علم سابق بأن ذكر اللبروس، الذي يكون اكبر حجماً من الأنثى، يستبد به الغضب الشديد عندما تسرق شريكته قضمة من زبونه، ويروح يطاردها بحركة سريعة موحية بالتهديد. ومن أجل التأكد من أن هذا الفعل هو حقاً عملية تأنيب كما يوحي به ظاهرها أجرى بشاري وزملاؤه تجربة داخل حوض، حيث قدموا طبقاً مملوءا بقشور سمك طبيعي ( الذي يتقبله سمك اللبروس ) وطبقاً آخر فيه روبيان ( الذي يحبه اللبروس ) الى سمكتين، وكلما أقدمت إحدى السمكتين على أكل شيء من الروبيان اللذيذ أزال الباحثون كل الطعام من الحوض. وبالفعل حدث ما توقعوه، فكلما أكلت الأنثى من الروبيان ثارت ثائرة الذكر وهجم عليها لكي يمنعها. ومع تقدم التجربة اصبحت الاناث اقل رغبة في أكل الروبيان ( وبقي الذكر يأكل الروبيان بمنأى عن العقاب). يعتقد الباحثون ان هذه النتائج يمكن أن تكون ذات صلة بالبشر لأنها قد تقدم خيوطا توضح كيفية تطوير الانسان لنظامه المعقد الفريد في العقاب. فرغم مركزية مفهوم العقاب للمجتمع البشري، يبقى علماء تطور الأحياء في حيرة من أمر ذلك الضغط الانتقائي الذي يجعلنا نعاقب من يغش او يؤذي طرفاً ثالثاً لا صلة له بمنزل العقاب. ويرى بعض البيولوجيين ان المكسب الذي يخرج به منفذو العقاب هو ارتفاع شأنهم ومكانتهم الاجتماعية، وبالتالي يكونون اكثر جذبا لشركاء الحياة. كذلك فإن السمك المنظف قد يكون لديه سبب منطقي آخر ـ سبب نشاطرهم إياه نحن ايضا. فذكور السمك قد يعاقبون الاناث لعضهن الزبون لأن الذكر سيكون ضحية ثانوية غير مباشرة إذا ما سبحت السمكة الزبون بعيدا بعد عضها من قبل الاناث، وفي هذه الحالة يفقد الذكر وجبته. هذا الاساس المنطقي، وعلى مدى عصور من التطور، قد يكون هو الذي أدى بالمجتمع البشري الى إيجاد ترتيبات للعقاب أكثر توسعاً وتشعباً. يقول بشاري: " هذا الذي رأيناه قد يكون هو الأصل الذي انبثق منه عبر تاريخ التطور الانساني مبدأ معاقبة طرف ثالث. وخط العلاقة بين انثى اللبروس ومحاكمنا الجنائية قد يكون طويلا ومتعرجا، إلا أن ذلك لا يعني انه ليس خطا حقيقيا قائماً.
     
  2. مشكور استاذ هيثم سعدون
     
  3. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الله
     
  4. mohamedali

    mohamedali مشرف عام

    موضوع جميل ورائع
    مشكور اخي العزيز جزيت خيرا
     
  5. Haitham sadoon

    Haitham sadoon مشرف

    مشكور مرورك الجميل استاذ محمد عبد الوهاب
     

شارك هذه الصفحة